هل اقتربت الإطاحة بنتنياهو؟.. مسؤول إسرائيلي يعلن ترشحه لرئاسة الحكومة

كتب- محمود عبدالرحمن:

في ظل تصاعد الأزمات السياسية والعسكرية التي تواجهها الحكومة الإسرائيلية، أعلن زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان عن ترشحه لرئاسة الحكومة المقبلة، مؤكدًا خوضه الانتخابات بشكل منفرد، ومفتوحًا الباب أمام من يرغب في الانضمام إليه.

ويأتي ترشح زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" في وقت تواجه فيه الحكومة الإسرائيلية، بقيادة بنيامين نتنياهو، موجة انتقادات شديدة من داخل الائتلاف الحكومي نفسه، لا سيما من وزراء في حزب الليكود.

وتركزت الانتقادات الحادة على أداء نتنياهو ووزير دفاع الاحتلال يسرائيل كاتس، عقب مقتل جنديين إسرائيليين في قطاع غزة، وسط غياب أي تقدم ملموس في العملية العسكرية هناك.

ووفقًا للقناة 14 الإسرائيلية، فإن هذه الانتقادات تعد الأولى من نوعها منذ أشهر، مما يعكس تنامي حالة الاستياء داخل المؤسسة الحاكمة.

ونقلت القناة العبرية عن مسؤول بارز في الليكود قوله إن نتنياهو "أهدر الدعم غير المحدود" الذي حظي به من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وإن أي خطوة تصعيدية واسعة في غزة قد تجعله في عزلة سياسية.

من جانبها كشفت صحيفة "معاريف" العبرية أن إسرائيل تلقت مؤخرًا رسالة من واشنطن تؤكد تفضيل الإدارة الأمريكية وقفًا لإطلاق النار في غزة، بدلاً من عملية عسكرية شاملة، ما يشير إلى تحول في الموقف الأمريكي تجاه الحملة الإسرائيلية.

وأكد مصدر بالحكومة الإسرائيلية صعوبة رفض نتنياهو لأي ضغوط قد يمارسها ترامب خلال زيارته المرتقبة للمنطقة، في وقت أعرب فيه مسؤولون إسرائيليون عن خشيتهم من أن تستغل واشنطن هذه الزيارة للضغط نحو قبول صفقة سياسية لا تخدم المصالح الإسرائيلية.

وفي تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، نقلت مصادر مطلعة أن تصريحات نتنياهو حول عدم وجود فجوة في العلاقات مع واشنطن "لا تعكس الواقع".

وأضافت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن ترامب قرر المضي قدمًا في تحركاته بالشرق الأوسط دون انتظار الموقف الإسرائيلي، بسبب إحباطه من أداء نتنياهو.

وذكرت الصحيفة أن مقربين من ترامب أكدوا أن الرئيس الأمريكي لم يقتنع بمبررات نتنياهو بخصوص الخلافات مع مستشاره السابق للأمن القومي، وأنه "لا يفي بالتعهدات المتفق عليها"، ما تسبب في وصول العلاقات بين الجانبين إلى "أدنى مستوياتها".

وفيما وصفته يسرائيل هيوم بـ"مؤشر سلبي"، كشفت أن ترامب لن يزور إسرائيل ضمن جولته الإقليمية، في وقت عبّر فيه مسؤول إسرائيلي عن استياءه من تأخير واشنطن في تبادل المعلومات بشأن اتفاق أمني مشترك.

وأضاف المسؤول أن وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، أمضى ساعات في محاولة لصياغة نص يُظهر استعداد إسرائيل المستقبلي للقبول بدولة فلسطينية، رغم الحساسية الداخلية تجاه هذا الطرح.

وبحسب "يسرائيل هيوم"، فإن الإدارة الأمريكية بدأت فعليًا بتهميش نتنياهو "حتى يعود إلى المسار الصحيح"، مشيرة إلى أن ترامب سيواصل اتخاذ خطوات تخدم المصالح الأمريكية في المنطقة، دون الحاجة إلى تنسيق مع الحكومة الإسرائيلية، ما لم تُظهر التزامًا واضحًا برؤية واشنطن للشرق الأوسط.