إعلان

مسجد نجع الحجيري.. "خلافة بغدادي قنا" التي مهدت لتفجير مارجرجس - فيديو وصور

06:52 م الجمعة 14 أبريل 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

قنا - عبد الرحمن القرشي:
ما إن أعلنت وزارة الداخلية هوية الانتحاري منفذ تفجير كنيسة مارجرجس في طنطا، صبيحة الاحتفال بـ "أحد السعف"، إلا وبدأت مفاجآت ممدوح أمين محمد بغدادي تتفجر، خاصة تلك المتعلقة بنشأته وحياته داخل نجع الحجيري بقرية الظفرية التابعة لمركز قفط جنوبي محافظة قنا، حيث ولد وتربى واستغل مؤهله الدراسي في زرع أفكاره بنفوس وعقول الصغار، محاولاً إقامة "خلافته الخاصة" على أرض قريته.

حصل "بغدادي" على ليسانس في الآداب من قسم اللغة العربية، إلا أنه لم يكن معينًا بمديرية التربية والتعليم، كما يؤكد أهالي قريته، وذلك في الوقت الذي فرغ نفسه فيه لمجموعات التقوية داخل زاوية صغيرة أقامها جوار مدرسة "نجع الحجيري الابتدائية"، حيث لقن فيها الصغار دروسًا في اللغة العربية وتحفيظ وتفسير القرآن الكريم بمقابل مادي زهيد لم يتجاوز حينها العشر جنيهات.

تلك المجموعات وفقًا لكثير من الأهالي كانت المسرح الفعلي لإفكار "بغدادي"، حيث كان الأطفال دماه التي يتلاعب بعقولها كيفما شاء وبالقسوة التي يريد.

بعض أطفال القرية ممن تلقوا الدروس على "بغدادي" حكوا، لـ "مصراوي"، كيف كانوا يجبرون على حفظ أناشيد "سنخوض معاركنا معهم ونزلزل جيش الكفار، وقادم جيش الجهاد قادم، والقابضون على الجمر"، متحدثين عن أهوال ما كان يعانيه المقصرين منهم في الحفظ على يد "بغدادي"، والتي وصلت أحيانًا إلى حد كسر ساعد أحد الصغار لممازحته زميل له أثناء القراءة الجماعية للقرآن الكريم.

وطلاب المرحلة الإعدادية أيضًا لم يسلموا من أفكار "بغدادي"، الذي كان يلقنهم الأحكام الفقهية المتطرفة، ويحثهم على تغيير المنكر بالقوة مع ذويهم وجيرانهم، ويذكر بعضهم، لمصراوي، أن من بين الأحكام التي لقنهم إرهابي تفجير طنطا، كان "تحريم الصور الفوتوغرافية وتعليقها بالمنزل لجلبها الشياطين وطردها الملائكة، وضرورة ارتداء الملابس القصيرة للبنين لأن تطويل أطراف الثياب من الفسق والغرور، وتكفير الحلف برسول الله، والاحتفال بالموالد شرك بالله، ووجوب مقاطعة الأعداء، وأن الدولة تعيش في جاهلية".

"أجبرتنا تلك الأفكار والفتاوى على مناظرته إلا أننا فشلنا"؛ يؤكد أحد أهالي القرية، ويضيف: "لم نحسن مناظرته فاستضفنا أحد مشايخ مديرية الأوقاف من قرية مجاورة، ناظره فأفحم أفكاره، وظهر ضعف أدلة بغدادي، الذي بادر باتهام الشيخ الأزهر بالضلال متهمًا الأزهر بالفسوق ومكفرًا المذهب الأشعري والحكومة".

ويقول الشاهد: "بتلك الواقعة خسر ممدوح أمين وظيفته معلمًا لأطفال القرية، وبدأ يعمل في مجال المساحة الهندسية لكنه سرعان لم يفلح بها بسبب أفكاره ونبذه الناس وتكفيره إياهم إلا أن استيقظنا يومًا على أنباء  تفجير كنيسة مارجرجس وأنه هو الفاعل".

يذكر أن وزارة الداخلية أعلنت، في بيان لها مساء أمس الخميس، عن هوية مرتكب جريمة تفجير كنيسة مارجرجس في مدينة طنطا، بعد مطابقة البصمة الوراثية لأشلائه بعينات من ذويه، وكشفت عن "ممدوح أمين محمد بغدادي"، مواليد 25 يونيو 1977، الذي كان يقيم بنجع الحجيري بمركز قفط جنوبي قنا.

وقُتل 45 شخصًا على الأقل في تفجيرين استهدف أحدهما كنيسة مارجرجس في طنطا، وارتكبه "ممدوح أمين محمد بغدادي"، والآخر  استهدف كنيسة مار مرقس في الإسكندرية، خلال احتفالات عيد "أحد الشعانين" الأحد الماضي.

فيديو قد يعجبك: