تدمير سد خيرسون ومخاوف من العواقب.. مَن المسؤول؟

(وكالات)

تعرّض سد أوكراني على نهر دنيبرو في المناطق الواقعة تحت سيطرة القوات الروسية جنوب أوكرانيا لدمار جزئي، ما يشكل خطر حدوث فيضانات كارثية في مدينة خيرسون الأوكرانية.

وقالت القيادة الجنوبية للقوات المسلحة الأوكرانية، اليوم الثلاثاء، إنّ القوات الروسية فجرت سد نوفا كاخوفكا الواقع في الأجزاء التي تسيطر عليها روسيا من منطقة خيرسون.

وأضافت القيادة على صفحتها على فيسبوك "يجري تحديد حجم الدمار وسرعة وكميات المياه والمناطق التي من المرجح أن تتعرض للغرق".

وألقى الرئيس الأوكراني، فلوديمير زيلينسكي، في اجتماع طارئ عقد مباشرة لبحث تداعيات تفجير السد، باللوم في الهجوم على من وصفهم بـ "الإرهابيين الروس". ودعا إلى طرد روسيا من كل أوكرانيا.

وقالت هيئة الطاقة الأوكرانية إن محطة نوفا كاخوفكا "دمرت بالكامل ولا يمكن إعادة بنائها أو إصلاحها"، وإن منسوب المياه في خزان السد "يتناقص بسرعة"، محذرة من تأثير ذلك على محطة زاباروجيا النووية.

من جانبه، ألقى عمدة مدينة نوفا كاخوفكا الموالي لروسيا باللوم على الأوكرانيين. وقال إن القوات الأوكرانية قصفت السد في المدينة.

ورجحت السلطات المحلية الموالية لروسيا أن القصف تم براجمات صواريخ، بحسب "بي بي سي".

وقال مدير مكتب الرئاسة الأوكرانية إن تدمير سد نوفا كاخوفكا جريمة حرب جديدة، وإن روسيا مسؤولة عن حرمان سكان جنوبي خيرسون وشبه جزيرة القرم من مياه الشرب، مضيفا أن أفعال الروس المرتبطة بتفجير سد نوفا كاخوفكا تشكل تهديدا لمحطة زابوروجيا النووية.

أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الثلاثاء أنه ليس هناك "خطر نووي آني" في محطة زابوريجيا للطاقة النووية بعد التفجير الذي دمر قسما من سد كاخوفكا على نهر دنيبرو في منطقة خيرسون (جنوب) المحتلة جزئيا من روسيا.

وأوضحت المنظمة على تويتر أن "خبراء الوكالة" الموجودين في الموقع "يراقبون الوضع من كثب"، مع استخدام المحطة مياه النهر لتبريد وقود قلب المفاعل.

قالت موسكو من جهتها إن الجزء العلوي من محطة الطاقة الكهرومائية في سد كاخوفكا تم تدميره نتيجة القصف، لكن خزان السد لم يُدمّر.

كما نقلت وكالة تاس الإخبارية عن مسؤولي المدينة الموالين لروسيا أنه "لا خطر يهدد قناة المياه" في شمالي القرم بعد انهيار سد نوفا كاخوفكا.

ويوفر السد المياه لشبه جزيرة القرم ومحطة زابوروجيا للطاقة النووية، الواقعتان تحت السيطرة الروسية.

وأعلنت سلطات خيرسون الأوكرانية بدء عمليات إجلاء السكان من محيط سد نوفا كاخوفكا، وحذرت من أن منسوب المياه سيرتفع لمستويات "خطيرة" خلال خمس ساعات، بحسب "بي بي سي".

ونقلت رويترز عن رئيس الوزراء الأوكراني أن نحو 80 منطقة سكنية مهددة بالفيضانات بعد تفجير سد نوفا كاخوفكا المائي. وقالت هيئة الطاقة الأوكرانية إن سد نوفا كاخوفكا تم تدميره بالكامل ولا يمكن إعادة بنائه أو إصلاحه.

لكن عمدة مدينة نوفا كاخوفكا الموالي لروسيا قال إن الوضع ليس كارثي والخطر الوحيد يتعلق بمد شبه جزيرة القرم بالمياه من السد.

وتظهر الصور المتداولة عبر الإنترنت خرقا كبيرا في هيكل وجدار السد.

وفي سياق متصل، أعلنت القوات الجوية الأوكرانية تدمير ٣٥ صاروخا أُطلقت صوب البلاد خلال هجوم صاروخي ليلي واسع، وصرحت القوات الجوية الأوكرانية أن معظم الصواريخ كانت متجهة نحو العاصمة وتحديدا نحو مقر القيادة الجوية وتم إسقاطها كلها.

وقال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال الثلاثاء إنه يجب محاسبة روسيا بعد التفجير الذي أدى إلى التدمير الجزئي لسد كاخوفكا لتوليد الطاقة في أوكرانيا، واصفا الهجوم بـ "جريمة حرب".

ولليلة الثانية على التوالي، تزعم وزارة الدفاع الروسية أنها أحبطت هجوما كبيرًا شنته القوات الأوكرانية في منطقة دونيتسك الشرقية المحتلة.

وقالت إن قواتها ألحقت خسائر فادحة بالأفراد والمعدات، بما في ذلك تدمير ثماني دبابات من طراز ليوبارد قدمها الحلفاء الغربيون إلى أوكرانيا.

ولم يتم التحقق من البيان الروسي بشكل مستقل. بينما لم تعلق أوكرانيا على ذلك، لكنها قالت إن أنظمة دفاعها الجوي تصد الهجمات الروسية في منطقة كييف.

وقال محافظ مدينة خاركيف شمال شرقي البلاد إن القوات الروسية أطلقت صواريخ على منطقتين، لكنه لم يذكر أي تفاصيل عن الضحايا.

وفي وقت سابق، قال الرئيس زيلينسكي إن الجنود الأوكرانيين أسمعوا البلاد الأخبار التي كانت تتوقعها من مدينة باخموت المحاصرة في دونيتسك، لكنه لم يخض في التفاصيل.