إعلان

أردوغان يزور السعودية.. لماذا تسعى تركيا لاستعادة العلاقات مع دول المقاطعة؟

01:24 م الخميس 28 أبريل 2022

أردوغان يزور السعودية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- سارة أبو شادي

في الساعات القليلة الماضية، أعلن مكتب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان،أنّ الرئيس سيقوم بزيارة إلى المملكة العربية السعودية، بدعوى إصلاح الخلاف الذي تم على إثر مقتل جمال خاشقجي داخل قنصلية المملكة في اسطنبول عام 2018.

الرحلة التي سيخوضها أردوغان إلى المملكة للقاء خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان، ستأتي عقب قرار أصدرته محكمة في اسطنبول بوقف المحاكمة الغيابية لـ 26 مشتبهًا سعوديًا على صلة بجريمة القتل المروعة، ونقل القضية إلى المملكة العربية السعودية.

عودة العلاقات

الدكتور محمد العادل، أستاذ العلاقات الدولية والتخطيط الاستراتيجي في جامعة جيليشيم باسطنبول، رئيس المعهد التركي العربي للدراسات التركية، بأنقرة، قال إنّ هذه الزيارة تأخرت خاصة وأنّ تركيا والسعودية بينهما مشتركات عدة ، لأنهما دولتين إسلاميتين مهمتين في المنطقة وأي خلاف بينهما يؤثر على المنطقة برمتها.

وتابع العادل، في حديثه مع مصراوي، أنّ المنطقة الآن تحتاج إلى مزيد من التعاون والتواصل والاستقرار، ليكون هناك حد أدنى من الشراكة لمواجهة التحديات الكبيرة التي تعيشها شعوبها، مؤكدًا أنّ الآن لم يعد هناك بلدًا آمنًا بعد الحرب الروسية على أوكرانيا ،ففي القرن الـ21 نرى حربًا بهذا الشكل، لذا الشرق الأوسط وتحديدًا منطقة الخليج العربي مهددة بشكل أكبر لذا يستوجب على كل الدول أن يكون هناك تعاون كبير ، إضافة إلى التداعيات التي تركها وباء كورونا ، لذا فقد حان الوقت لمعالجة جميع الخلافات القائمة.

"قد لا نصل إلى معالجات كاملة لكن كل الدول واعية " وفقًا لأستاذ العلاقات الدولية فإنّ البعض تحدّث عن أنّ تلك الزيارة ستساهم بعودة قوية للعلاقات، لكن لا توجد معالجات نهائية على الأقل تكون خُطوة تبني لأخرى، لذلك زيارة أردوغان للسعودية هي مهمة وستبني إلى خطوات مهمة جدا، لكن لا يجب أن نعلي من سقف طموحات الزيارة يكفي أن تكون بداية لتعزيز الثقة بين البلدين ، والسعي لإعادة التعاون التجاري والسياحي والاقتصادي.

وأشار العادل، إلى أنّ تركيا تعمل على بدء مسار المصالحة مع كلا من مصر والسعودية وتلك الزيارة ستكون لها نتائج هامة جدا، ومن المتوقع أن يحدث أيضًا ترميم كبير في العلاقات مع مصر ، لأن الجانبان يعتبران من أهم دول المنطقة، لذا فلا يمكن استمرار الخلافات بينهما، مؤكدًا أنّه لا يجب أن نبقى عالقين في أخطاء الماضي، فالجميع يحتاج النظر إلى المستقبل تركيا ليس بمقدورها أن تستغني عن مصر وهكذا مصر ستحتاج إلى تركيا في المنطقة الطرفان يمتلكان دورًا هامًا في الشرق الأوسط وإفريقيا على مستويات عدة،

موقف إيجابي

وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قال في حديث له للتلفزيون الرسمي الشهر الماضي "ليس لدينا موقف سلبي تجاه السعودية فيما يتعلق بتطبيع العلاقات سواء تجاريًا أو اقتصاديًا أو سياسيًا". ، لذا فإنّه من الطبيعي أن يعود أردوغان إلى رشده ويتوقف عن معاداة المملكة ليس وحسب لأهميتها الدينية وإنما لمكانتهم السياسية والاقتصادية على مستوى العالم، خاصة في منطقة الشرق الأوسط ، وفقًا لحديث الدكتور وليد حمزه، أستاذ العلوم السياسية بجامعة الملك عبد العزيز بجدة.

وتابع أستاذ العلوم السياسية في تصريحات لمصراوي، أنّ مصلحة تركيا القومية الاستراتيجية تكمن في عدم معاداة المملكة لأي سبب واهي كان، لدى تركيا مصالح إقليمية تحتل المملكة بؤرتها، لذلك تأتي الزيارة في إطار جهود أردوغان لرأب الصدع الذي تسببت فيه سياساته العدائية السابقة.

حسب وليد حمزة فإنّ أهم الملفات التي يمكن أن تناقشها الزيارة ملف العلاقات الاقتصادية بين الدولتين وأيضا ملف الأوضاع في سوريا والموجود التركي في سوريا وقطر، موضحًا أنّ حديث البعض بشأن ربط موعد الزيارة بالانتخابات التركية أمر غير صحيح، فلا توجد علاقة بين قرب الانتخابات التركية وزيارة أردوغان.

الاعتراف بالخطأ

فيما قال المحلل السياسي التركي،إسحاق حنفي، أنّه حتى الآن لا يوجد تأكيد للزيارة من المصادر الرئاسية التركية، إلا أن زيارة أردوغان كانت مترقبة من قبل الكثيرين بعد تسليم ملف مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي إلى السلطات السعودية، متابعًا أنّ انقطاع العلاقات حدث نتيجة تدخل تركيا في الشؤون الداخلية للسعودية وتتصالح العلاقات بعد اعتراف تركيا بخطئها، مؤكدًا أنّ الزيارة ستساهم في حل المشاكل المتراكمة في المنطقة باجتماع إرادتي البلدين.

وحسب تصريحات المحلل السياسي التركي لمصراوي، فإنّ أهم فائدة من الزيارة ترجع إلى اقتصاد تركيا المتدهور، أمام أردوغان سنة فقط للانتخابات الرئاسية والبرلمانية، وأكبر عائق أمامه هو الاقتصاد، لذا فالزيارة يمكن أن تحسن نتائجها من الظروف الاقتصادية، وكذلك تحسين العلاقات أيضًا سيؤثر في قضية البحر المتوسط وليبيا واليمن وسوريا.

تقريب وجهات النظر

بينما تحدث الدكتور مبارك العاتي، المحلل السياسي السعودي، إن الزيارة التي يقوم بها الرئيس التركي للملكة، هي زيارة هامة وخطوة في الاتجاه الصحيح وبكل تأكيد أنّها ستسهم في تقريب وجهات النظر وتحسين العلاقات بين البلدين الشقيقين، وستسهم أيضًا في عودة التواصل في العديد من المجالات المختلفة .

وفقًا لتصريحات المحلل السياسي السعودي لمصراوي، فإنّ تلك الزيارة من شأنها الأساسي العمل على محو الخلاف بين البلدين وإيجاد حلول عاجلة لها، كما أنّها أيضًا ستسهم في تلطيف أجواء المشهد السياسي في المنطقة والبحث عن حلول لملفات عالقة يشترك فيها الطرفان مثل الملف السوري والليبي، مؤكدًا أنّ عودة العلاقات بين الطرفين هي لصالح العمل الإسلامي المشترك وليس من الطبيعي أن تستمر الخلافات بينهما قائمة لهذا الوقت.

فيديو قد يعجبك: