بالصور| من "أبوقير" لـ "المنشية".. مطاعم اليونانيين في الإسكندرية بصمات لم يمحها الزمن

12:00 م الثلاثاء 01 مايو 2018

مطاعم اليونانيين في الإسكندرية

الإسكندرية – محمد البدري و محمد عامر:

منذ عهد محمد علي باشا، كان للجالية اليونانية التي عاشت في الإسكندرية، خلال القرنين الماضيَين، تأثيرًا ثقافيًا واجتماعيًا كبيرًا أثرى الحياة في مصر بشكل عام، وفي الإسكندرية بشكل خاص، والتي تفرّدت عن باقي محافظات مصر بطبيعتها متعددة الثقافات.

إعلان

وفي الوقت الذي أحيت فيه الحكومة المصرية تراث الجاليات اليونانية والقبرصية من خلال دعوة أبناء الجاليتين لزيارة الأماكن التي عاشوا فيها من قبل تحت عنوان العودة إلى الجذور، يرصد "مصراوي" جانبًا من تراث اليونانيين الذي حافظ على رونقه وظل على اتصال وطيد بأبناء الإسكندرية حتى كتابة هذه السطور رغم مرور الزمن.

وتستضيف مصر مجموعة من الجيل الثاني والثالث من اليونانيين والقبارصة الذين عاشوا في بلدانهم الأصلية طيلة حياتهم لإحياء ما تركه أجدادهم في مصر من ذكريات وتراث، والذي بدأ أمس الإثنين، ويستمر حتى 6 مايو، للقيام بزيارة إلى مواقع مختلفة في الإسكندرية والقاهرة والعلمين ودير سانت كاترين وشرم الشيخ.

وتأتي فعاليات "العودة إلى الجذور" ضمن برنامج المغتربين الموقع بين مصر وقبرص واليونان، الذي يهدف إلى جمع القبارصة واليونانيين أو أحفادهم في رحلة العودة إلى الإسكندرية المكان الذي كانوا يعيشون فيه هم أو أسلافهم.

ويرصد "مصراوي" جانبًا من تراث اليونانيين في الصفحات التالية:

"ديليس".. محل البهجة صانع تورتة زفاف الملك فاروق

"ديليس" كلمة فرنسية تعني البهجة، وهي الاسم الذي اختاره صانع الخبز "موستاكس" اليوناني الجنسية ليؤسس مقهى ومحله لبيع الحلوى في قلب الإسكندرية عام 1907 قبل أن يعلن الافتتاح الرسمي عام 1922.

"مؤسس "ديليس" أول من أدخل صناعة الآيس كريم بنكهات جديدة في مصر".. هكذا قال الدكتور إسلام عاصم، نقيب المرشدين السياحيين السابق، والباحث في التراث السكندري، موضحًا أن نكهات آيس كريم "ديليس" جعلته ينفرد بالنسبة الأكبر من محبي الآيس كريم بين منافسيه.

وأضاف "عاصم" لـ"مصراوي" أن جودة وتفرّد منتجات الحلوى التي يقدمها المحل ذاع صيتها حتى وصلت إلى أروقة قصر العائلة الملكية، ونال اهتمام خاص من الملك فاروق، ليحظى بفرصة ملكية من النوع الخاص تمثلت في صنع "تورتة" تنصيب فاروق ملكًا على مصر عام 1937 ومن بعدها تجهيز تورتة حفل زفاف الملك فاروق من الملكة فريدة، حتى نال المحل شهرة عالمية.

"سانتا لوتشيا".. ملك المطاعم بمذاق البيانو

يُعد مطعم "سانتا لوتشيا" أحد أبرز مطاعم الإسكندرية التي أسسها اليونانيون، نظرًا لطبيعته الفريدة بدءًا من التصميم، وحتى نوعية الزبائن الذين يترددون عليه لينال لقب "ملك المطاعم" منذ تأسيسه عام 1932.

المطعم الكائن في منطقة محطة الرمل بوسط الإسكندرية، كان مملوكًا لرئيس الجالية اليونانية "بنايوتي سيوكاس"، وآلت ملكيته حاليا إلى حفيده "يني سيوكاس" – بحسب الباحث في التراث السكندري الدكتور إسلام عاصم – حيث نال المطعم فرصة تجهيز حفلات الولائم الخاصة بالعائلة المالكة في مصر.

رغم خضوع المطعم لأعمال ترميم إلا أنه مازال يحافظ على رونقه الكلاسيكي دون تغيير ملامح تصميمه التي أصرّ مالكه الحالي على الحفاظ عليها باعتباره إرث عائلي تاريخي، ليستمر في تقديم خدماته من الزبائن المميزين في الإسكندرية، الذين يتوافدون بهدف الاستمتاع بوجبة متميزة على أنغام عزف البيانو وأضواء الشموع التي تزين طاولاته.

"إيليت".. ملتقى الصفوة


رغم مرور نحو 100 عام على إنشائه مازال مطعم "إيليت" اليوناني يحتفظ بمظهره الكلاسيكي المميز منذ تأسيسه مطلع القرن العشرين واشترته في وقت لاحق مدام "كريستينا كوستانتينو" عام 1953، وهي من أشهر اليونانيين الذين أقاموا بالإسكندرية.

مازال مطعم ومقهى "إيليت" الذي يعني اسمه بالإنجليزية الصفوة، جاذبًا لجمهوره لتخصصه في تقديم المأكولات اليونانية والشرقية ذات المذاق الخاص، كما حافظ على تزيين جدرانه بمجموعة من اللوحات الفنية لكبار الفنانين منهم الفرنسي "ماتيس بيكاسو"، واليوناني "فافياديس" والفرنسي "براك"، وسيف وأدهم وانلي وعصمت داوستاشي وغيرهم.

شهد المطعم الشهير زيارات لعدد من أهم الشخصيات في مصر منهم الملكة فريدة والملكة ناريمان وزوجها، الكاتب الكبير نجيب محفوظ وكوكب الشرق أم كلثوم والفنانة داليدا والمخرج العالمي يوسف شاهين والمغني اليوناني السكندري ديميس روثوس، ولا يزال "إيليت" حتى الآن من أهم المزارات للجاليات الأجنبية التي تعيش في الإسكندرية بالإضافة إلى عدد من الفنانين والشعراء والكتاب.

مطعم "زفريون".. بصمة يونانية عمرها 90 عامًا

منذ ما يزيد عن 89 عامًا يقبع مطعم زفريون اليوناني بالقرب من شاطئ أبو قير شرقي الإسكندرية، ليحوي بين جدرانه العديد من ذكريات مختلطة بين أبناء المدينة وعشّاق المكان من اليونانيين الذين عاشوا هناك قبل عقود، ليقدم لزبائنه المأكولات البحرية التي تجمع في خليطها الشهي بين الإسكندرية واليونان.

مازال يحتفظ المطعم الذي تأسس عام 1929 برونقه وطابعه الكلاسيكي الذي شيد عليه، وتحتضن حوائطه عددًا من اللوحات الفنية التي يرجع تاريخ بعضها إلى نشأة المكان.

بمجرّد الوصول إلى موقع المطعم تجد في استقبالك عامل مهمته الترحيب بالزبائن ومساعدتهم في وضع سياراتهم في المكان المخصص لها، ليستأنفوا بعدها زيارتهم المميزة داخل المطعم التي تبدأ باختيارهم نوع الأسماك واختيار طريقة الطهي التي يحبون تناولها بها، وسط أجواء كلاسيكية من أربعينيات القرن الماضي بين متعة المشاهدة وسماع بعض الموسيقى الكلاسيكية المختلطة ببعض أطراف الحديث المترامية بلغات مختلفة من بعض مرتادي المكان.

إعلان