إعلان

صحيفة صينية: لا يزال أمام التعاون الصيني-العربي إمكانات كبيرة للاستفادة منها

02:14 م الأربعاء 07 ديسمبر 2022

الصين

بكين - أ ش أ

رأت صحيفة "شاينا ديلي" نيوز الصينية أنه مع تقلص الوجود الاستراتيجي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط وانشغال روسيا بالصراع الأوكراني، باتت الصين تضطلع بدور بارز بشكل متزايد في المنطقة، وبما أن الدول العربية تعول الآن بشكل أكبر على العلاقات مع الصين، أصبح من الأهمية بمكان أن تكون المنطقة منصة متزايدة الأهمية للدبلوماسية الصينية.

وقالت الصحيفة -في تقرير عبر موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء- إن الصين تعد من أصحاب المصلحة فيما يتعلق بالجغرافيا السياسية للشرق الأوسط حيث توجد معظم الدول العربية- لأن المنطقة تربط خمسة ممرات مائية مهمة وكانت ساحة معركة للاستراتيجيين العسكريين عبر التاريخ كذلك هي بمثابة جسر بين الصين وأوروبا على طريق الحرير القديم. فبفضل موقعها الجغرافي المهم للغاية، لا بد أن تكون المنطقة العربية منطقة وسيطة بين الصين والولايات المتحدة وأوروبا.

وذكرت الصحيفة أن الحضارة العربية في الشرق الأوسط والحضارة الكونفوشيوسية للصين والحضارة المسيحية الغربية التي تمثلها أوروبا والولايات المتحدة ، كلها تسمى بالمثلث العظيم لحضارات العالم، إذ امتزجت تلك الحضارات ولكنها اصطدمت أيضا مع بعضها البعض أثناء التبادلات، وفي الوقت ذاته تتطور معا، ففي عملية استمرت لأكثر من 1000 عام، اعتنقت 10 مجموعات عرقية في الصين الإسلام ، الأمر الذي أضاف عنصرا متنوعا آخر للأمة والحضارة الصينية، وهذا يدل على أن أعضاء الحضارات المختلفة يمكنهم العيش معا في سلام وحل خلافاتهم عبر الحوار.

وأضافت الصحيفة أن منطقة الشرق الأوسط -باعتبارها جزء مهم من العالم النامي وحركة عدم الانحياز- لعبت (ولا تزال تلعب) دورا مهما للغاية في تطوير الدبلوماسية الصينية والعلاقات المتعددة الأطراف، إن قدرة الصين الجديدة على كسر المقاطعة الدبلوماسية الغربية والحصار والعودة إلى الأمم المتحدة وأن تصبح لاعبا مهما على الساحة السياسية الدولية، تحققت جزئيا بفضل تفهم ودعم دول الشرق الأوسط.

ففي السنوات الأخيرة توصلت الصين والدول العربية إلى العديد من التفاهمات حول قضايا مثل حقوق الإنسان و"دمقرطة" العلاقات الدولية، فضلا عن بناء نظام عالمي متعدد الأقطاب، فعندما يتعلق الأمر بمصالح الصين الجوهرية -وبغض النظر عن عدد الاختلافات بين دول الشرق الأوسط- فإن اللاعبين الرئيسيين لطالما تفهموا موقف الصين ودعموها مما يجعل المنطقة قاعدة أساسية للصين على الساحة الدولي.

وأشارت الصحيفة الصينية إلى أنه في ظل الموارد المحدودة والقوى العاملة غير الكافية نسبيا والتنمية الاقتصادية غير المتوازنة، تعد المنطقة مكملة للصين اقتصاديا، إذ جعلت المشاريع الهندسية الصينية الأولية في الخارج وتصدير العمالة -منذ إطلاق الإصلاح والانفتاح- من المنطقة العربية سوقا رئيسيا، وساعدت مثل هذه التبادلات على زيادة أرباح الصين من النقد الأجنبي وجعلها أكثر دراية بالقواعد الدولية، فضلا عن أنها عززت علاقاتها الدبلوماسية مع الدول الأخرى.

فقد زاد حجم التجارة الإقليمية بين الصين والدول العربية بنحو 80 مرة -من أقل من 3 مليارات دولار في عام 1990 إلى حوالي 300 مليار دولار في عام 2021- وأصبحت الصين أكبر شريك تجاري في المنطقة.

وعلى وجه الخصوص، عملت مبادرة الحزام والطريق على تسريع وتيرة الأنشطة الاقتصادية والتجارية والاستثمارية ذات الاتجاهين،فعلى سبيل المثال تساعد الصين التصنيع في مصر والتنويع الاقتصادي في المملكة العربية السعودية، مع تحسين مستوى التنمية العام في الشرق الأوسط.

ومنذ أن أصبحت الصين مستوردا صافيا للنفط في عام 1993، تضاعفت وارداتها من الطاقة كل 10 سنوات ، يأتي 60 في المائة منها من الشرق الأوسط، ففي عام 2021 ، بلغ إجمالي واردات الصين من النفط 51،298 مليون طن متري ، استحوذ الشرق الأوسط على 51.25 في المائة منها.

وقالت إن بكين اقترحت طرقا لحل النزاعات أو الحد منها في الشرق الأوسط، فهي الدولة الكبرى الوحيدة التي ليس لديها سجل للاستعمار أو شن غزو أو حروب بالوكالة في الشرق الأوسط، فلطالما اعتقدت أن الناس هم الذين يجب أن يقرروا مصير بلادهم وأنه يتعين على الدول تسوية نزاعاتها من خلال المحادثات السلمية.

وأضافت /شاينا ديلي/ أن الصين تعارض بشدة التطرف والعنف والإرهاب -لكنها شاركت فقط فيما وصفته الصحيفة بعمليات مكافحة الإرهاب المبررة في الشرق الأوسط، الأمر الذي يعكس احترامها للتعددية الثقافية والقيم التي تحملها الحضارات الأخرى.

ووفقا للمبادئ الخمسة للتعايش السلمي، تمارس الصين دبلوماسية الدول الكبرى وتلعب دورا دوليا مسؤولا، وتبرز أهمية دبلوماسية دول الشرق الأوسط في العلاقات الدولية.

واختتمت الصحيفة الصينية مقالها قائلة إن دبلوماسية الصين في الشرق الأوسط لا تزال في مرحلتها الأولية، إنها متخلفة إلى حد كبير عن الولايات المتحدة في القوة الشاملة وروسيا في القدرات الدبلوماسية والعسكرية، كما أن قوتها الناعمة وموقعها الجغرافي لا يزالان غير قادرين على منافسة تلك الموجودة في أوروبا، لذلك لا يزال للتعاون الصيني مع الدول العربية إمكانات كبيرة للاستفادة منها.

هذا المحتوى من

Asha

فيديو قد يعجبك: