إعلان

"كسر التعويذة السامة".. جونسون يتأرجح بالأكاذيب بين القمة والهاوية

07:11 م الخميس 07 يوليه 2022

بوريس جونسون

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد عطايا:

مهد الكذب والازدراء الفاضح للقواعد طريق بوريس جونسون للصعود على رأس السلطة في بريطانيا، وكانا هما السبب أيضا في سقوطه، ما يشير إلى تناظر مثير للفضول في مصير الصحفي السابق في "تايمز"، بداية بأكاذيب وضعته على القمة، وانتهت بتصدع حزبه وحكومته وإلحاق ضرر كبير ببريطانيا ككل، وذلك بحسب ما ذكرته "الجارديان".

واستقال جونسون، بعد سلسلة من الفضائح التي طاردته طوال السنوات الثلاث التي تولى بها رئاسة وزراء بريطانيا. ورغم محاولته للتشبث بالسلطة إلا أن الاستقالات المتلاحقة للوزراء والساسة البريطانيين أجبرته على التخلي عن المنصب.

وقال الصحفي البريطاني، جوناثان فريدلاند، في مقال بصحيفة الجارديان، تحت عنوان "كسر التعويذة السامة"، إن جونسون تولى السلطة في واحدة من أحلك الساعات في البلاد، بداية من الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي، مرورا بتفشي جائحة كورونا عالميا، وختاما بالحرب الأوكرانية التي اندلعت مؤخرا.

وأوضح أنه رغم الوعود التي قدمها جونسون وقت الإغلاق بسبب كورونا، بأن الجميع سيخضع للقواعد إلا أن جونسون نفسه لم يلتزم بها، فيما يعرف بفضيحة "بارتي جيت".

الكذب والخداع

يرى فريدلاند، وكثير من الساسة في بريطانيا، أن عدم احترام جونسون للقواعد في بلاده، لم يكن مفاجئا، لأن عدم الأمانة كانت ثابتة طوال مسيرته المهنية وحياته السياسية.

55555

وتابع أنه من المعروف أنه تم إقالته من وظيفته الأولى، في "التايمز"، لاختلاقه اقتباس، وبعد ذلك تم إقالته من طليعة مايكل هوارد بسبب الكذب على زعيم الحزب في ذلك الوقت بشأن علاقة غرامية.

في الأحوال العادية، قد تؤدي سمعة الشخص المخادع -وفقا للكاتب البريطاني- إلى إغلاق الطريق نحو القمة، أو على الأقل وجود الكثير من العوائق أمامه، ولكن بالنسبة لجونسون، لم يكن ذلك أي عقبة على الإطلاق.

وأوضح أن تسلق جونسون نحو القمة في أهم وطيفة ببريطانيا، كان سببه تتابع الساسة غير المؤهلين، والذين عملوا على تهيئة الظروف للأخير، لافتًا إلى أن "جونسون محظوظًا في خصومه".

لسنوات، اعتبر الساسة في بريطانيا، أن جونسون كان الخيار الواضح "للمهرجين" ولكنه مرشح بعيد عن الاحتمالات، حتى جائت تيريزا ماي رئيسة الوزراء السابقة، وكانت حقبتها تعد تمهيدا لجونسون.

وأوضح الصحفي البريطاني، أنه على الرغم من كل عيوب جونسون، إلا أنه تم الترحيب به باعتباره مرشح قادر على جذب أجزاء من الناخبين لا يستطيع المحافظون الآخرون الوصول إليها، وهم مرشحون على نفس سجيته.

"ترامب بريطانيا"

يرى الصحفي البريطاني في الجارديان، أن جونسون مر بفترة تحولات ساهمت في صعوده على رأس السلطة، خاصة بعدما شهد تحولا كبيرا عن الشخصية الليبرالية ذات الطابع العالمي خلال ترأسه بلدية لندن، مثلما فعل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بعدما تحول من سياسي ديمقراطي في نيويورك مؤيدا للإجهاض، إلى جمهوري يرفض تلك الأفكار.

50601218_303

وأشار فريدلاند إلى الطابع المشترك بين ترامب وجونسون، وإعادة بناء شخصياتهما بنهاية عام 2016، حيث أعاد كلا الرجلين وضع نفسيهما على أنهما تجسيد للشعبوية القومية، عبر انتقاد النخب الليبرالية وتقديم وعود باستعادة الماضي المتلاشي، سواء كان ذلك لجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى أو استعادة السيطرة.

وتابع أنه "طوال تلك الفترة من الترويج لشخصياتهما الجديدة (ترامب وجونسون)، كان الكذب لا يزال موجودًا، في معظم القضايا الهامة، وأبرزها الترويج لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وترويج شائعات على لسان جونسون نفسه لم تكن حقيقية".

وأوضح أن كذب جونسون المعتاد كان جزءًا لا يتجزأ من مشروع سياسي أكبر، مشروع تجاوز حدود بريطانيا وهو ما منحه ميزة شعبوية جديدة اكسبته زخما في التصويت.

واختتم فريدلاند، أن جونسون أبعد حزب المحافظين عن القيم التي كان يعتز بها في السابق، حتى عرّض حزبه للخطر، وداس بالسيادة البرلمانية، بل وأهان النظام الملكي.

وأبعد أفضل أفراد السياسيين في بريطانيا، وحط من قدر العديد من المناصب العظيمة للدولة من خلال ملئها بفئات واضحة من غير الأكفاء، وفوق كل شيء، استنزف ما تبقى من خزان الثقة العام.

فيديو قد يعجبك: