إعلان

باحث أمريكي: ردع الصين يتطلب سرعة تسليح أمريكا لتايوان إلى أقصى حد

03:15 م الثلاثاء 19 أبريل 2022

علم الصين

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

نيويورك- ( د ب أ):

في الوقت الذي يشهد فيه العالم أزمة غزو روسيا لأوكرانيا التي لا تلوح لها نهاية في الأفق، تثار قضية تايوان التي يمكن أن يسفرغزو الصين لها عن نتائج لن تختلف كثيرا عما يحدث الآن. وقد أدت زيارة وفد من الكونجرس الأمريكي مؤخرا لتايوان لردود فعل صينية قوية قولا وفعلا.ظ

فقد أكدت الصين مرارا وتكرار أن تايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية ، وتوقع الكثيرون قيام الصين في وقت ما بغزو تايوان، ربما بتشجيع من سيناريو غزو روسيا لأوكرانيا، بينما يستبعد آخرون ذلك في ضوء ما واجهته روسيا من ضغوط مختلفة تجسدت في عقوبات سياسية واقتصادية كارثية.

ويقول الباحث والكاتب الأمريكي جوردون ج. تشانج، أحد كبار زملاء معهد جيتستون للأبحاث والدراسات السياسية وأحد أعضاء مجلسه الاستشاري إن الجيش الصيني أرسل طائرات مقاتلة وقاذفات قنابل وفرقاطات بالقرب من تايوان في إطار تدريبات عسكرية وصفها المتحدث باسم وزارة الخارجية تشاو ليجيان بأنها إجراءات مضادة للتصرفات الأمريكية السلبية مؤخرا ، بما في ذلك زيارة وفد الكونجرس الأمريكي لتايوان. وأضاف المتحدث أن بكين "سوف تواصل اتخاذ إجراءات قوية من أجل الضمان المطلق لسيادتها ووحدة أراضيها".

وفي الوقت الذي كان يدلي فيه المتحدث بتصريحاته كان ستة من أعضاء الكونجرس بقيادة السيناتور ليندساي جراهام، والسيناتور روبرت مينينديز رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ يجتمعان مع رئيسة تايوان تساي انج- ون وكبار المسؤولين. وكانت الزيارة التي استغرقت يومين غير معلنة ووصفتها وزارة الدفاع الصينية بأنها" متسترة".

وقال تشانج في تقرير نشره معهد جيتستون إن صحيفة جلوبال تايمز التابعة لصحيفة الشعب الصينية كأنت أكثر مباشرة؛ إذ قالت إن التدريبات لم تكن فقط " تحذيرا" لأعضاء كونجرس آخرين يعتزمون زيارة تايوان ولكنها أيضا" تجاوزت الردع بالإعداد لأعمال حقيقية محتملة من شأنها أن تحسم قضية تايوان تماما عندما يكون ذلك ضروريا".

وأضاف تشانج أنه سواء كانت الصين تخطط لغزو تايوان الآن أم لا، فإن الوقت قد حان لأن تتخلى الولايات المتحدة عن عقود من سياستها الخاطئة تجاه قضية تايوان. ومن بين أمور أخرى، يتعين على واشنطن، على أساس عاجل، البدء في تسليح تايوان بالأسلحة التي تحتاجها بصورة ملحة. فقد قالت القيادة الميدانية الشرقية الصينية في بيان لها" إن جمهورية الصين الشعبية تحتفظ لنفسها بحق استخدام القوة لضم جمهورية الصين، وهو الإسم الرسمي لتايوان. فتايوان جزء مقدس لا يتجزأ من الأراضي الصينية، وليس هناك أي مجال لتدخل أجنبي بالنسبة لقضية تايوان".

من ناحية أخرى رأى كثير من المحللين أن المقاومة البطولية الأوكرانية في مواجهة الغزاة الروس جعلت غزو الصين لتايون أقل احتمالا.

ولكن للأسف قد يشعر شي جين بينج، الرئيس الصيني الطموح والجسور للغاية بتشجيع من الأحداث الأخيرة في أوروبا الشرقية. وكان أحد زعماء الطلبة في أحداث تيانانمين كتب آواخر الشهر الماضي يقول" يجب ألا نتوقع اتخاذ قرارات عقلانية من جانب الديكتاتورين ونظم الحكم السلطوية".

فمن الممكن أن يقرر شي تماما أن الحرب الأوكرانية توضح أن لديه الآن ضوء أخضر لغزو تايوان. وعموما فإن الولايات المتحدة، ودول الاتحاد الأوروبي الـ27 وبريطانيا – تلك الـ29 دولة التي كان اقتصادها أكبر 25 مرة من اقتصاد روسيا العام الماضي- لم تستطع ممارسة قوتها لردع فلاديمير بوتين، لذلك قد يشعر شي أنهم سوف يفشلون بالمثل بالنسبة للصين.

وأوضح تشانج أنه علاوة على ذلك، لم تكن العقوبات التي فرضت على موسكو بعد الغزو شاملة، وما زالت كذلك. ومن ثم، فإنه من الممكن أن يعتقد شي أنه لن تجرأ أي دولة على فرض تكاليف هائلة على دولته العظيمة. وقد يعتقد شي أن غزو بوتين تسبب في قدر كاف من الفوضى والإرباك مما يؤدي إلى عدم إقدام الآخرين على الوقوف في وجه أعماله العدوانية.

ويقول تشانج إن القادة الصينيين يعطون انطباعا بأن الأحداث الأخيرة جرأتهم. فعلى سبيل المثال، سقوط كابول العام الماضي، أدى إلى أن ترى بكين أن الولايات المتحدة عاجزة. لدرجة أن صحيفة جلوبال تايمز تساءلت "كيف يمكن لأمريكا أن تواجه الصين القوية بينما لم تستطع حتى التعامل مع طالبان".

وأكد تشانج أنه ليس معنى كل ما تم ذكره أن الصين سوف تغزو تايوان- وهناك أسباب كثيرة وراء عدم قيامها بذلك- ولكن الردع الآن أكثر أهمية في مضيق تايوان. فبعد سقوط أفغانستان وغزو أوكرانيا تعتبر تايوان في أنحاء العالم اختبارا لمصداقية أمريكا.

وأكد تشانج أن الولايات المتحدة اتبعت طوال عقود سياسة " الغموض الاستراتيجي" ، ولم توضح للصين أو لتايوان ما ستفعله في حالة أي صراع وشيك. ولم يعد هذا الغموض مجديا الآن . فمن أجل منع حدوث غزو صيني لتايوان يتعين على الرئيس جو بايدن أن يعلن على الملأ أن أمريكا سوف تدافع عن تايوان.وبالإضافة إلى ذلك يجب على الولايات المتحدة التعاون مع الحليفتين اليابان واستراليا و إبرام معاهدة دفاع متعددة الأطراف لصالح تايوان.

واختتم تشانج تقريره بالقول إنه للتأكد من أن حسم وضع تايوان سيتم بطريقة سلمية، يتعين على إدارة بايدن البدء في شحن أسلحة لتايوان، خاصة الصواريخ طويلة المدى.كما يتعين أن يكون لأمريكا والدول الصديقة قوات في تايوان.فالردع هو أفضل ضمان للسلام.

فيديو قد يعجبك: