إعلان

"أزهر شبابي حين زرعت روحي في ترابك".. عندما تنبأت "يارا عباس" برحيلها فأصبحت سيرتها دائمة

03:25 م الثلاثاء 24 مايو 2022

يارا عباس

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- سارة أبو شادي

غادرت يارا إلى مثواها الآخير، ودعها الأهل والأصدقاء، عاد فراس إلى منزله يبحث عن ما تبقى من آثار شقيقته الصغرى دخل إلى غرفتها جلس على سريرها محتضنًا ملابسها، فإذا بيديه تُلامس بعضًا من أوراقها التي تناثرت أسفل وسادتها، وقعت عيناه على كلمات سطرتها الفتاة بيديها الصغيرتين، كانت بعنوان "وصية يارا عباس".

قبل أيام من الرحيل ودعت الصحفية الشابة أسرتها، راودها شعور بأنّها لن تمكث كثيرًا، لذا رسمت بقلمها ما كانت تتمناه لعائلتها و لوطنها، تركت رسالتها الآخيرة أسفل وسادتها مزينة بكلمات "وطني دمشق، الآن أزهر شبابي حين زرعت روحي في ترابك.. دمشق الله والله هو دمشق... أحبك وطني أحبك أمي".

"يارا عباس" فتاة سورية شابة أطلق عليها "أميرة الشهداء"، سعت لأن تكون سلاحًا لإيصال الحق آمنت بقضية وسارت خلفها، دون النظر إلى نتائج قرارها حتى طالتها رصاصة غادرة في منتصف الطريق، شقيق "يارا" فراس عباس، تحدّث -في حوار لمصراوي- عن أخته بعد سنوات من استشهادها أثناء تغطيتها الاشتباكات في محيط مطار الضبعة بمدينة حمص، وكيف أثر نبأ استشهاد شيرين أبو عاقلة على العائلة؟.

يارا1

"احتفلت يارا بميلادها قبل استشهادها بأيام" الفتاة السورية التي ولدت في الخامس والعشرين من مايو 1988، أحبت العمل في مهنة الصحافة منذ الصغر، كانت مميزة وسط عائلتها تهوى القراءة والكتابة وعلى درجة كبيرة من الوعي الثقافي، وبالرغم من أنّها لم تدرس الإعلام لكنّها مارست المهنة في بداية شبابها فالتحقت للتدريب بإذاعة حلب أثناء دراستها الجامعية، ورغم سنها الصغير لكنّها أجرت العديد من اللقاءات الصحفية مع شخصيات شهيرة في وطنها.

في عام 2010 كان بداية تحقيق حلم يارا، الفتاة التحقت بالإخبارية السورية، أحد أهم القنوات في بلادها، ولم تلبث بها كثيرًا حتى اندلعت الحرب، حينها لم تكن ثقافة المراسل الحربي منتشرة بعد، لكنّ يارا كانت تًحب عملها ووطنها فقررت أن تكون الصحفية الأولى التي تُغطي الأحداث من الأرض رفقة جنود الجيش العربي السوري.

"يارا كانت مثل شيرين الإثنين مؤمنين بقضية وهدفهم واحد" بمعداتها البسيطة ومهاراتها العالية وحبها لوطنها غامرت الفتاة العشرينية بالنزول محاولة نقل الصورة الحقيقية لما يحدث في سوريا، حتى لو كلّفها هذا الأمر حياتها، فدائمًا ما كانت يارا تحلم برسم مستقبل أفضل للعيش به، منذ اليوم الأول من مهمتها الصحفية في تغطية الحرب تعرضت للكثير من الإصابات في الميدان ، كانت تذهب إلى مواقع المسلحين متنكرة ،حتى أنّها حوصرت من قبلهم في مدينة حلب وتمكن الجيش من فك حصارها.

يارا2

في الحادي والعشرين من مايو عام 2013، وقبل استشهاد يارا عباس بنحو 6 أيام، احتفلت بعيد مولدها رفقة عائلتها الصغيرة، وأثناء الحفل تحدثت العشرينية مع شقيقها فراس، ذكرت في حديثها أنّ الأمر لن يطول كثيرًا، اعتقد فراس أنّها تتحدث عن الوضع في الوطن فأجابها بأنّ الحرب مستمرة لكنّها قالت " لا احنا مش هنطول بشكل تاني شكلي مش هطول وهروح للوالدة" إشارة إلى والدتها المتوفاة.

"أختي كانت كاتبه رسالة وصية قبل استشهادها بتاريخ عيد ميلادها"، وكأنّ صاحبة الـ27 عامًا كانت تشعر أنّها لن تبقى طويلًا، فيعد الانتهاء من الاحتفال بعيد ميلادها دخلت إلى غرفتها، وكتبت رسالة كانت الأخيرة في حياتها، وفي يوم الإثنين السابع والعشرين من مايو 2013، اختيرت يارا لتغطية الاشتباكات الدائرة في مطار الضبعة بحمص، وأثناء عملها اغتيلت برصاص قناصة من قبل المسلحين واستشهدت على أرض المطار، والذي سُمي فيما بعد باسم مطار الشهيدة يارا عباس "الضبعة سابقًا".

يارا 3

"كل شيء له ضريبة بهذه الحياة مابعرف إذا ببكي أو بفرح" فور سماع خبر استشهاد الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة، لم يمر الأمر طبيعيّا على عائلة الشهيدة يارا والتي سبقت شيرين بسنوات، لكن كلاهما تشابها في الرسالة والرحيل، في هذا اليوم عاد فراس بالذاكرة إلى يوم تلقيه نبأ استشهاد شقيقته، كان شعوره حينها ممزوج ما بين الفخر والاعتزاز ،بأنّ يارا باتت شهيدة، و شعور بالغصة لفقدانها، لكن في النهاية فيارا وشيرين وغيرهم الكثير ذهبوا من أجل القضية.

"اللحظات اللي عاشتها يارا كانت بترسم على وجهها ابتسامة في كل مرة بتخدم فيها وطنها بطريقتها وبالنهاية هيا اختارت الطريق"، أثر يارا عباس وهي فتاة في السابعة والعشرين من عمرها لا زال قائمًا ليس في سوريا فقط بل في بلدان الوطن العربي بالكامل.

wqqwqwqwqwwewewe

قصص الملف

عندما اخترقت 29 رصاصة جسد الصحفي "أحمد عبدالصمد"

صورة2 (2)

قبل يوم من خطبته.. "فرقة الموت" تغتال المصور "صفاء غالي" وذكراه تعود مع شيرين أبو عاقلة

صورة3

الكاميرا في مواجهة الصواريخ.. قصة استشهاد الصحفي اليمني أحمد الشيباني

صورة4

الشهيد الثالث في عائلته.. ياسر مرتجي صحفي دفع حياته ثمنًا مقابل صورة

ياسر مرتجي

"محمد نبوس".. التاجر الذي اختار "الصحافة" فاستُشهد وهو يوثق جرائم الحرب الليبية

محمد نبوس

فيديو قد يعجبك: