إعلان

بعد مُضي نحو عام على الحرب.. ما هي خطط روسيا المقبلة في أوكرانيا؟

03:51 م الأحد 01 يناير 2023

غزو روسيا لأوكرانيا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

خالفت الحرب الروسية في أوكرانيا كافة التوقعات والافتراضات، وتركت أوروبا تتساءل عما يمكن حدوثه في المستقبل.

قالت شبكة سي إن إن الإخبارية إن الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير الماضي ترك الجميع في حالة صدمة، أولئك الذين اعتقدوا أن موسكو ليست بالغباء الذي يدفعها لشن هذه العملية العسكرية المحفوفة بالخطر والتي تتسم بالتهور.

وصدمت هؤلاء الذين اعتقدوا أن القوات الروسية ستحتفل بالانتصار السهل في الأرض التي يبلغ عدد سكانها ٤٠ مليون شخصًا، وسيبدأون عمليات التطهير في غضون ١٠ أيام من دخولها.

وهؤلاء الذين اعتقدوا أنهم يملكون براعة تقنية واستخباراتية لتنفيذ ما هو أكثر من مجرد قصف عشوائي للمناطق المدنية بالاعتماد على المدفعية القديمة، غير مدركين أن جيش الكرملين تطور منذ التسعينيات من القرن الماضي.

ومع نهاية ٢٠٢٢، وجدت القارة العجوز نفسها أمام العديد من التساؤلات التي لا تعثر لها على إجابات، بعد أن غزا جيش كان يُنظر إليه في يوم من الأيام باعتباره ثالث أقوى جيوش العالم جارته الأصغر، والتي حققت قبل عام تطورًا كبيرًا في مجال تكنولوجيا المعلومات والزراعة.

أنفقت روسيا مليارات الدولارات لتطوير جيشها، ولكن بالنظر إلى ما حدث في ساحات المعركة فإن ذلك لم يكن مجديًا. اكتشفت موسكو أن سلاسل التوريد الخاصة بها لا تعمل كما ينبغي على بعد عشرات الأميال من حدودها.

ووجدت موسكو أن تفسيرها- الذي وصفته سي إن إن باليائس- ما هو إلا نتيجة موافقة بعض الرجال بدون تفكير، أو محاولة لإرضاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقول ما يريد سماعه في عزلة الوباء.

كذلك وجدت روسيا نفسها أمام غرب غير منقسم وكان سعيدًا بإرسال بعض الأسلحة والذخيرة لحدوده الشرقية.

منذ بدء الغزو، تفاجئ المسؤولون الغربيون بأن روسيا تغير خطوطها الحمراء باستمرار، بعدما أدركت موسكو محدودية خياراتها غير النووية، ولم يكن من المفترض حدوث أي من هذا. لم يمكن من المفترض حدوث أي من هذا، فما الذي يمكن أن تفعله أوروبا أو تستعد له الآن؟

حتى لا تزال التصريحات بأن روسيا خسرت الحرب سابقة لأوانها، هناك العديد من المتغيرات التي ربما تؤدي إلى طريق مسدود يخدم مصالحها، أو قد تنقلب الموازين.

قد يفقد حلف شمال الأطلسي (الناتو) صبره أو اعصابه بشأن شحنات الأسلحة التي يرسلها إلى أوكرانيا، أو يزكي مصلحته الاقتصادية على حساب الأمن على المدى الطويل، والضغط من أجل سلام شروطه غير مناسبه لكييف، ولكن هذا يبدو مستبعد في اللحظة الحالية.

تتمتع موسكو ببعض المميزات فهي تحفر بالجانب الـشرق من نهر دنيبرو جنوب أوكرانيا، كما أن خطوط الجبهة في دونيتسك ولوهانسك في شرق كييف قريبة من حدودها.

مع ذلك، فإن التحديات التي تواجه موسكو هائلة، تتمثل في كون المقاتلين غير المدربين والمشاركين قسرًا في الحرب يشكلون ٧٧٠٠٠ من قواتها الموجودة في الخطوط الأمامية، كما أنها تعاني من أجل الحصول على الذخيرة، وتواجه موسكو انتقادات داخلية عديدة بسبب سلسلة التوريد الشتوية.

رغم مُضي نحو عام على بدء الحرب، لا تزال روح الأوكرانيين المعنوية مرتفعة، ويستمر تدفق الأسلحة الغربية، خاصة بعد هزيمة القوات الروسية حول مدينة خاركيف الشمالية الشرقية في سبتمبر، بعدما قطعت قوة أوكرانية خطوط إمدادهم.

انقلبت الموازين بعد ما حدث في خاركيف، تقول (سي إن إن) إن الجيش الروسي، الذي وصف بعد الحرب بأنه نمر من ورق، لكي يستعيد مكانته مرة أخرى، وستبذل روسيا قصارى جهدها من أجل إعادة صورته إلى ما كانت عليه قبل الحرب، وربما يكون هذا الضرر الأكبر الذي لحق بالكرملين، فقد تبخرت الجهود المبذولة لسنوات من أجل إعادة بناء سمعة موسكو كعدو ذكى ولا أحد يستطيع منافسته من القوى التقليدية.

في تلك الأثناء، قُتل آلاف الأوكرانيين بسبب محاولة بوتين الأنانية والمضللة لإحياء الإمبراطورية الروسية، حسب سي إن إن.

ولكن بالنظر إلى الجانب الإيجابي للأمور، فإن أوروبا تدرك أنه يجب عليها التخلص من اعتمادها الأساسي على الغاز الروسي، لأن الاعتماد الاقتصادي الأحفوري الذي يملكه الديكتاتوريين لا يمكن أن يحقق الاستقرار على المدى الطويل.

وهنا نجد أنفسنا أمام عدة أسئلة: كيف يتعامل الغرب مع روسيا بعد خسارتها الفادحة لماء وجهها ومعانتها الاقتصادية البطيئة بسبب العقوبات؟ هل يجدر الخوف من روسيا الضعيفة؟ هل يجب أن يخشى الغرب مع المجهول؟

لأكثر من ٧٠ عامًا، وضع الروس والغرب العالم أمام تهديد بحدوث دمار حتمي، فكان السلام بينهما قائمًا بشكل أساسي على الخوف. لكن الخوف من موسكو يجب أن يتلاشى ببطء، ومن الضروري أن يثير احتمالية أخرى وهي: أن روسيا- مثل العديد من الأنظمة الاستبدادية التي سبقتها- قد تتلاشى لاعتمادها على الخوف المحلي.

التحدي الذي تواجهه أوروبا الآن- حسب سي إن إن- هو التعامل مع روسيا في حالة إنكار فوضوي، بينما تأمل أن تدفعها الأحداث الجارية إلى التدهور.

فيديو قد يعجبك: