إعلان

أردوغان يحيي الذكرى الخامسة للانقلاب الفاشل مع استمرار القمع في تركيا

02:23 م الخميس 15 يوليه 2021

صورة مؤرخة في 7 أغسطس 2016 تظهر حشودا تلوح بالأعل

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

أنقرة- (أ ف ب):

يحيي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الخميس الذكرى الخامسة؛ لمحاولة انقلاب دامية سمحت له بتعزيز سلطته عبر قمع لا ينتهي وتوتر مع الدول الغربية.

ففي ليل 15 إلى 16 يوليو 2016، نشر عناصر منشقون من الجيش دبابات في الشوارع فيما حلّقت طائرات فوق إسطنبول وأنقرة وقصفت مواقع مهمة مثل البرلمان.

وأفشل المحاولة تدخل عناصر موالية للرئيس وعشرات الآلاف من أنصاره الذين نزلوا إلى الشوارع. وبلغت الحصيلة 251 قتيلا، ما عدا الانقلابيين.

وفي إشارة إلى الأهمية التاريخية التي يوليها أردوغان لإفشال الانقلاب، يلقي الرئيس التركي خطابًا الخميس أمام آلاف المؤيدين في أنقرة ويفتتح "متحفًا للديمقراطية" يستعيد الأحداث الرئيسية في تلك الليلة التي، بحسب قوله، "غيرت مصير" تركيا.

بالنسبة إلى العديد من المحللين، أدى الانقلاب الفاشل قبل كل شيء إلى تسريع الاتجاه الاستبدادي للرئيس الذي عزز سلطاته بشكل كبير عام 2017 من خلال استبدال النظام البرلماني بنظام رئاسي قوي.

وقال دبلوماسي غربي إن أردوغان الذي يقود تركيا منذ العام 2003، رأى في الانقلاب الفاشل "فرصة لتسريع عملية تركيز السلطة بين يديه".

واتهم أردوغان حليفه السابق الداعية فتح الله جولن، بالتخطيط للانقلاب كما بدأ حملة قمع بلا هوادة لمؤيديه الذين يشتبه بهم، امتدت إلى المعارضة المؤيدة للأكراد ووسائل الإعلام الناقدة.

وأوضح سونير كاغابتاي، الخبير في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، أن محاولة الانقلاب الفاشلة سمحت لأردوغان بـ"تبرير حملة القمع ضد المعارضة" زاعمًا أن "جماعات معادية تسعى باستمرار إلى إلحاق الضرر" بتركيا.

مطاردة عابرة للحدود

بعد خمس سنوات على الانقلاب الفاشل ورغم الانتقادات، تتواصل حملة القمع: يستمر توقيف من يشتبه بأنهم على صلة بجولن كل أسبوع، ويُفرض حظر على حزب الشعوب الديمقراطي الرئيسي الموالي للأكراد والذي سجن العديد من نوابه.

والأرقام تتحدث عن نفسها: منذ العام 2016، أوقف أكثر من 300 ألف شخص في إطار محاربة حركة جولن، وحكم على قرابة ثلاثة آلاف شخص بالسجن مدى الحياة، وفقا للسلطات.

إضافة إلى ذلك، أقيل أكثر من 100 ألف موظف في مؤسسات عامة، بمن فيهم حوالي 23 ألف جندي، وأربعة آلاف قاضٍ، في عمليات تطهير على نطاق غير مسبوق.

وأكد أردوغان الأربعاء أن محاربة حركة جولن ستستمر: "حتى يصبح آخر عضو لديه غير قادر على القيام بشيء".

كذلك، فإن المطاردة مستمرة في الخارج، ونفذت الاستخبارات التركية العديد من العمليات في بلدان آسيا الوسطى وأفريقيا والبلقان لإعادة مؤيدين مزعومين لجولن بالقوة إلى تركيا.

وأعلنت أنقرة في أوائل يوليو أنها "أعادت" مدرّسًا تركيًا يعيش في قرغيزستان هو أورهان إيناندي، الذي اختفى قبل أسابيع قليلة والذي تقول السلطات التركية إنه من أحد كوادر حركة جولن.

توتر

لكنّ جولن الذي يقيم في الولايات المتحدة، والذي ينفي أي تورط له في محاولة الانقلاب، ما زال بعيد المنال في الوقت الحالي.

وطلبت أنقرة مرات عدة تسليمه، لكن دون جدوى. وأثارت هذه القضية توترات بين تركيا والولايات المتحدة، وهما بلدان تدهورت علاقاتهما منذ العام 2016.

وفي الوقت نفسه، تقرّبت تركيا من روسيا برئاسة فلاديمير بوتين، واتبعت سياسة خارجية أكثر حزمًا، وتدخلت عسكريًا في العديد من النزاعات مسببة توترات متزايدة مع شركائها في حلف شمال الاطلسي.

كذلك، رفض أردوغان بشكل منهجي انتقادات الاتحاد الأوروبي بشأن تدهور سيادة القانون في البلاد منذ الانقلاب الفاشل، مستنكرًا "عدم التعاطف".

وستسمح احتفالات الخميس أيضًا للرئيس التركي حشد مؤيديه فيما تتراجع شعبيته بسبب الصعوبات الاقتصادية.

وأشار الدبلوماسي الغربي إلى أن تراكم النفوذ بعد الانقلاب الفاشل له "جانب سلبي" لأردوغان موضحًا "عندما تسوء الأمور، يصعب إلقاء اللوم على الآخرين".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك: