إعلان

"الجالية السورية بدمياط".. تجارة ومبادرات مجتمعية.. و"الإقامة" أبرز أزمة

10:18 ص الثلاثاء 07 مارس 2017

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

دمياط – محمد إبراهيم:
تحولت مدينة دمياط الجديدة إلى قطعة من مدينة "حمص" السورية، بعدما لجوء الآلاف من العائلات السورية إليها، وبات من الطبيعي أن تسير في شوارعها فتدهشك رائحة الأطعمة الشامية من المطاعم المنتشرة بشكل غير مسبوق إلى جانب المقاهي والمصانع، ورغم المعاملة الكريمة التي يتلقاها اللاجئون من أهالي المدينة، يواجهون عقبات عدة بسبب ما وصفوه بـ"بيروقراطية الإقامة".

التقى "مصراوي" بأسرة محمد الأشتل، أحد النازحين السوريين إلى دمياط الجديدة، الذي بدأ حديثه: "جئنا إلى هنا منذ ثلاثة أعوام، جئت أولا ثم زوجتي وأولادي ووالدتي وبحثت عن عمل، حتى وجدت عملا في صيدلية قبل أن أفتتح مشروعي الخاص لبيع مخبوزات سورية، والمصريون طيبون ولدي الكثير من الأصدقاء، فضلا عن أننا نعقد جلسات دورية مع إخواننا السوريين للاطمئنان على أحوال الجميع، وبحث دعم ومساعدة المحتاجين منهم".

وأضاف أن إحصائيات عدد الأسر السورية في دمياط غير دقيقة، إلا أن آخر تقرير غير رسمي لإحدى المؤسسات التنموية، حصر وجود حوالي 6 آلاف عائلة من سوريا في دمياط الجديدة.
وعن أحوالهم المعيشية والتجارية، قال الأشتل: "الطقس هنا جميل والمدينة تشبه الكثير من المدن في بلدنا، واشتعلت المنافسة بين أهالي المدينة والسوريين الوافدين، الذين تمكنوا من غزو محال الحلويات واستأجروها، لتقديم الحلويات السورية والفلافل الشامية للأهالي".

ولفت طارق، شقيق محمد الأشتل، إلى أن العقبة الحالية التي تواجه الأسر السورية، هي الإقامة من خلال الكارت الأصفر، الذي تحصل الأسر عليه من المفوضية العليا لشئون اللاجئين، متابعا: "هناك الكثير من البيروقراطية نواجهها مع موظفي الحكومة بسبب هذا الأمر، فالإجراءات تحتاج أسابيع من العناء واللف على المكاتب المختلفة في الدواوين لتوثيق البيانات، ربما تخشى الحكومة المصرية من تزوير تصريحات الإقامة، لكن نحتاج إلى حل هذه المشكلة".

ولفت إلى أن الكثير من السوريين أصبحوا يعتبرون دمياط الجديدة بلدهم الثاني، وافتتحوا مشروعات لمحال تجارية ومطاعم ومقاهي شعبية ومكتبات عامة إلى جانب مصانع لتصنيع الجلود والأحذية والملابس في المنطقة الصناعية.

وشكا لؤي بكر، عامل في مطعم سوري بالمدينة، من غلاء المعيشة وارتفاع أسعار الإيجارات بشكل كبير، موضحا: "قمت بتأجير مسكن لي وعائلتي الصغيرة بعد أن نجحت في استقدامهم قبل أشهر قليلة، ومالك العقار فرض شروطه علينا لكن ما باليد حيلة، أقل إيجار شهري يصل إلى ألف جنيه".

وأضاف: "نقوم بالتجمع بشكل أسبوعي في أحد الأندية أو الحدائق العامة وهناك منظمات دولية مثل (بلان)، تقوم بإشراكنا في مشروعات تنموية وتعليمية إلى جانب بعض منظمات المجتمع المدني في دمياط التي تهتم بأحوال السوريين"، مشيدا في الوقت ذاته، بتعاون الحكومة المصرية لدمج وقبول الأطفال السوريين في المدارس والمعاهد المختلفة.

ويعمل ضباط قسم شرطة دمياط الجديدة على تسجيل وتحديث بيانات العائلات السورية بشكل دوري خصوصًا مع تزايد أعدادهم، في الوقت الذي لم تسجل جرائم تتعلق بالنازحين خلال تواجدهم في المحافظة، وتلجأ الأسر إلى حل مشكلات أفرادها من خلال جلسات عرفية.

وأجرى ماركوس لايتنز، السفير السويسري بمصر زيارة، أمس، إلى المجمع الإسلامي بالسنانية، للتعرف على الخدمات المجتمعية المختلفة التى يقدمها المجمع بالجهود الذاتية وتبرعات أهل الخير، وكذلك المشاريع التي تستهدف تقديم مساعدات للسوريين المقيمين بدمياط لعمل دمج لهم داخل المجتمع المصري.

وناقش السفير، السوريين والمصريين المستهدفين؛ للتعرف على المشاكل التي تواجههم، ومدى الاستفادة التي توفرت لهم من خلال هذه المشاريع، وأكدوا على أهمية هذه المساعدات.

والتقى السفير، محافظ دمياط الدكتور إسماعيل عبد الحميد طه، وناقش الجانبان برامج دولة سويسرا في مجال دعم اللاجئين ووضع الهجرة غير الشرعية، وأشادا بما تقدمه مؤسسة "بلان" من مجهودات في هذه الأنشطة. وأكد محافظ دمياط على أن هذه البرامج والأنشطة الداعمة يجب ألا تقتصر على اللاجئين فقط، ولكن للمجتمع الذي يعيشون فيه أيضا، سواء كان هذا الدعم للمدارس أو إنشاء مشروعات جديدة.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان