إعلان

العراق: رحلة بطيئة نحو تعافي الموصل

11:20 ص الأحد 10 يوليو 2022

مستشفى نابلس

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- مصراوي:

في أكتوبر 2016، شهدت الموصل، ثاني أكبر مدينة في العراق، واحدة من أكثر المعارك الحضرية فتكًا منذ الحرب العالمية الثانية، حيث بدأت العملية العسكرية لاستعادة السيطرة على المدينة من أيدي تنظيم الدولة الإسلامية (داعش). وتم الإعلان عن انتهاء المعركة رسمياً قبل خمس سنوات في 10 يوليو 2017.

بعد خمس سنوات من انتهاء المعركة رسمياً واستعادة القوات العراقية السيطرة على المدينة من داعش، عاد الناس إلى الموصل واستؤنفت الحياة في المدينة، على الرغم من التحديات الكثيرة التي يواجهها الناس والدمار الذي لا يزال مرئيًا.

استئناف الحياة... ولكن ببطء

على مدار السنوات الخمس الماضية شهدت الموصل تغييرات جذرية بحسب ساهر داوود، المثقِّف الصحي لمنظمة أطباء بلا حدود في الموصل الذي يقول "في المرة الأولى التي عدت فيها إلى المدينة، بعد نهاية المعركة مباشرة، شعرت وكأنها مدينة أشباح. كنت أنظر يمنة ويسرة، والأشياء الوحيدة التي أراها كانت الأنقاض والمباني المدمرة والشوارع الفارغة، مع عدد قليل من الناس المنهكين هنا وهناك. ولكن الآن، عندما أتجول في المدينة، أرى الناس يعملون ويخرجون. أرى المباني واقفة، وأضواء الشوارع مضاءة ليلاً".

بالنسبة لسكان الموصل، استؤنفت الحياة ببطء، لكن إعادة بناء المدينة يستغرق وقتاً، ويشمل ذلك نظام الرعاية الصحية أيضاً. وتحكي أصوات الموصليين قصة الجهد المجتمعي، بمواجهة التحديات اليومية، وقصة الصمود والأمل.

لا تزال الاحتياجات تفوق جهود التعافي

رغم مرور 5 سنوات إلا أن الوضع الصحي لا يزال بعيداً عما كان عليه قبل الحرب. ونظراً لأن المرافق الطبية تضررت بشدة خلال الحرب، لا يزال الناس يكافحون للوصول إلى رعاية صحية عالية الجودة بأسعار معقولة. كما يضطر الناس إلى القيام برحلات طويلة للوصول إلى المرافق القليلة العاملة في المدينة. وتقول إستر فان دير فورت، رئيسة بعثة منظمة أطباء بلا حدود إلى العراق: "من الواضح أن الاحتياجات اليوم لا تزال هائلة. لا تزال مرافق منظمة أطباء بلا حدود الثلاثة في المدينة تتلقى أعداداً كبيرة من المرضى القادمين للبحث عن رعاية الأمومة أو طب الأطفال أو العلاج الطارئ أو الجراحة".

ولا يزال هناك أيضاً نقص في الإمدادات والأدوية. مثلاً، العمليات الجراحية التي يمكن إجراؤها يومياً الآن هي أقل بكثير مقارنة بما كانت عليه الأمور قبل الحرب، حيث يجب ترشيد الموارد ولأن عدد الأسِرّة والقدرات الجراحية لم تعد هي ذاتها كما في السابق.

وتقول سولاف الحمزة، مشرفة جناح الأمومة في مستشفى نابلس التابع لأطباء بلا حدود في أيمن الموصل: "تأتي المريضات من مسافات بعيدة للولادة في المستشفى. من المفترض أن يحصلوا على تلك الخدمات في أي مستشفى أو مرفق رعاية صحية قريب منهم، ولكن هذا ليس هو الحال. حتى الآن، يفقد الناس حياتهم على الطرق حتى لو كانوا بحاجة إلى جراحات بسيطة أو علاج بسيط، كنقل الدم أو أشياء لا ينبغي أن يكون من الصعب توفيرها".

في الأشهر الستة الأولى من عام 2022، وُلد 3853 طفلاً في مستشفيين للولادة تابعين لمنظمة أطباء بلا حدود وأجريت 489 عملية جراحية في مستشفى الوحدة.

وتقول اسثر فان دير فوردت مدير بعثة أطباء بلا حدود في العراق "مما يدعو للسرور أن نرى بالفعل هذه التطورات الإيجابية في المدينة. ونتمنى أن تزداد سرعة إعادة بناء المدينة ونظام الرعاية الصحية في قابل الأيام. لأنه لا يزال أمام الموصل طريق طويل لتقف على قدميها مجدداً ولكي يشعر أهلها بالتعافي التام. ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بالدعم. ستحتاج الموصل إلى الدعم لسنوات قادمة".

MSB129282_Medium

فيديو قد يعجبك: