بالصور.. "عروس الصعيد" تنتفض لتطهير النيل من التعديات.. وبوادر إزالات طواعية من الأهالي

المنيا - ريمون الراوي:

نافذة واسعة تمتلكها محافظة المنيا تطل مباشرة على نهر النيل، بامتداد شريط يزيد طوله عن 135 كم طوليًا، هو طول محافظة المنيا، التي تتباهي بمرور النهر العظيم بطولها، بينما لم ترحم تجاوزات الأهالي وأصحاب المنشآت النهر العظيم من التعديات التي باتت صارخة وزادت فداحتها في فترات ما بعد ثورة يناير.

وتعدت صور التعديات على النيل بالمنيا لتتجاوز البناء على حرم النهر، وتتعداه للبناء على شاطئي النهر، وبلغ التجاوز مداه، بقيام المتعدين باستغلال فترات انهماك الدولة في الفراغ الأمني بعد ثورة يناير، ليقوم المعتدون بردم النهر الخالد والبناء داخل مياهه في جرأة مخزية.

ويقول سعيد وليم، من سكان "جزيرة البياضية"، وهي جزيرة تقع وسط نهر النيل وتواجه مركز ملوي، أن تعديات الأهالي والبناء الجائر وعمليات ردم الشاطئ أثر على تيار النهر، فصار ينحر بجزر النيل بدلًا من السير في المسار الطبيعي.

ويضيف "وليم" أن انتباهة أجهزة الدولة لما وصفه بالوضع الخطر للنيل، قد ينقذ ما يجب إنقاذه، إذا استمرت الحملات بنفس الحمية والإصرار، مطالبًا أجهزة الدولة بتمديد حملات إزالة التعديات على النيل دون أجل محدد، مع تكرار الحملات على المناطق التي تعرضت للإزالة لإتمام الردع الكامل.

من جانبه أكد اللواء فيصل دويدار، مدير أمن المنيا، أن حملات إزالة التعديات والمخلفات على نهر النيل التي تقوم بها مديرية الأمن بالتعاون مع مديرية الري، طبقًا للقرارات الصادرة بإزالة كل التعديات على ضفاف النيل، مستمرة وناجحة، وقد تجاوزت إزالة أكثر من 40 حالة خلال الأيام القليلة الماضية.

وشدد "دويدار" على أنه نبه قيادات أمن المنيا، بضرورة مراعاة المواطنين، والتأكد أثناء القيام بتلك الإزالات، من عدم تواجد أي من الأشخاص داخل المنشأة التي تتم إزالتها.

وأكد مدير أمن المنيا استمرارية تلك الحملات لتجوب شتى ربوع المحافظة؛ للحفاظ على نهر النيل من التعديات الصارخة والملحوظة.

أما المهندس رمضان كمال، وكيل وزارة الري بالمنيا، فلفت إلى التنسيق الكامل بين الري ومديرية الأمن لإزالة التعديات، مضيفًا أنه تم وضع خطة لإزالة كل التعديات على النيل بمختلف المراكز، موضحًا أن تلك الحملات تشمل مراكز المحافظة التسع، وأنه لا تهاون في تنفيذ القانون وحماية مياه النيل من التعديات الظاهرة من قبل بعض المواطنين.

وأشار إلى أن حملات الإزالة تجد استحسانَا كبيرَا لدى المواطنين، لأهمية الحفاظ على مياه التي هي شريان الحياة لمصر والمصريين.

وكشفت مصادر بمديرية "ري المنيا"، رفضت ذكر أسمائها، أن الإدارة العامة لحماية النيل بالمنيا نجحت في إقناع عدد من المخالفين، بإزالة 6 مخالفات "وهي مخالفات ردم بالنيل" طواعية، والحالات الست تقع بجزية "شارونة" قبالة مركز مغاغة، شمال المحافظة.

وأضافت المصادر ذاتها أن استجابة بعض الأهالي وإزالتهم للمخالفات، تأتي تفعيلًا لمبادرة إقناع المواطنين المتعدين على نهر النيل بإزالة المخالفات طواعية، وبالتوازي مع الحملة القومية لإنقاذ النيل.

من جانبه أشاد عصام البديوى، محافظ المنيا، بالجهود التي يقوم بها قطاع حماية وتطوير النيل، بوزارة الري والموارد المائية، بالتعاون مع شرطة المسطحات المائية والوحدات المحلية، وذلك خلال تنفيذ حملة إزالة كافة أشكال التعديات المقامة على مجرى نهر النيل خاصة المباني الفندقية المخالفة وأعمال الردم داخل مجرى النيل.

وطالب المحافظ وزارة الري والموارد المائية، بالاستمرار في تنفيذ حملات إزالة التعديات المقامة من قبل الأفراد وبعض المؤسسات على نهر النيل، وتطهير المجارى المائية بما يضمن انسياب المياه ووصولها، مؤكدًا تسخير كافة إمكانيات المحافظة لدعم تلك الجهود المبذولة من قبل الوزارة.

كما أشاد المحافظ بإعلان عدد من المؤسسات العامة والخاصة، استعدادهم التام لإزالة المخالفات الخاصة بمؤسساتهم، والموجودة على مجرى نهر النيل بمعرفتهم وتحت إشراف مهندسي حماية النيل بالمنيا.

وامتدادًا لحملات تطهير النيل بالمنيا أعلنت الوحدة المحلية لمركز ومدينة بني مزار بالمنيا، عن نجاح إحدي الحملات في إزالة عدد 29 حالة تعدى مقامة على مجرى نهر النيل، منها 12 حالة بمنطقة "الشيخ فضل"، بمساحة 4 قيراط و7 سهم، و17 حالة بقرية "منشأة الشيخ فضل" بمساحة 6 قراريط و12 سهمًا.

وقال عادل عبد الرءوف، رئيس مركز ومدينة بني مزار، إن حالات التعدي جاءت مابين بناء مخالف بـ "البلوك الأبيض" و "أعمدة خرسانية" و"أساسات مباني"، مؤكدًا تحرير محاضر مخالفة للمتعدين واتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيالهم.