إعلان

لمصلحة أردوغان.. خلافات وانشقاقات داخل المعارضة التركية قبيل الانتخابات الرئاسية

02:31 م السبت 04 مارس 2023

أردوغان

وكالات

قلبت زعيمة حزب "الجيد" القومي المعارض في تركيا ميرال أكشنار، الموازين والحسابات الخاصة بانتخابات الرئاسة التي أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على إجرائها في 14 مايو المقبل، بعد أن خرجت عن الصف لتعلن انشقاقها عن تحالف من 6 أحزاب معارضة كان يهدف إلى الاصطفاف وراء مرشح موحد لينافس أردوغان الذي يتولى مقاليد الحكم منذ عام 2003 ويسعى لولاية ثالثة.

فغداة اجتماع لزعماء الأحزاب الستة المعارضة للاتفاق على اسم مرشح توافقي لخوض الانتخابات، وتحديد يوم الإثنين المقبل موعداً للكشف عن اسمه، جاء موقف أكشنار مفاجئاً أمس الجمعة، حيث وجهت سهام الانتقاد لـ"الطاولة السداسية"، ودعت رئيسي بلديتي اسطنبول وأنقرة، أكرم إمام أوغلو ومنصور يافاش، العضوين في حزب الشعب الجمهوري إلى الترشح، رافضة توجه التحالف المعارض لترشيح كمال كليجدار أوغلو لمنافسة أردوغان.

واعتبرت أكشنار، الملقبة بالمرأة الحديدية، أن تحالف المعارضة "لم يعد يعكس الإرادة الوطنية"، في ضربة للمعسكر يرى محللون أنها ستعزز فرص أردوغان في الاستحقاق الانتخابي الجديد.

وذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" أن ما حدث هدية مجانية منحت لأردوغان جراء "انفراط عقد" المعارضة، الذي يضم إلى جانب أكشنار وكليجدار أوغلو، زعيم حزب الديمقراطية والتقدم علي باباجان، وزعيم حزب السعادة تمل كرم الله أوغلو، وزعيم حزب المستقبل أحمد داود أوغلو وزعيم الحزب الديمقراطي جول تكين أويصال.

وقالت الصحيفة: إن "مسعى موحداً للمعارضة لإزاحة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سقط في الفوضى قبل أكثر قليلاً من شهرين على إجراء البلاد انتخابات حاسمة"، مشيرة إلى أن أردوغان يواجه واحداً من أصعب الاختبارات الانتخابية، بسبب الارتفاع الكبير للتضخم، واتهامات بسوء الإدارة الاقتصادية، فضلاً عن انتقادات لطريقة التعامل مع الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد الشهر الماضي وأودى بحياة أكثر من 45 ألف شخص في تركيا وحدها.

ونقلت الصحيفة عن المحلل ولفانجو بيكولي في مكتب تينيو للاستشارات السياسية قوله: "ما حدث اليوم (الجمعة) ضربة قوية لمسعى (المعارضة) لإزاحة أردوغان، المعارضة المنقسمة أصبحت أغلى هدية للرئيس"، ووصف دعوة أكشنار لأكرم إمام أوغلو ومنصور يافاش، للترشح للانتخابات بأنها دعوة لـ"التمرد" داخل حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة في تركيا.

وفي أول رد فعل على هذا التطور، تعهد كليجدار أوغلو بـ"المضي في مسارنا" حتى بدون دعم حزب أكشنار التي تعارض ترشحه بدعوى أنه لا يحظى بقبول لدى قطاع عريض من الناخبين.

ولفتت فايننشال تايمز، إلى أن الانتخابات الرئاسية في تركيا هذا العام، تعد واحداً من أهم السباقات الانتخابية في تاريخ تركيا الحديث بالنسبة للحكومة والمعارضة على حد سواء، حيث يسعى أردوغان لترسيخ حكمه في الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية، موضحة أن الساسة المعارضين يأملون في الذهاب بالانتخابات إلى جولة إعادة وعدم حسمها من الجولة الأولى، أملاً في تعزيز فرص المرشح المنافس لأردوغان.

ولم يفت الصحيفة أن تلقي الضوء على تراجع شعبية أردوغان في استطلاعات للرأي العام الماضي، نتيجة غلاء المعيشة التي أرجع معظم الاقتصاديين تفاقمها لسياسات الحكومة، مضيفة أن أردوغان حاول التخفيف من هذا الواقع بمبادرات مثل رفع الحد الأدنى للأجور وزيادة رواتب العاملين في الدولة.

ورأت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن الدمار الهائل الذي خلفه زلزال 6 فبراير الماضي، سيمثل "تحدياً" أمام إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، مشيرة إلى إصرار أردوغان على إجرائها في موعدها دون تأخير.

وكتبت الصحيفة أن ما خلفه الزلزال من دمار كبير سيشكل عائقاً لوجيستياً كبيراً أمام إجراء الانتخابات، في ظل تهدم أكثر من 200 ألف منزل وتشريد ملايين الأشخاص، مضيفة أنه "يتعين على الحكومة الآن أن توضح كيفية إجراء الانتخابات" في ظل هذه الظروف.

وقالت: إن "الكثير من المؤسسات العامة التي كانت تسخدم كمراكز اقتراع دمرت جراء الزلزال، وإن العديد من سكان تلك المناطق فروا منها، ما يجعل من الصعب إجراء التصويت هناك"، إلا أن الصحيفة نقلت في الوقت نفسه عن إيمري أردوغان، أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيلجي باسطنبول، توقعه ألا تؤثر كارثة الزلزال بشكل كبير على كتلة "الـ40 % تقريباً من الناخبين المؤيدين لحزب الرئيس".

ونقلت الصحيفة عن منتقدي أردوغان اتهاماتهم له بـ"التغول على مؤسسات الدولة والدفع بتركيا نحو الاستبداد"، وذكرت أن ثمة "مؤشرات ظهرت خلال الأسابيع الماضية على أن حكومته تسعى لسحق المعارضة مع اقتراب التصويت".

وتطرقت الصحيفة لما حدث الأسبوع الماضي عندما رددت جماهير بعض أكبر الأندية التركية في المدرجات خلال مباريات لكرة القدم شعارات مناهضة للحكومة، مطالبين إياها بالاستقالة، وتوقفت الصحيفة عند اقتراح أبرز حلفاء أردوغان السياسيين بإقامة المباريات بدون حضور الجماهير، وحرمان جماهير أحد أكبر الأندية الذين شاركوا في ترديد تلك الشعارات من حضور مباراة اليوم السبت.

وقالت نيويورك تايمز، إن "وزير داخلية أردوغان سليمان صويلو وصف الهتاف بأنه تهديد أمني"، وعلى الرغم من تعهدات أردوغان بالعمل على إعادة بناء 400 ألف منزل خلال عام واحد، أشارت صحيفة واشنطن بوست إلى الوضع الاقتصادي الصعب الذي زاده الزلزال تأزماً في تركيا.

واستشهدت الصحيفة بتقديرات البنك الدولي لحجم الخسائر المادية المباشرة للزلزال عند 34.2 مليار دولار، أي ما يوازي 4% من إجمالي الناتج المحلي للدولة في 2021، وتوقعه بأن تفوق تكلفة إعادة الإعمار والبناء هذا الرقم مرتين، ويرى مراقبون أنه على الرغم من كل التحديات التي يواجهها أردوغان، ربما يخلط ما استجد في معسكر المعارضة الأوراق ويفتح نافذة أمل أوسع له للبقاء في الحكم.

فيديو قد يعجبك: