من الحرب الأهلية إلى حافة الإفلاس.. أزمات عصفت بلبنان (تسلسل زمني)

وكالات

يعيش لبنان أزمات اقتصادية وسياسية منذ عقود، ويبدو أن لبنان موعد جديد مع أزمة داخلية، بعد تصريحات نائب رئيس الحكومة اللبنانية سعادة الشامي "إفلاس الدولة ومصرف لبنان المركزي"، وقال إنه سيجري توزيع الخسائر على الدولة ومصرف لبنان والمصارف والمودعين.

بدوره نفى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ما يتم تداوله عن إفلاس المصرف المركزي، مشيرًا إلى وجود خسائر أصابت القطاع المالي. وقال سلامة في بيان الاثنين، إن "ما يتم تداوله حول إفلاس المصرف المركزي غير صحيح".

ولأكثر من ربع قرن استقر سعر صرف الليرة اللبنانية أمام الدولار عند 1515 ليرة للدولار الواحد، إلا أنها شهدت تدهورًا سريعًا منذ أواخر عام 2019، لتصل إلى أكثر من 23 ألف ليرة مقابل الدولار الواحد، متأثرة بأزمات اقتصادية وسياسية متراكمة في البلاد، انفجرت مع الأزمات الجديدة التي عصفت بلبنان.

تسلسل زمني للأزمات اللبنانية منذ الحرب الأهلية

في عام 1975 اندلعت الحرب الأهلية في لبنان واستمرت لنحو 15 عامًا وأسفرت عن مقتل ما يقدر بـ 120 ألف شخص وتشريد مئات الآلاف، ووقع اتفاق الطائف عام 1989 ليضع نهاية لتلك الحرب التي مزقت البلاد.

وانتهت الحرب اللبنانية الأهلية وشكل إلياس الهراوي حكومة لبنانية جديدة. وفي عام 1991 أصدر البرلمان اللبناني قانون العفو عن كل الجرائم التي حدثت خلال الحرب الأهلية منذ 1975. وفي نفس العام حُلت جميع الميليشيات باستثناء حزب الله وبدأت عملية بناء الجيش اللبناني.

اغتيال رفيق الحريري

لم يهدئ لبنان رغم انتهاء الحرب الأهلية وشهد أزمات سياسية بين الطوائف المتصارعة وفي عام 2005 أشعل اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري الأزمات فتيل الأزمات بين الطوائف المتصارعة مرة أخرى.

وفي 14 فبراير عام 2005، قتل رفيق الحريري إثر انفجار شاحنة محملة بحوالي 2.5 طن من المتفجرات في قلب العاصمة اللبنانية بيروت أثناء مرور موكبه مما أسفر عن مقتل 21 شخصًا، واندلعت مظاهرات حاشدة في لبنان داعية لسحب سوريا لقواتها من البلاد.

حرب يوليو 2006

في يوليو من عام 2006 اندلعت حربًا بين إسرائيل وحزب الله اللبناني بعد عبور عناصر من حزب الله الحدود وخطف جنديين إسرائيليين، استمرت الحرب لنحو 5 أسابيع وأسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 1200 شخص في لبنان و158 إسرائيليًا، فضلاً عن تدمير جزء واسع من جنوب لبنان على الحدود مه إسرائيل.

تسببت الحرب في تصاعد التوتر في لبنان بسبب مخزون السلاح لدى حزب الله الذي هدد الدولة اللبنانية وأدخلها في حرب مع إسرائيل، على إثر الأزمة استقال حزب الله وحلفاؤه من حكومة فؤاد السنيورة وأشعلوا احتجاجات ضد الحكومة.

شبكة تجسس

استمرت الاحتجاجات ضد حكومة السنيورة لأكثر من عام، وبعد هدوء لم يدم طويلاً اتهمت السلطات اللبنانية في مايو من عام 2008، حزب الله اللبناني بإدارة شبكة اتصالات خاصة والتجسس على مطار بيروت من خلال تركيب كاميرات. واعتبر حزب الله التحرك شد شبكة اتصالاته بمثابة "إعلان حرب" من حكومة السنيورة. واندلع صراع أسفر عن سيطرة حزب الله على غرب بيروت.

وبعد 18 شهرًا من الأزمة، وقع اتفاقًا بعد وساطة عربية لإنهاء الخلاف السياسي، وانتخب البرلمان قائد الجيش ميشال سليمان رئيسًا للبلاد.

المحكمة الدولية تلاحق عناصر في حزب الله

بعد تحقيق دولي طويل استمرت لسنوات وجه الادعاء تهم تنفيذ اغتيال رفيق الحريري إلى 4 كوادر في حزب الله اللبناني، وطالب بتسليم المتهمين الأمر الذي رفضه حزب الله واعتبر المحكمة الدولية مسيسة تعمل بأوامر أمريكا وإسرائيل، وعلى واقع الأزمة أطيح بالحكومة الأولى لسعد الحريري، بعد انسحاب حزب الله وحلفاؤه من الحكومة.

الأزمة السورية

تسبب الصراع السوري التي اندلعت في 2011، بين الرئيس بشار الأسد والمعارضة المسلحة ومليشيات إرهابية، إلى دخول عناصر حزب الله إلى سوريا لدعم ومساعدة الجيش السوري المدعوم من إيران، ما تسبب في معارضة لبنانية داخلية لتدخل حزب الله في الأزمة السورية إذ يؤثر استمرارها على استقرار لبنان بسبب تدفق اللاجئين السوريين إلى لبنان.

احتجاجات النفايات

في عام 2015 اندلعت احتجاجات في العاصمة اللبنانية بيروت بعد قرار السلطات إغلاق المكب الرئيسي للنفايات قرب بيروت دون توفير بديل، مما تسبب في تكدس القمامة في شوارع العاصمة ورفع المتظاهرون وقتها شعار "طلعت ريحتكم" في إشارة للفساد المنتشر في البلاد وفشل في الحكومة في تلبية الاحتياجات الأساسية للبنانيين مثل الماء والكهرباء إذ شهدت البلاد انقطاعات بالساعات للشبكة الكهربائية والماء.

استقالة الحريري من السعودية

خلال زيارة لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري إلى السعودية، أعلن استقالته بشكل مفاجئ من المملكة، ما دفع اللبنانيين إلى اتهام الرياض باحتجاز الحريري وإجباره على الاستقالة، وبعد تدخل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عدل الحريري عن استقالته.

احتجاجات 17 أكتوبر

في مساء 17 أكتوبر من عام 2019، اندلعت مظاهرات عارمة في شتى ربوع لبنان إثر ضريبة فرضتها السلطات على خدمات "واتساب" لترفع شعار "كلن يعني كلن" مطالبة بإقالة الطبقة الحاكمة كافة وتشكيل حكومة تكنوقراط لحل الأزمات التي تضرب البلاد منذ عقود، وأسفرت المظاهرات عن استقالة الحريري في نهاية أكتوبر، ليبدأ لبنان أزمة أخرى في تشكيل حكومة توافقية.

انفجار مرفأ بيروت

في 4 أغسطس من عام 2020، انفجرت مئات الأطنان من نترات الأمونيوم مخزنة داخل مرفأ بيروت، ما تسبب في دمار الميناء اللبناني وأودى بحياة 218 شخصًا وأكثر من 7500 جريح وخسائر كبيرة بالعاصمة اللبنانية، وتبادلت الأطراف السياسية الاتهامات في الواقعة.

ورغم مرور أكثر من عام ونصف العام على الواقعة إلا أن التحقيقات شهدت توقفًا عدة مرات وعلق التحقيق لتحديد المسؤوليات في الكارثة منذ ديسمبر الماضي بعد سلسلة من الدعاوى التي تم تقديمها ضد قاضي التحقيقات طارق البيطار، إذ تحاول أطراف من الطبقة السياسية ثنيه عن مواصلة التحقيق.

قرداحي وأزمة خليجية

أشعل جورج قرداحي الذي شغل منصب وزير الإعلام في الحكومة اللبنانية في عام 2021، أزمة بين بيروت والدول الخليجية، بعد إذاعة تصريحات أدلى بها قبل توليه الحقيبة الوزارية انتقد خلالها دول تحالف دعم الشرعية في اليمن واعتبر الحوثيين يدافعون عن أنفسهم في صد "عدوان خارجي".

إثر تصريحاته سحبت دول خليجية سفرائها من لبنان واستعدت بعضها السفير اللبناني لديها للاحتجاج على تصريحاته، وانتهت الأزمة باستقالة قرداحي بعد وساطة من الرئيس الفرنسي الذي زار السعودية يوم استقالة الحريري.

مفاوضات مع صندوق النقد من أجل التعافي الاقتصادي

في يناير الماضي، أعلنت الحكومة اللبنانية، بدء المفاوضات الرسمية بين الحكومة وصندوق النقد الدولي بشأن برنامج التعافي الاقتصادي. وتستمر المفاوضات بين الصندوق ولبنان منذ يناير الماضي.

وقطع وفدًا من صندوق النقد الدولي الذي يزور لبنان اليوم الاثنين، شوطًا بعيدًا على طريق التأسيس لخطة التعافي الاقتصادي والمالي في لبنان، وعقد الوفد اجتماعًا مع الهيئات الاقتصادية، في إطار المشاورات التي يجربها مع عدد من القطاعات، على هامش المفاوضات التي تدور في بيروت مع الجهات الرسمية، سعياً للتوصل إلى اتفاق إطار قبل الانتخابات النيابية، التي سيصبح دور الحكومة بعدها مقتصرًا على تصريف الأعمال.