إعلان

الأطفال في صدارة ضحايا أزمة الجوع التي تجتاح القرن الأفريقي

01:14 م السبت 11 يونيو 2022

ضحايا أزمة الجوع

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

نيويورك- (د ب أ)

لا يقتصر سبب المعاناة من الجوع في أنحاء العالم على الغزو الروسي لأوكرانيا، والذي لا تبدو له نهاية حتى الآن، فهناك أسباب أخرى كثيرة، من أبرزها الجفاف الذي تعاني منه العديد من الدول الأفريقية.

وأشارت وكالة بلومبرج للأنباء في تقرير لها، أن هناك أزمة جوع تشتد حدتها في دول منطقة القرن الأفريقي، حيث تتعرض للخطر بشكل متزايد حياة مئات الآلاف من الأطفال، حسبما حذرت الأمم المتحدة، ووكالات الإغاثة، ومسؤولون حكوميون.

وذكرت منظمة الأمم المتحدة للأطفال (اليونيسف) مؤخرا من أن أكثر من 1,7 مليون طفل في الصومال، وإثيوبيا، وكينيا، في حاجة عاجلة للعلاج من سوء التغذية الحاد.

وفي الصومال وحدها، سوف يعاني حوالي 7.1مليون شخص- نصف عدد السكان تقريبا- من انعدام الأمن الغذائي الذي يرقى لمستوى الأزمة أو ما هو أسوأ من ذلك حتى سبتمبر المقبل، على الأقل، وسيواجه 213 ألفا منهم حالات جوع، و التضور جوعا، وفقا لما ذكرته شبكة التحذير المبكر من المجاعة ووحدة تحليل الأمن الغذائي والتغذية التابعة لمنظمة التغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو).

وتعتبر الأزمة نتيجة غياب أربعة مواسم أمطار متعاقبة خلال عامين، وتشير توقعات الأرصاد الجوية إلى أن نقص المياه لن تخف حدته قبل نهاية العام، على أقل تقدير.وقد فقد آلاف المزارعين محاصيلهم وحيواناتهم، وتواجه مجتمعاتهم الريفية تمزقا، حيث بدأت العائلات في الهجرة بحثا عن الغذاء والمراعي.

وترى بلومبرج، أن غزو روسيا لأوكرانيا أدى أيضا إلى اضطراب سلاسل الإمداد، وأسفر عن ارتفاع كبير في أسعار القمح، وزيت الطهي، وغيرهما من المواد الأساسية ، مما زاد الموقف سوءا.

ومن المعروف أن روسيا وأوكرانيا كانتا قبل الحرب تزودان أفريقيا بـ40 % من احتياجاتها من الحبوب.

وفي جنيف، قالت رانيا دجاش، نائبة المدير الإقليمي لليونيسف لشرق وجنوب أفريقيا للصحفيين: "إذا لم يوسع العالم نظره بعيدا عن الحرب في أوكرانيا ويتصرف على الفور، فإن انفجارا في وفيات الأطفال على وشك الحدوث في القرن الأفريقي."

وقبل تنصيبه مؤخرا، دق الرئيس الصومالي حسن شيخ محمد أجراس الإنذار بالنسبة للمجاعة التي تزداد عمقا في بلاده ودعا إلى زيادة الدعم الدولي. وقال إن الجفاف" هو نتيجة لتغير المناخ الذي لا نستطيع السيطرة عليه... والمواطنون في حاجة ماسة للمساعدة"

وتقدر اليونيسف أن 398 ألف من الأطفال في الصومال معرضون لخطر الموت بسبب سوء التغذية والحاجة للعلاج.

وفقد المزارعون في البلاد حوالي ثلاثة ملايين رأس من الماشية منذ منتصف عام 2021 بسبب الجفاف، وأدى نقص منتجات اللحوم والألبان إلى تفاقم الجوع، لا سيما بين صغار الأطفال في المناطق الرعوية التي تعتمد على الإمدادات المحلية، حسبما ذكرت الأمم المتحدة.

وكان مكتب التنسيق والشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة( أوتشا) ذكر في بيان في السادس من الشهر الحالي أن وكالات المساعدات مجتمعة قدمت خدماتها لعدد 2.8 مليون شخص في الصومال خلال الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام، ولكن" حجم المساعدات الذي يتم تقديمه حاليا والتمويل من المجتمع الدولي لا يعد كافيا حتى الآن لحماية الأشخاص الأكثر عرضة للخطر".

وذكر مكتب التنسيق والشؤون الانسانية التابع للأمم المتحدة أن هناك أكثر من 7.2 مليون شخص في إثيوبيا يحتاجون إلى مساعدات غذائية بينما يحتاج 4.4 مليون شخص للمساعدة للحصول على الماء.

وقال المكتب في تقرير له في الثاني من الشهر الحالي إن حوالي 2.1 مليون شخص لقوا حتفهم في إثيوبيا، بينما هناك 22 مليون شخص على الأقل معرضون للخطر.

من ناحية أخرى، أبرزت منظمة أطباء بلا حدود مدى كارثة ما زالت تتكشف أبعادها في منطقة عفار التي تعاني بشدة من الجفاف، حيث يشهد مسؤولو المنظمة "دلالات مفزعة على أن هناك أزمة تغذية متزايدة ومميتة". وشهدت المنطقة تدفق النازحين إليها نتيجة حرب استمرت 19 شهرا بين القوات الفيدرالية والقوات الموالية لحكومة منطقة تيجراي في شمال إثيوبيا.

وقال رافائيل فيشيت، منسق الطوارئ لدى منظمة أطباء بلا حدود في إثيوبيا: "أكثر ما يخيفنا في هذه المرحلة هو أننا فقط في بداية رؤية مجرد جزء صغير للغاية من المشكلة، وهو بالفعل كاسح للغاية".

كما يقدر مكتب التنسيق والشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن أكثر من 2.9 مليون شخص في حاجة ماسة للغذاء في كينيا وأن هناك نحو 650 ألفا من الأطفال يعانون من سوء تغذية حاد.

وأضاف المكتب أن أكثر من 1.5 مليون من الماشية نفق، وفي بعض المناطق جف أكثر من 90% من مصادر المياه المتاحة.

وخفضت حكومة كينيا الرسوم على بعض واردات الذرة لتخفيف العبء على المستهلكين في مواجهة ارتفاع أسعار الغذاء، بينما خفضت إثيوبيا ضريبة القيمة المضافة على بعض المواد الغذائية.

وتعتبر قدرتها على تقديم المزيد من المساعدة محدودا، لأن أحوالها المالية ما زالت تتعافى من آثار جائحة الكورونا.

واختتمت بلومبرج، تقريرها بالقول إن القرن الأفريقي ليس الجزء الوحيد من القارة الذي لا يجد فيه المواطنون ما يكفي لغذائهم، حيث حذر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة مؤخرا من أن هناك 32 مليون شخص في أنحاء المنطقة الغربية من القارة الأفريقية معرضون لخطر انعدام الأمن الغذائي.

فيديو قد يعجبك: