تمركز مقاتلين في مناطق مدنية ووجود متعاونين مع الروس مسألتان حساستان في حرب أوكرانيا

11:52 ص الأحد 31 يوليو 2022

حرب أوكرانيا

كييف-(ا ف ب):

تثير الضربات اليومية على مناطق سكنية في المدن والقرى الواقعة في شرق أوكرانيا تساؤلات بشأن مسألتين حساستين تتعلقان بتمركز عسكريين في المناطق المدنية ووجود مخبرين بين السكان.

إعلان

وزارت وكالة فرانس برس العديد من الأماكن المتضررة في منطقة دونيتسك التي يريد الروس الاستيلاء عليها حيث وجدت أن مناطق سكنية لا أهداف عسكرية واضحة فيها تتعرض للقصف بشكل منتظم.

في بوكروفسك التي تبعد 85 كيلومتراً جنوب كراماتورسك المدينة الكبيرة في المنطقة، دمرت غارة في 17 يوليو أو ألحقت أضراراً بعشرات المنازل في شارع واحد. في كوستيانتينيفكا وتوريتسك وحتى كراماتورسك، وعلى الرغم من أنها بعيدة عن الجبهة، تسقط صواريخ في مناطق سكنية مما يسبّب سقوط ضحايا ودماراً.

يرى سكان هذه المناطق أن سبب عمليات القصف هذه لا شك فيه في أغلب الأحيان، فهم يؤكدون أن جنودا أوكرانيين تمركزوا في أماكن قريبة، في منازل أو مدارس مهجورة. ولم تتمكن فرانس برس من التأكد من صحة هذه المعلومات من مصدر مستقل.

واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش مؤخرا الطرفين المتحاربين الروسي والأوكراني بتعريض المدنيين للخطر من دون داع عبر نشر جنود في قلب مناطق مأهولة بالسكان. ووثّقت المنظمة غير الحكومية خصوصاً أربع حالات في الجانب الروسي في مناطق محتلة من أوكرانيا، وثلاث حالات على الجانب الأوكراني.

وقالت إنه على "القوات الروسية والأوكرانية على حد سواء تجنّب نشر قوات وسط المدنيين وبذل كل ما في وسعها لإبعاد المدنيين عن المنطقة المحيطة" بهؤلاء العسكريين.

وردا على سؤال لوكالة فرانس برس، قال حاكم منطقة دونيتسك بافلو كيريلينكو "إنها الحرب. من المستحيل تجنب تدمير بنى تحتية وممتلكات". وأضاف أن "مهمتنا الأولى هي وقف العدو، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تدمير بنى تحتية. من المستحيل شن حرب بأي طريقة أخرى".

- مخبرون -

في كراماتورسك، كان يفغين (70 عاما) جالساً القرفصاء في الشارع ويدخّن سيجارة وهو يتأمل المدرسة رقم 23 التي دمرت بالكامل في قصف صاروخي.

وهذه المدرسة التي كانت تستقبل حوالى 500 تلميذ وطالب تتراوح أعمارهم بين ستة أعوام و17 عاماً، هي ثاني مدرسة في المدينة تدمّر، بينما تضررت سبع مدارس أخرى منذ بداية الحرب، حسب رئيس قسم التعليم في بلدية المدينة دينيس سيسوييف.

واوضح أن المدرسة كانت تستخدم منذ بداية الحرب مستودعا للمساعدات الغذائية.

وقال يفغين العامل السابق في مصنع لقطع الميكانيك الذي يؤكد أنه من مواطني المدينة "منذ ثلاثة أجيال"، إن "الروس يستهدفون الجنود الأوكرانيين. لا أعرف ما إذا كانوا متمركزين في المدرسة لكننا رأيناهم يأتون ويذهبون باستمرار في المنطقة".

وأضاف "وفي منطقتنا هناك الكثير من +اصحاب النوايا الحسنة+ الذين يرغبون في مساعدة الروس وإبلاغهم".

هذا الاتهام تكرره ناتاليا الأم لثلاثة أطفال التحقوا بالمدرسة رقم 23. وهي تتحدث عن مجموعة من سكان المنطقة على تطبيق تلغرام، لا تدع فيها التعليقات مجالاً للشك "في من هو مؤيّد لروسيا ومن هو ليس مؤيداً" لموسكو.

وتضيف أنّ مسألة "المخبرين" الحساسة تُطرح بعد كل قصف.

وقال حاكم دونيتسك كيريلينكو "إنه سؤال: كيف يعرف العدو إحداثيات الأماكن التي يتمركز فيها عسكريون؟"، موضحاً أن "جزءا كبيرا من السكان ما زال مواليا للمحتلّين وينتظر العالم الروسي. إنهم يعلمون أنها خيانة وسيندمون عليها لاحقا".

وقبل أيام، كتب رئيس بلدية كراماتورسك اوكسندر غونتشارينكو على فيسبوك بأسف "أرى أن الكراهية تتصاعد بين سكان كراماتورسك". وأضاف أن "الذين ينتظرون قدومهم (الروس) ووُعدوا بجبال من الذهب وبحرية التعبير من +منقذيهم+، أغبياء".

وتابع "أرجوكم الزموا الهدوء. ضعوا جانبا أحقادكم وشكوككم. وجهوا غضبك في اتجاه آخر، نحو الذين يريدون سرقة حياتكم الطبيعية والسلمية".

وتقول غالينا بريشتشيبا المتحدثة باسم أجهزة الاستخبارات في منطقتي دونيتسك ولوغانسك إنه تم اعتقال 37 "مخبرا" في دونباس منذ بداية الحرب، واتهموا بالتجسس والخيانة العظمى.

في جنوب أوكرانيا، أعلن حاكم منطقة ميكولاييف التي تتعرض لقصف مستمر من قبل القوات الروسية، مؤخرا عن مكافأة قدرها مئة دولار لمن سيساعدون في التعرف على متعاونين مع الروس.

ودعا فيتالي كيم على حسابه على تلغرام إلى تقديم معلومات حول "الذين يكشفون للمحتلين أماكن انتشار القوات الأوكرانية" أو مساعدتهم في تحديد إحداثيات أهداف القصف المحتملة.

هذا المحتوى من

إعلان