هل تحمي "السوخوي" الروسية مواقع نووية وقواعد محصّنة في إيران؟

12:44 م الإثنين 27 فبراير 2023

دولة إيران

واشنطن - أ ش أ

سلطت مجلة "ميليتري ووتش" الأمريكية الضوء على آخر دفعة إنتاج من المقاتلات الروسية "سوخوي-35" التي رجحت مصادر روسية أنها مخصصة لسلاح الجو الإيراني، فيما بينت تقارير أنها ستُنشر في قواعد شديدة التحصين شُيدت بمساعدة كوريا الشمالية لحماية المواقع النووية الإيرانية.

إعلان

كانت مصادر إيرانية نشرت صوراً لقواعد طائرات حربية فائقة التحصين أطلق عليها Eagle 44، وهي قواعد تشير المجلة إلى أنها شُيدت في باطن أحد الجبال، وتتصل القاعدة بطريق رئيسي واحد على الأقل، واستهدف بناؤها حماية المقاتلات الإيرانية من التعرض لهجمات جوية أو صاروخية تحاول الإجهاز عليها في المرابض قبيل تحليقها.

وتتكهن المجلة الأمريكية المعنية بالشؤون العسكرية بأن يكون لكوريا الشمالية دور محوري في تشييد قاعدة "إيجل 44"، باعتبارها مزوداً رئيسياً للعتاد الدفاعي والحربي والأساليب التصنيعية لإيران منذ بدايات ثمانينيات القرن الماضي .

كانت إيران قد مولت عملية قام بها متخصصون من كوريا الشمالية في مطلع الألفية الجديدة لبناء شبكة كثيفة من الأنفاق والمستودعات تحت الأرض لمصلحة "حزب الله" اللبناني، والتي برهنت على فاعليتها ونجاحها في صد محاولة الغزو الإسرائيلي لجنوب لبنان في عام 2006.

اعتادت كوريا الشمالية على بناء قواعد جوية ومرابض طائرات حربية في باطن الجبال منذ الحرب الباردة، وقدمت خبراتها في هذا المجال للصين، كما زودت تقنيات بنائها لفيتنام الشمالية أثناء حرب الفيتنام أواخر ستينيات القرن الماضي.

وتؤكد "ميليتري ووتش" أن الخبرة الكبيرة التي تتمتع بها فضلاً عن طبيعة العلاقات الأمنية التي تربطها بالنظام الإيراني على مدار العقود الأربعة الماضية، جعلت من كوريا الشمالية هي الطرف الأكثر احتمالاً لتوفير الخبرات والأساليب المطلوبة لتشييد قاعدة "إيجل44" فائقة التحصين.

تثير المجلة تساؤلات بشأن جدوى التكاليف التي استثمرتها إيران لبناء "قاعدة إيجل 44"، وشككت في أنها سنخصص فحسب لحماية مقاتلات سلاح الجو الإيراني من طراز F-4 (فانتوم) الأميركية التي يعود تاريخ إنتاجها إلى حرب فيتنام، مؤكدة أن القاعدة شيدت أيضاً لحماية جانب من المقاتلات سوخوي-35 الروسية المزمع تلقيها من روسيا.

المعروف أن الطائرة الأميركية الفانتوم F-4D وF-4E تشكلان عصب سلاح الجو الإيراني، ورغم أن هذا الطراز يعود تصنيعه إلى نهاية ستينيات القرن الماضي، فإن طهران تمكنت من تحديثه وتزويده بمنظومات ملاحية جديدة وزودته بنوعيات من صواريخ كروز صينية التصميم وقذائف موجهة طورتها إيران وصنعتها محلياً.

كانت صور أقمار صناعية للمنشأة أظهرت وجود نموذج مقاتلة سوخوي-35 الروسية إلى جانب مقاتلة "إف-4" التابعة لسلاح الجو الإيراني، للإشارة إلى أن القاعدة الجوية الإيرانية المشيدة تحت الأرض وفي باطن الجبل قادرة على احتواء المقاتلات الروسية الأكبر حجماً.

الطائرة الأميركية "إف-4" عند دخولها الخدمة في ستينيات القرن الماضي كانت تعتبر من المقاتلات الحربية الثقيلة جداً، لكن "السوخوي-35" الروسية التي تنتمي للجيل التالي من المقاتلات الحربية أثقل منها بـ50 في المائة، كما أن حجمها يقترب من 3 أضعاف "الفانتوم" الأميركية.

وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز" في تغطيتها للقاعدة الإيرانية المحصنة "إيجل 44"، أنها تبعد 140 كيلومتراً شمالي مضيق هرمز، مبينة أن إيران شرعت منذ سنوات إلى نقل معظم بنيتها العسكرية الحيوية إلى باطن الأرض.

وتقتفي طهران نهج القوات المسلحة في كوريا الشمالية الذي طبقته على مدار أكثر من ستة عقود، في أعقاب القصف الجوي العنيف الذي قادته الولايات المتحدة لكل التجمعات والمراكز السكانية أثناء الحرب الكورية وراح ضحيته ملايين من الضحايا والمصابين في شبه الجزيرة الكورية، وهو ما حفز لدى نظام بيونج يانج تقنيات تطوير المواقع المحصنة في باطن الأرض.

وتختتم المجلة الأميركية تقريرها قائلة إن انضمام المقاتلة الروسية "سوخوي-35" إلى أسطول سلاح الجو الإيراني سيحدث نقلة نوعية في قدرات الجيش الإيراني في تحديد المواقع ورصدها، لما تتمتع به تلك المقاتلة من أجهزة استشعار حديثة ومتطورة لا تضاهيها أي مقاتلة أخرى في سلاح الطيران الإيراني.

هذا المحتوى من

إعلان