إعلان

الذكرى الأولى لعودة طالبان.. الأفغان فريسة للفقر والمرض تحت حكم الحركة

07:23 م الإثنين 15 أغسطس 2022

لاجئون أفغان في خيامهم المؤقتة قرب محطة للسكك الحد

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كابول - (أ ف ب)

تحيي أفغانستان الإثنين 15 أغسطس الذكرى الأولى لعودة طالبان إلى الحكم بعد انسحاب القوات الأمريكية من البلاد. ويعاني القطاع الصحي من مصاعب جمة في توفير الخدمات للأفغان الذين يعانون من أزمة اقتصادية وإنسانية خانقة، ووصل الفقر إلى مستويات بائسة تفاقمت بسبب الجفاف وارتفاع الأسعار منذ الغزو الروسي لأوكرانيا.

في خضم قطع المساعدات الدولية الحيوية لاقتصاد البلاد، تعاني أفغانستان أزمة إنسانية مأساوية بعد عام على عودة حركة طالبان إلى السلطة.

وتمثل القاعات المزدحمة في المستشفى المتداعي بمنطقة موسى قلعة في جنوب أفغانستان إحدى تجليات هذه الأزمة.

واضطر هذا المستشفى الواقع في إقليم هلمند إلى إقفال أبوابه الشهر الماضي باستثناء الأشخاص الذين يشتبه بإصابتهم بالكوليرا.

ويكتظ المستوصف بالمرضى الواهنين، فعلى الرغم من أنه لا يملك المعدات اللازمة لتشخيص الإصابة بالكوليرا، إلا أنه استقبل نحو 550 مريضا في غضون أيام.

يبدو رئيس المستشفى إحسان الله رودي مرهقا، لا سيما أنه لا ينام سوى خمس ساعات في اليوم منذ بدء توافد المرضى. حيث يقول لوكالة الأنباء الفرنسية "هذا صعب جدا"، مضيفا "لم نشهد ذلك في العام الماضي، ولا في أي وقت سابق".

واستحوذت طالبان على السلطة في أفغانستان في 15 أغسطس 2021، بعد الانسحاب المتسرع للقوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة. وبالرغم من أن أعمال العنف انخفضت بشكل ملحوظ منذ ذلك الحين، إلا أن الأزمة الإنسانية في البلاد تفاقمت بسرعة.

فقر مدقع

وصل الفقر الذي يبدو أكثر حدة في جنوب البلاد، إلى مستويات بائسة تفاقمت بسبب الجفاف وارتفاع الأسعار منذ الغزو الروسي لأوكرانيا.

تقول إمرأة تجلس على سرير في مستشفى في لشكركاه عاصمة إقليم هلمند، بجوار حفيدها الذي يبلغ من العمر ستة أعوام ويعاني من سوء التغذية، "منذ وصلت الإمارة (طالبان) إلى السلطة، لا يمكننا الحصول على الزيت حتى".

وتضيف المرأة البالغة 35 عاما والتي يغطي الوشاح وجهها بالكامل "الفقراء يُسحقون تحت أقدامهم" في إشارة إلى حركة طالبان.

يتلقى حفيدها العلاج للمرة الخامسة في مستشفى بوست، وهي مجموعة من المباني تديرها وزارة الصحة الأفغانية ومنظمة أطباء بلا حدود بشكل مشترك.

تقول بريشنا والدة مريضة أخرى "لا يمكننا إيجاد الخبز حتى"، مضيفة "ليس لدينا ما نأكله منذ ثلاثة أو أربعة أيام".

وتؤكد هوميرا نوروزي، المشرفة المساعدة على الممرضين، أن الموظفين "لا يرتاحون"، مضيفة "لدينا الكثير من المرضى الذين يأتون في حالة حرجة"، لأن الأهالي لم يتمكنوا من القدوم في وقت أبكر من ذلك. وتقول هوميرا التي تصرخ لإسماع صوتها وسط بكاء الرُضع "لا نعرف عدد الوفيات في الأقاليم الأخرى" لأن الكثير من الأشخاص "لا يأتون إلى المستشفى".

وقف المساعدات الإنسانية

بدأت المحنة الاقتصادية في أفغانستان قبل وقت طويل من استحواذ طالبان على السلطة، ولكن وصولها إلى الحكم دفع البلد الذي يبلغ عدد سكانه 38 مليون نسمة إلى حافة الهاوية.

جمدت الولايات المتحدة سبع مليارات دولار من أصول البنك المركزي، كما انهار القطاع المصرفي وتوقفت المساعدات الخارجية التي تمثل 45 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.

تتساءل روكسانا شابور التي تعمل في شبكة محللي أفغانستان (AAN) "كيف يمكن تقديم المساعدة إلى بلد لا تعترف بحكومته؟"

وتقول إن المساعدات الإنسانية في مواجهة الأزمات مثل الزلزال الذي ضرب البلاد في حزيران/يونيو وأودى بحياة أكثر من ألف شخص وشرد ترك مئات الآلاف، تعد أمرا بسيطا لأنها معونة "غير سياسية إنها مساعدة حيوية".

إلى ذلك، يتم إرسال الأموال جوا لتمويل المساعدات الغذائية والرعاية الصحية. ولكن المساعدات للمشاريع طويلة الأجل تعد أكثر تعقيدا.

تقول روكسانا شابور "إذا أتيتم إلى البلاد وقلتم أريد دفع جميع رواتب المعلمين، فلا بأس بذلك"، مضيفة "ولكن ماذا ستفعل طالبان بالمال الذي لن تنفقه على رواتب المعلمين؟".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك: