إعلان

طالبو اللجوء: منشق إيراني يخشى تعرضه "للقتل" حال ترحيله من بريطانيا إلى روندا

01:26 م السبت 11 يونيو 2022

اعتُقل الرجل عندما وصل إلى بريطانيا على متن قارب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

لندن- (بي بي سي):

قال قائد شرطة إيراني سابق، من المقرر ترحيله من بريطانيا إلى رواندا بموجب خطة حكومية مثيرة للجدل، إنه يخشى من أن يقتله عملاء إيرانيون يعملون في الدولة الأفريقية.

وكان الرجل قد أدلى بشهادته أمام محكمة عقدتها منظمات حقوقية مقرها بريطانيا تضطلع بالتحقق في ادعاءات تفيد بارتكاب أعمال وحشية إيرانية خلال الاحتجاجات في عام 2019.

واحتُجز الرجل في مركز احتجاز على مقربة من مطار غاتويك بعد وصوله إلى بريطانيا قادما من تركيا في مايو الماضي.

ومن المقرر ترحيل أول دفعة من طالبي اللجوء، بموجب الخطة، يوم الثلاثاء.

وسوف يجري البت في طلبات اللجوء في رواندا، على أن يحصل بموجبها الشخص على حق الإقامة ومساعدات، وفي حالة قبول الطلبات، سيكون بمقدور طالب اللجوء الإقامة في رواندا مع التمتع بمزايا التعليم والدعم لفترة تصل إلى خمس سنوات.

بيد أن الخطة تعرضت لانتقادات من سياسيين وجمعيات حقوقية، على إثر مخاوف بشأن سجل حقوق الإنسان في رواندا.

وكانت محكمة عسكرية إيرانية قد حكمت على القائد السابق، الذي لم يُكشف عن اسمه بغية حمايته، بالسجن لمدة خمس سنوات في إيران، مع خفض رتبته العسكرية بعد أن رفض إطلاق النار على متظاهرين خلال احتجاجات مناهضة للحكومة بسبب ارتفاع حاد لأسعار البنزين، وكان القائد السابق مسؤولا وقتها عن 60 شرطيا.

وتقول منظمة العفو الدولية إنها وثّقت حالات 304 من الرجال والنساء والأطفال قتلوا على يد قوات الأمن خلال خمسة أيام، معظمهم بأعيرة نارية، كما ذكرت وكالة رويترز للأنباء أن نحو 1500 شخص قتلوا في أقل من أسبوعين.

وعندما أُفرج عن القائد السابق بكفالة في انتظار الطعن على الحكم، هرب إلى تركيا، وأدلى بشهادته في نوفمبر/تشرين الثاني 2021 عبر تطبيق سكايب أمام محكمة "أبان"، التي نظمتها ثلاث منظمات معنية بحقوق الإنسان في لندن.

وقال القائد السابق إنه ظل مختبئا في تركيا لمدة 14 شهرا قبل وصوله إلى بريطانيا، وعلى الرغم من تغطية وجهه أثناء الادلاء بشهادته، إلا أنه قال إن قوات الأمن الإيرانية تعرفت عليه واضطهدت عائلته.

وقال عبر الهاتف من مركز احتجاز بروك هاوس: "عائلتي في إيران دفعت ثمنا باهظا، وقرار (الترحيل) هذا يعني أن كل ما عانوه كان عبثا".

وأضاف: "ضغطوا على عائلتي حتى أعود ليعتقلوني".

ووصل القائد السابق إلى بريطانيا على متن قارب في 14 مايو، واعتُقل على الفور.

واستلم الرجل إخطار ترحيله، الذي اطلعت عليه بي بي سي فارسي، في 31 مايو، وإبلاغه بترحيله على متن رحلة مباشرة إلى كيغالي، في رواندا، في 14 يونيو الجاري.

ويفيد الإخطار بأنه "لا يجوز الطعن إلا لأسباب محددة ومن خارج المملكة المتحدة فقط".

وقال القائد السابق إنه يخشى على حياته في حالة ترحيله إلى رواندا، مضيفا: "الحرس الثوري الإيراني يعمل في أفريقيا".

ويعد الحرس الثوري الإيراني، أقوى جهاز عسكري في البلاد، كما يدير ذراع عمليات في الخارج يعرف باسم "فيلق القدس".

وقالت شادي صدر، إحدى المنظمات لمحكمة أبان، إن حياة الرجل "في خطر حقيقي لأن الحرس الثوري الإيراني، المعروف بخطف واغتيال المعارضين، يمارس نشاطه في العديد من الدول الأفريقية".

واتُهمت إيران، في السنوات الأخيرة ، باستهداف المعارضين في الدول المجاورة لها، بما في ذلك تركيا.

وفي الأسبوع الماضي، جرى تسليم القائد السابق حبوب الملاريا استعدادا لترحيله، لكنه رفض تناولها.

وقال للضباط: "يمكنكم فقط إرسال جثتي إلى رواندا".

وأضاف: "لماذا رواندا؟ أفضل ترحيلي إلى إيران، على الأقل أعرف عواقب ذلك، أنا لا أستطيع العيش بطريقة يكتنفها الغموض والخوف".

وقالت صدر إن الرجل يعاني من مرض القلب، وهو ما "أكده طبيب بوزارة الداخلية".

ودافعت وزيرة الداخلية البريطانية، بريتي باتل، عن خطة الترحيل، قائلة إن الشراكة مع رواندا كانت "جزءا أساسيا من استراتيجيتنا لإصلاح نظام اللجوء المعطل والتصدي للتجارة الفاسدة لمهربي البشر".

كما صرح متحدث باسم وزارة الداخلية البريطانية لبي بي سي فارسي أنه "في رواندا، سيحصل (المرحّلين) على فرصة لإعادة بناء حياتهم".

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: