إعلان

بالصور.. "طابية الدراويش" تكشف أسرارها من مقاومة الإنجليز إلى النمل الأبيض

08:44 م الأحد 23 سبتمبر 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الوادي الجديد – محمد الباريسي:

قلعة أثرية تقف صامدة صامتة في قلب الصحراء الغربية، جنوب مدينة باريس، بمحافظة الوادي الجديد، لا يدري بها أحد، ولا يزورها زائر.. إنها "طابية الدراويش" معقل مقاومة الغزاة في مصر المحروسة قديمًا.

"الطابية" تعني "الحصن" أو "البرج" أو "القلعة" ذلك المبنى الذي يستخدم لمواجهة الهجمات العسكرية والحربية أو الغزوات، يوجد منها في واحة باريس فقط 5 طوابي أغلبها تعرّض للتدمير الجزئي أو الكلي، وبقيت طابية واحدة فقط متكاملة الإنشاءات في جنوب الواحة، وتحديدًا في قرية المكس القبلي جنوب الواحة.

تقع الطابية الخامسة، والباقية بشكل كامل جنوب قرية المكس القبلي على بعد 20 كم جنوب مدينة باريس، شيدت في القرن التاسع عشر الميلادي، شيدها الحاكم العسكري اليوزباشي خليل حمدي أفندي، حكمدار، قومندان واحة باريس.

الطابية الباقية شيدت على مسقط مربع من أسفل يضيق كلما اتجهنا إلى أعلى، تبلغ مساحتها من أسفل حوالي (5×5م) ومن أعلى حوالي 3×3 مترًا، ويصل ارتفاعها إلى حوالي 10 أمتار، ويبلغ إجمالي مساحتها 47.60 مترًا مربعًا.

مبنية على مصطبتين من الطوب يبلغ ارتفاع السفلى منها 50 مترًا وطولها حوالي 33.80 مترًا، وبعرض يصل إلى 22.60 مترًا، والمصطبة العليا تبلغ نفس ارتفاع السفلى، ولكنها أقل منها في المساحة، ويمكن الوصول إليها من خلال درجين سلم بكل منهما درجتي سلم في الجزء الشمالي الغربي من المصطبة الأولى.

أكد رشاد كرار، أحد جامعي التراث والتاريخ الواحاتي ومشايخ واحة باريس، أن الطابية سميت بطابية الدراويش نسبة إلى دراويش السودان الذين كانوا يغيرون بين الحين والآخر على أهل الواحة ليسلبوا ويسرقوا خيراتها.

أضاف "كرار" لــ"مصراوي" أنها شيدت الطابية من الطوب اللبن، أما عن طرق التسقيف فقد سقف كلًا الطابقين بسقف استخدمت فيه الأعتاب الخشبية من أخشاب الجريد محمولة على جذوع النخيل وأفلاق الدوم في التسقيف، ما كان له أسوأ الأثر على مبنى الطابية من حيث تأثير حشرة النمل الأبيض "القرضة".

وتابع أن الطوابي أحد أهم المعالم التاريخية لواحة باريس، والتي استخدمت في العصر الحديث من خلال الحكومة الملكية المصرية في مقاومة الثورات التي قاومت الإنجليز، والقادمة من شمال السودان من أشهرها ثورة عبدالله التعايشي.

وأشار خبير التراث الواحاتي إلى أن هذه المنطقة منطقة أثرية مهمة في الواحة تحوي الكثير من الأسرار والتراث والآثار إلا أنها لم تدرج على برامج زيارات الوفود السياحية للوادي الجديد، إضافة إلى عدم وجود دعاية إعلامية قوية تعرف الناس التاريخ والتراث عن منطقة الواحات.

فيما أكد منصور عثمان، مدير عام منطقة الآثار الإسلامية بالوادي الجديد، لــ"مصراوي" أن مساحة منطقة الطابية حاليا حوالي 5 أفدنة، جرى تسجيلها كمنطقة أثرية بالقرار رقم 573 لسنة 2000.

وأشار "عثمان" إلى أنه في عام 1893م، الموافق 1310هـ قامت قوة من "الدراويش" لاستكشاف الطريق الموصل بين مصر والسودان عن طريق واحة باريس من جهة، ومن جهة أخرى للبحث في إمكان إيجاد قاعدة عسكرية لهم في هذه الواحة، تصلح لاتخاذها لمهاجمة القطر المصري متى أرادوا القيام بذلك، وفي اليوم الأول من شهر أغسطس سنة 1893م وصلت طلائعهم إلى بلدة باريس.

وأوضح أن الطابية مبنية على مستويَين الطابق الأرضي والطابق الأول، واتصلت بها بعض الوحدات المعمارية، وأُلحقت بها من الخارج، وتضمنت هذه الملحقات حجرتين مستطيلتين واحدة منهما، وهي الأكبر في المساحة، متاخمة للقطاع الشمالي الغربي من الواجهة الشمالية للطابية، بينما تقع الحجرة الأخرى متاخمة للقطاع الشمالي الغربي للواجهة الغربية للطابية.

وقال مدير عام منطقة الآثار الإسلامية بالوادي الجديد، إنه يوجد درج سلم بجوار الجدار الشرقي للغرفة الأولى يقودنا إلى الطابق الأول للطابية عقب النهاية الجنوبية لهذا الدرج نجد مساحة مربعة جدرانها الشرقية والجنوبية لها فتحتي باب تقودنا فتحته الجنوبية إلى داخل الطابق الأرضي للطابية، وسطح الطابية مهدم ومتداعٍ، ومحاط بسور سمك جداره نصف متر وارتفاعه متر واحد، وفوقه نجد صفًا من الشرفات المستطيلة والتي عرضها 0.48 مترًا وارتفاعها 0.40 مترا، وخلفها نجد ممرًا لسير عسس الدورية عرضه 0.30مترًا.

كما لفت إلى أن ملحقات الطابية عبارة عن حجرتين مستطيلتين أُضيفتا لاحقًا لها، أكبرهما يبلغ طولها 6.10 أمتار وعرضها 3.60 أمتار، مسقوفة بأفلاق الدوم، وعيدان وسعف النخيل، وبالنسبة للحجرة الصغرى فطولها 1.50م وعرضها 1.30م مغطاة بسقف يُشبه سقف الحجرة السابقة، وهذه الملحقات ربما كانت تُستخدم كمستودع للأسلحة أو كثكنات لجنود الطابية.

وأوضح "عثمان" أنه لم يجر تجهيز وإعداد الموقع لاستقبال الوفود السياحية من حيث أماكن جلوس ودورات مياه ومواقع لخدمة الزائرين، بسبب الحاجة إلى توافر اعتمادات مالية لاستكمال الحفائر والمسوح الأثرية لاكتشاف المنطقة بالكامل في ظل وجود آثار تشير إلى بقايا مدينة أثرية لم تكتشف حتى الآن.

وأشار إلى أن هيئة الآثار أدرجت في الآونة الأخيرة المنطقة ضمن خطط الترميم، ومن المنتظر البدء فيها وتطويرها خلال الفترة القليلة المقبلة.

فيديو قد يعجبك: