إعلان

بالصور- "البجوات" و"القصر" بالوادي الجديد.. مزارات سياحية تبحث عن زائرين

04:16 م الإثنين 13 نوفمبر 2017

الوادي الجديد – محمد الباريسي:

تمتلك محافظ الوادي الجديد 139 موقعا سياحيًا وأثريًا، تضم أثارًا من مختلف العصور الفرعونية والرومانية والقبطية والإسلامية أشهرها قرية القصر الإسلامية بواحة الداخلة، ومنطقة البجوات بواحة الخارجة، والتي تبحث عن زائرين رغم بداية الموسم السياحي السنوي.

ثان أقدم كنيسة في مصر

يؤكد الأثري بهجت أحمد إبراهيم أبوصديرة، مدير عام منطقة الآثار بمركز الخارجة السابق ومستشار المنطقة الأثرية، لـ"مصراوي"، إن منطقة البجوات شمال مدينة الخارجة بحوالي 6 كم وهي أقدم مقابر الأقباط في مصر يرجع تاريخها إلى العصر الثاني الميلادي حتى العصر السابع الميلادي، بها 263 هيكلا من رفات الأقباط الذين سكنوا وعاشوا في واحة الخارجة قديما والذين فروا بدينهم خوفًا من الاضطهاد الروماني.

وأضاف بهجت، أن المنطقة سميت بـ"البجوات" نسبة إلى طراز الأسقف المعماري الذي تم تصمميه بها، والذي جاء على شكل قباب، وهي مصممة بالكامل من الطوب اللبن، وتشبه مبانيها وشوارعها المدينة المهجورة، كما أن مقابرها عبارة عن حجرات دائرية، داخل كل حجرة حفرة كبيرة هذه الحفرة يوجد عدة أنفاق بها هياكل ورفات الموتى الأقباط والذين تم تحنيطهم ووضعهم داخلها منذ آلاف السنين.

وتابع أن منطقة البجوات بها ثان أقدم كنيسة في مصر والتي يرجع تاريخها إلى نهاية القرن الثاني الميلادي، حيث تعتبر هذه الكنيسة مرجعا أثريا هاما لما تحويه من معلومات ورسومات جسدت حياة وقصص بعض الأنبياء والتي جرى الاستفادة منها بشكل كبير خاصة في تصحيح بعض الأخطاء التاريخية والدينية وإثراء المراجع المكتبية.

ولفت الخبير الأثري إلى أن الكنيسة بها نقوشات ورسومات تروي قصة خروج بني إسرائيل من مصر، يتبعهم فرعون بجنوده، ثم قصص بعض الأنبياء ومنهم آدم وحواء يخرجون من الجنة، وقصة دانيال في جب الأُسود، ويونان في بطن الحوت، وأيوب يشفي من البلاء، وقصة سيدنا إبراهيم وابنه إسحق، ونوح يعبر الطوفان بالسفينة، وأرميا النبي، وقصة الفتاة سوسنة، والعذارى الحكيمات، وعذاب القديسة تكلا، وجميعها قصص موثقة على جدران هذه الكنيسة ومنقوشة بنقوش زاهية موجودة حتى الآن.

قرية القصر الإسلامية

تقع قرية الإسلامية شمال مدينة موط بواحة الداخلة على بعد 23 كيلومترا وهي أول الأماكن التي استقبلت القبائل الإسلامية عند وصولها الواحات سنة 50 هجرية، كما يوجد بها بقايا مسجد من القرن الأول الهجري بالإضافة إلى عدة مساجد من العصر التركي والمملوكي والعثماني.

يؤكد حمدي عثمان، الخبير الأثري بمنطقة الآثار الإسلامية بمركز الداخلة، لـ"مصراوي"، أن القرية يرجع تاريخ إنشائها إلى القرن السادس الهجري وسميت بهذا الاسم لأنها تقع على أطلال قصر روماني، كما أن جميع مبانيها مشيدة بالطوب اللبن على الطراز الإسلامي القديم، كما تعتبر الأثر الإسلامي الوحيد في جنوب مصر.

وأضاف حمدي، أن القرية واحدة من أهم المزارات الأثرية الإسلامية في صعيد مصر فهي مشيدة بالطوب اللبن وبها عدد من المساجد والأضرحة، كما أن شوارعها ضيقة ومسقوفة بالخشب وجذوع النخل ويوجد بها فتحات لدخول الهواء، لافتا إلى أن تصميم الشوارع جاء على هيئة حارات ضيقة متداخلة وسط المنازل ومسقوفة بالكامل، وذلك بهدف حماية القرية من الغزوات بالإضافة التخفيف من درجة الحرارة في فصل الصيف.

وأشار إلى، أن هناك أربعة قبائل عربية استوطنت قرية القصر قديما وهم قبيلة خلف الله ويعود أصلها إلى أسيوط ووفدوا إلى القصر منذ عام 50هـ، قبيلة الشهابية القادمة من أسيوط أيضا واستوطنوا الجزء الشرقي من المدينة، قبيلة أبوبكر التي استوطنت حارة الشهابية، وأخيرا قبيلة الدينارية التي يعود أصلها إلى بنى هلال بالسعودية واستوطنوا الجزء الشمالي الشرقي من قرية القصر، كما جاءت بعد ذلك قبائل وعائلات أخرى من المغرب وتونس وليبيا.

البجوات والقصر تبحث عن زائرين:

ويؤكد أحمد محيي، منظم رحلات سياحية بمركز الداخلة، لـ"مصراوي"، أن منطقتي القصر الإسلامية والبجوات الأثريتين تواجه عزوفا سياحيا كبيرا، وتبحث عن زائرين لها بالرغم أنهما من أهم المعالم الأثرية الثقافية التي تمتاز بها المحافظة وذلك، بسبب تراجع السياحة في مصر عامة وفي الواحات بصفة خاصة، فأصبحت منازل قرية القصر مهجورة، بعد أن كانت تستقبل يوميا عشرات الزائرين الذين يتجولون بداخلها ويشترون منتجات الخوص والجريد التي يقوم سكان القرية الأصليين بصناعتها، فضلا عن أن منطقة البجوات لا يزورها في الخارجة إلا أعداد قليلة، فقط من السياح خلال الفترة الحالية.

وأكد محسن عبدالمنعم، مدير الهيئة المصرية لتنشيط السياحة بالوادي الجديد، لـ"مصراوي"، أن الهيئة وضعت مخططا لزيادة زيارات الأفواج السياحية من خلال دعوة عدة أندية مصرية شهيرة مثل نادي الصيد وجامعات خاصة لتنشيط السياحة الداخلية بزيارة أهم معالم الأثرية والسياحية للمحافظة وتنظيم رحلات السفاري بصحراء المحافظة التي زاد الإقبال عليها خلال الفترة الحالية بسبب طبيعة مناخ المحافظة.

وقال خالد حسن مدير الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة بالوادي الجديد لـ"مصراوي"، إن الهيئة استعدت للاشتراك في معارض محلية وقومية لعرض منتجات المحافظة البيئية والتراثية والمعبرة عن طبيعة الواحات مثل منتجات الأرابيسك والخوص وجريد النخيل والفخار، إضافة إلى إعلانات ممولة وأفلام وثائقية في بعض القنوات الخاصة للإعلان عن مقومات المحافظة، كان آخرها إعلان الشهر الجاري، بالإضافة إلى الاشتراك في المعارض الدولية الخارجية.

فيديو قد يعجبك: