إعلان

حرائق تركيا تستعر على تويتر أيضا

12:48 م الأحد 08 أغسطس 2021

شعار موقع تويتر للرسائل القصيرة

أنقرة- (أ ف ب):

مع اتساع رقعة أكبر حرائق غابات في تاريخ تركيا الحديث، يستعر الجدل كذلك على تويتر عبر وسم #ساعدوا-تركيا، بين نقاشات وشبهات بالتلاعب.

وفتحت النيابة العامة تحقيقا في هذا الوسم الجديد الذي أشعل جدلا جديدا في هذا البلد المنقسم، حيث يمكن لأدنى حدث أن يثير مؤيدي الرئيس رجب طيب اردوغان ومعارضيه.

وأثار الوسم استياء الرئيس التركي الذي يواجه واحدة من أكبر أزماته منذ توليه السلطة قبل 18 عاما لكون بلاده قد تطلب المساعدة.

ووصف اردوغان التغريدات المرتبطة بالوسم على أنها "ترهيب عبر أكاذيب منتشرة من أمريكا وأوروبا وأماكن أخرى معينة"، معتبرا أنه "للرد على ذلك، هناك شيء واحد فقط يمكن قوله: تركيا قوية".

في الوقت نفسه، أشار مكتب المدعي العام إلى أنه سيفتح تحقيقا لتحديد ما إذا كانت التغريدات تهدف إلى "إثارة قلق وخوف وهلع بين السكان وإهانة الحكومة التركية".

وهددت الهيئة الناظمة للاعلام بتغريم المحطات التلفزيونية التي تواصل بث الصور الحية للحرائق ونشر مقالات "تثير خوف السكان وقلقهم".

وامتثلت غالبية القنوات للتعليمات، ما قلل من تغطيتها للحرائق التي أودت بحياة ثمانية أشخاص وأتت على مساحات شاسعة من الغابات على امتداد الساحل.

- اتهامات بالتلاعب -

تعرضت الحكومة لانتقادات عندما تبين أن تركيا لم تعد تملك قاذفة مائية عاملة ورفضها العديد من عروض المساعدة الخارجية، بما في ذلك عرض اليونان، الخصم الإقليمي.

بدا تصرف اردوغان الذي وصل إلى السلطة من خلال حملته ضد الفساد الذي يتهمه به معارضوه اليوم، منفصلا عن الواقع.

وأثارت زيارته إلى المناطق المتضررة من الحرائق في سيارة تحت حراسة مشددة من الشرطة ومجهزة بمكبرات صوت والتي صور منها وهو يلقي أكياس الشاي على السكان في منتصف الليل جدلا جديدا على مواقع التواصل الاجتماعي.

ودفاعا عن نفسها، تؤكد الحكومة أن الوسم تدعمه حسابات مزيفة تُستخدم للتأثير على الرأي العام.

قال مارك أوين جونز، الأستاذ في جامعة حمد بن خليفة في قطر، خلال مؤتمر صحافي نظمته الرئاسة إن نحو 5 بالمئة من التغريدات المرتبطة بوسم #ساعدوا تركيا تم نشرها من حسابات مزيفة.

واردف الباحث البريطاني "لا أعرف الهدف من ذلك. ما يمكنني قوله هو أن تلاعباً حدث"، موضحا "إذا كانت في البداية حملة تلاعب، فهي ذكية جداً لأن #ساعدوا تركيا هي رسالة تبدو بريئة تماماً، وندرك لماذا قام الأشخاص بتداولها في تغريداتهم".

- تشديد -

يأتي الجدل حول الوسم في سياق تشديد الرقابة على شبكات التواصل الاجتماعية، حيث لا يزال النقاش الحيوي ممكنا في بلد تهيمن فيه وسائل الإعلام الموالية للحكومة.

وامتثلت أبرز مواقع التواصل الاجتماعي منها تويتر وفيسبوك، بعد أن رفضت في بادئ الأمر، للقوانين الجديدة التي تفرض على هذه الشبكات أن يكون لها ممثل في هذا البلد والانصياع لأوامر المحاكم التركية التي تطلب سحب مضمون معين في خلال 48 ساعة.

وكان اردوغان أعلن تقديم قانون جديد ينظم الشبكات الاجتماعية إلى البرلمان في أكتوبر، بدون أن يذكر تفاصيل عن كيفية تطبيقه.

وشكك خبير القانون الرقمي يمان أكدنيز في الحسابات المزيفة، مشيرا إلى أنه "بينما يدور الجدل في شبكات التواصل الاجتماعي، تتواصل الحرائق في الواقع".

وأضاف "في الواقع (...) تعاني آلية حكومتنا من مشاكل جدية في التشغيل، وستدرج دون شك جريمة جديدة ثم قانونا جديدا حول التضليل، بهدف كم الأصوات الناقدة على الشبكات الاجتماعية بشكل أكبر".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك: