إعلان

عكار تحترق.. النيران تحاصر الأهالي ولبنان يطلب مساعدة الدول الصديقة (صور وفيديوهات)

02:08 م الخميس 29 يوليه 2021

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا أسامة:

عادت الحرائق الموسمية في لبنان لتتصدّر المشهد، وهذه المرة من "القبيات" بمنطقة عكار الجبلية في شمال البلاد، والمعروفة بمساحاتها الحرجية الخضراء الواسعة وغابات الصنوبر، حيث تشهد حرائق ضخمة حوّلت لون السماء إلى البرتقالي، وقضت على مساحات كبيرة من الأشجار، وأوقعت قتيلًا حتى الآن.

ونشبت الحرائق التي امتدت من الغابات والأحراج لتحاصر الأهالي في الأماكن السكنية، منذ عصر الأربعاء، بأماكن متفرقة في آنٍ واحد، كما قال مختار بلدة القبيات، يوسف نادر. وبسبب سرعة الرياح، امتد الحريق في منطقة عكار على مساحة تجاوزت 11 كيلومترًا، بحسب الوكالة الوطنية للإعلام.

ولليوم الثاني على التوالي، يحاول عناصر الدفاع المدني والجيش اللبناني إخماد الحرائق الهائلة، بمساعدة متطوعين وأهالي المناطق والقرى المجاورة، في الوقت الذي تجدد اندلاع الحرائق، الخميس، وسط مناشدة الأهالي الدولة اللبنانية بكافة أجهزتها للعمل سريعا على الحد من حجم الكارثة، حسبما أفاد الجيش اللبناني.

"المشهد مخيف"

وقال شاهد عيان لوكالة "فرانس برس" إن النيران باتت على بُعد عشرات الأمتار من قريته أكروم، ما اضطر عائلته إلى إخلاء منزلها مع تشكل سحب دخان كثيفة حجبت الرؤية.

وقال وزير الزراعة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عباس مرتضى، لـ"فرانس برس" إن "المشهد على الأرض مخيف".

وأضاف: "الحريق ضخم جدًا، وقضى على مساحات واسعة من الأراضي الخضراء وبات يهدّد المنازل السكنية".

وأعرب الوزير اللبناني عن أمله في مساعدة الدول الصديقة؛ إذ "ليس لدينا القدرة على إطفاء الحريق"، بحسب قوله.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام، الخميس، بأن السلطات اللبنانية تواصلت رسميًا مع السلطات القبرصية لإرسال طوافات تساعد في إطفاء الحرائق، بتوجيهات من الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية حسان دياب.

وتابع الرئيس اللبناني تطور الحرائق التي اندلعت في عكار، لا سيّما القبيات وبلدة بينو.

وطلب عون من قيادة الجيش والدفاع المدني في لبنان "بذل كلّ الجهود لإطفاء الحرائق في عكار"، والحيلولة دون امتدادها إلى المنازل ومساعدة الأهالي.

وكذلك توجه الدفاع المدني الفلسطيني إلى منطقة قبيات في عكار للمساهمة في إطفاء الحريق.

قتيل واحد

وقُتِل حتى الآن فتى لبناني يُدعى أمين ملحم (15 عامًا)، تطوع في عمليات إخماد الحرائق الضخمة ببلدة كفرتون في عكار.

وتوفي الفتي اللبناني خلال محاولته إخماد النيران المشتعلة لإبعادها عن ممتلكات عائلته، إثر سقوطه على رأسه، وما لبث أن فاضت روحه فور نقله إلى المستشفى.

وقالت المديرية العامة للدفاع المدني في لبنان، إن الفتى المُتوفّى ليل الأربعاء الخميس، كان من سكان منطقة القبيات "الذين هرعوا إلى موقع الحريق في محاولة لإخماد النيران".

ودفع الصليب الأحمر اللبنانى بـ 9 فرق اسعاف لتقديم الإسعافات الأولية للمصابين جراء الحرائق والدخان الكثيف بمدينة القبيات.

وهناك 13 سيارة اسعاف تابعة لمراكز الصليب الأحمر اللبناني متمركزة في 4 نقاط هي: القطلبة، والمرغان، وعودين، وكفرتون. ونُقل 17 شخصًا على الأقل إلى المستشفى، فيما تلقى 25 آخرين العلاج ميدانيًا، وتم إخلاء آخرين من مناطق الحرائق.

وتمكنت طوافتان للجيش اللبناني من إبعاد النيران عن محيط المنازل في غابات المرغان، أعالي بلدة القبيات، بعدما تمددت ألسنة اللهب بسرعة كبيرة إلى وادي عودين في بلدتي "عندقت" و"كفرتون" في جبل اكروم. وتم إجلاء عدد من المواطنين الذين احتُجزوا في سياراتهم بفعل الحريق.

الوضع "خطير جدًا"

وصف رئيس اتحاد بلديات جبل أكروم السابق، علي إسبر، الوضع بالخطير جدًا، بعد أن امتدت النيران من "كفرتون" و"أكروم" إلى قرية "أكوم" السورية، وصولاً إلى "الهرمل" في محافظة البقاع، بحسب صحيفة "الأخبار" اللبنانية.

وأكد الدفاع المدني السوري أن الحريق امتدّ من إلى "أكوم" في ريف القصير على الحدود بين سوريا ولبنان، ما دفع السلطات السورية إلى إخلاء القرية من السكان، وفق ما أفادت إذاعة "شام إف إم" المحلية.

وشاركت طوافة سورية في إخماد النار عند الحدود اللبنانية -السورية، وتدخلت فرق من الدفاع المدني السوري بآلياتها في هذه المنطقة لإطفاء النيران.

وتكثرُ الحرائق سنويًا في هذه الفترة من فصل الصيف في الغابات والأحراج اللبنانية والسورية المجاورة، وقد اندلعت في صيفي العامين الماضيين حرائق ضخمة أتت على مساحات واسعة في مناطق متفرقة غابات البلدين.

شكوك ودعوات للتحقيق

في غضون ذلك، فثمّة شكوك وتساؤلات في الداخل اللبناني حول سر اندلاع هذه الحرائق، تثير احتمالية أن تكون "بفعل فاعل".

قال رئيس بلدية عندقت، عمر سعود، لصحيفة "الأخبار" اللبنانية، إن "الحريق مفتعل وهناك جهات عملت على إضرام النيران في أكثر من مكان، وفي الوقت الذي كنا نعمل على إخمادها"، دون أن يذكر ماهية تلك الجهات أو يُسمّيها.

ودعا مسعود، المدعي العام البيئي في الشمال غسان باسيل، إلى فتح تحقيق فوري حول "الحرائق المُحتمل أن تكون مُفتعلة"، وتكليف فرع المعلومات بهذا الملف "لما يملك من تقنيات وخبرة".

ونوّه المسؤول اللبناني بأن الأضرار بالغة جدًا في محمية غابات "وادي عودين" الأثرية، مُشيرًا إلى الأضرار لا تقل عن 3 ملايين متر مربع.

في الوقت نفسه، أكد رئيس مجلس البيئة في القبيات، أنطوان ضاهر، في اتصال هاتفي مع صحيفة "النهار" اللبنانية، أن "حجم الحريق يُثير الريبة والشكوك؛ إذ قدّرنا مساحته بأكثر من 7 كيلومترات طولًا"، مطالبًا بتحقيق لمعرفة أسبابه.

وتمت حتى الآن السيطرة على 60 بالمائة من النيران في "القيبات"، فيما لا يُمكن توقع متى ستُخمد كليًا، بحسب "النهار".

حرائق أكتوبر 2019

1

وتُعيد تلك الحرائق إلى الأذهان، حرائق أكتوبر 2019 التي وُصفت بأنها "الأسوأ منذ عقود"، والتي التهمت مساحات حرجية واسعة بلبنان، وحاصرت مدنيين في منازلهم.

وعزا مسؤولون لبنانيون تلك الحرائق إلى ارتفاع درجات الحرارة وهبوب رياح ساخنة، ما ساعد في اشتعال النيران في بعض الأشجار والمساحات الخضراء، وسط عجز السلطات التي تلقت دعمًا من دول عدة لإخمادها، ما اعتبره اللبنانيون- وقتذاك- دليلًا آخر على إهمال وعدم كفاءة السلطات.

وأثارت تلك الحرائق غضبًا واسعًا حتى أنها شكلت أحد الأسباب خلف الاحتجاجات الشعبية غير المسبوقة التي شهدها لبنان في 17 اكتوبر 2019 ضد الطبقة السياسية.

وشاركت قبرص، إلى جانب دول أخرى بما في ذلك اليونان والأردن، في عمليات إخماد تلك الحرائق أيضًا.

فيديو قد يعجبك: