عندما احتضنت الجدة حفيدها في العقار المائل: "سامحني بنموت ومش قادرة أنقذك"

الإسكندرية – محمد البدري و محمد عامر:

"إلحقيني يا بنتي البيت بيقع" كلمات نزلت كالصاعقة على مسامع "رانيا" ذات الـ 24 ربيعا، في اتصال هاتفي تلقته من والدتها لحظة انهيار العقار رقم 18 المعروف إعلاميا بعقار الأزاريطة المائل، ليتوقف عندها الزمن أمام الفتاة الشابة التي تركت طفلها وأمها في المنزل لشراء بعض الاحتياجات.

استعادت "رانيا" لحظات الفزع التي عاشتها مع أمها و طفلها لحظة ميل العقار قائلة: تلقيت اتصالا من أمي تخبرني " إلحقيني البيت بيتهز يمين وشمال وفيه فزع في الشارع، النور قطع مش شايفة حاجة، هموت يا بنتي."

أضافت: هرولت مسرعة إلى المنزل الذي أحاطته الحواجز الأمنية من كل جانب، حتى تمكنت بشق الأنفس من عبور الكردون الأمني أملا في الوصول لأسرتها المحتجزة داخل العقار المائل، ولم أشعر بنفسي وأنا أركض داخل العقار المائل حتى وصلت إلى الشقة في نفس الوقت الذي وصل فيه أبي لمساعدة أمي وطفلي في الخروج.

تتابع بحسرة :" مكناش قادرين نفكر في حاجة وانقطاع النور خلانا نسيب كل شيء نملكه ونزلنا بهدومنا اللي علينا ".

بجوارها جلست والدتها "سهير" تروى ما تذكره لحظة الحادث، قائلة "كنت مع حفيدي في الشقة وسمعت صوت فرقعة والبيت اهتز بشكل كبير، وبشكل لا إرادي بقيت أردد الشهادة."

وأضافت السيدة سهير:" أخدت حفيدي في حضني وقولتله يا حبيبي عمري من عمرك، سامحني يا حبيبي مش هقدر أنزل بيك من هنا، هنموت سوا، قلتها وأنا أبكي حتى وصلت بنتي وزوجي إلى الشقة لمساعدتنا."

وأشارت السيدة الخمسينية إلى أن كل ما جاء من تصريحات مسؤولي الحي بشأن العقار غير صحيح، قائلة "محدش نبهنا .. محدش حذرنا.. سابونا لحد ما شوفنا الموت بعنينا."

وتابعت "شقى عمري كله من 35 سنة وكل ما أملك كان في الشقة دي، ونزلنا بهدومنا، مفكرتش وقتها في أي شيء غير النجاة."