إعلان

عمرها 400 عام.. مئذنة "المحيبس" آخر شاهد على العصر العثماني في الوادي الجديد

11:49 ص الأحد 10 يونيو 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الوادي الجديد – محمد الباريسي:

مئذنة مسجد "المحيبس" بمنطقة عين الدار بواحة الخارجة في الوادي الجديد، بطول 20 مترًا هي آخر شاهد على عصر الدولة العثمانية في منطقة الواحات، ويتراوح عمرها بين 300 إلى 400 عام، وبنيت على الطراز الأيوبي.

بنيت مئذنة المسجد من الطوب اللبن على الطراز الأيوبي، والمسجد التابعة له، حيث تتكون من عدة طوابق يتم الصعود إليها عن طريق سلم دائري حلزوني من الخشب، وتتكون في الأعلى من شرفة مصنعة من أخشاب الدوم، وبعض أفلاق النخيل، والتي كان يتم بناء منازل الواحات بها قديمًا.

وسمي بمسجد "المحيبس"، تصغير كلمة "المحبس" نسبة إلى محبس بئر من المياه جرى حفره بمواسير مصنوعة من خشب الدوم حينذاك، حيث كان المؤذّن قديمًا يصعد المئذنة من الداخل عن طريق السلم الحلزوني حتى يصل إلى قمتها وفي القمة باب صغير يخرج من خلاله إلى شرفة دائرية الشكل مصممة من الأخشاب ليؤذن عليها، وهو يتحرك في تلك الشرفة بكل الاتجاهات حتى يسمع جميع أهالي الخارجة الأذان.

قال عباس مياز، أحد كبار مشايخ واحة الخارجة، وأحد أهم جامعي ومدوني تاريخ الواحة، إن المسجد هو ملتقى سكان منطقة عين الدار الشعبية أو القديمة، والتي كانت أصل الواحة حيث كان بها دار الحكم وبجوارها العين التي يعيش عليها سكان الواحة منذ القدم.

وأضاف "عباس" أن المسجد بجانب حارة الأدارسة بمدينة الخارجة، وهي إحدى الحارات المتفرعة من منطقة عين الدار القديمة، وتربط بين مسجد المحيبس القبلي وبين منطقة عين الدار، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى عائلة الأدارسة التي استوطنت مدينة الخارجة سنة 300 هجريًا من جهة زهون غربي تونس.

وهناك عدة دروب وحارات أثرية أخرى بجانب المسجد كانت لأهل الواحات قديمًا في عصور الدولة الإسلامية، وعلى الرغم من عمليات الإحلال والتجديد التي جرت للمسجد عام 2001 إلا أن مئذنته العريقة مازالت كما هي، ورغم أنها لا تتبع وزارة الآثار إلا أن أهالي الحي حافظوا على قيمتها الدينية والتراثية والأثرية حتى الآن.

إبراهيم خليل، مدير مكتبة مصر العامة في الوادي الجديد، أكد لمصراوي، أن المسجد في شهر رمضان يعتبر مكان تجمع سكان الواحة قديمًا وحديثًا، حيث يتجمعون به لتناول الإفطار، وتجمع مشايخ الحي لحل أي مشكلات اجتماعية والحديث عن أمور حياتهم.

فيما أكد محمد أحمد، من سكان حي "المحيبس" لمصراوي، أن مشكلة المئذنة هي أنها آيلة للسقوط ومعرضة للانهيار بسبب الإهمال في ترميمها نظرًا لأنها لا تتبع وزارة الآثار، ولم يهتم بها مسؤول في المحافظة، رغم أنها تمثل قيمة أثرية دينية خاصة لسكان المنطقة، مشيرًا إلى مطالبتهم المسؤولين عدة مرات بضرورة الاهتمام بها، دون جدوى.

من جانبه قال عبدالعزيز خضر، وكيل منطقة الآثار الإسلامية والقبطية بمركز الخارجة، إن المئذنة تعود إلى العصر العثماني المتأخر وعمرها يتراوح من 300 إلى 400 عام، وهي مشيدة على الطراز الأيوبي وللأسف كل التقارير الصحفية والكتابات تناولتها على أنها من العصر الأيوبي، والحقيقة أنها مبنية على الطراز الأيوبي، وكانت بجوار "محيبس" تصغير محبس، وهو منظم دخول مياه لحوض بجوار المسجد كان يستخدم قديمًا "ميضة" مكانت مخصصة للوضوء قديمًا لأن المنشآت في الواحات مبنية من الطوب اللبن لذا يجب إبعاد مصادر المياه عنها حتى لا تتعرض للتشقق والانهيار.

وأضاف "عبدالعزيز" أن المشكلة الحقيقية في المأذنة هو عدم تسجيلها كأثر إسلامي إضافة لتعرضها لتدمير جزئي بسبب تعرضها لصدمات ناتجة من السيارات المارة بالحارة المتواجدة بها بسبب ضيق عرض الحارة، ولكن حاليًا انتهت منطقة الآثار بالتعاون مع مديرية الأوقاف بالمحافظة من دراسة لتوفير تمويل مبدأي لبدء ترميمها بتمويل وزارة الأوقاف وبإشراف وزارة الآثار لحين الانتهاء من تسجيلها بعد عرض دراسة أثرية لها على اللجنة الدائمة بالوزارة لتسجيلها كأثر إسلامي يتبع منطقة الآثار الإسلامية والقبطية بمركز الخارجة، وذلك خلال الفترة القليلة المقبلة.

كما لفت إلى عرض موقف ضيق الحارة المتواجدة بها المئذنة على محافظ الإقليم، اللواء محمد الزملوط، وجار اتخاذ بعض القرارات الإدارية، للحد من مرور السيارات خاصة الكبيرة منها ومنع اصطدامها بجدران المسجد والمئذنة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان