إعلان

مجاعة من صُنع الإنسان.. مئات الآلاف مهددون بالموت جوعًا في تيجراي

10:52 م السبت 12 يونيو 2021

طفل من اقليم تيجراي

كتب - محمد صفوت:

حذرت الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة الدولية من أن مئات الآلاف من سكان إقليم تيجراي الإثيوبي الذي مزقته الحرب، يواجهون المجاعة.

ويقول برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة إن ملايين آخرين في حاجة ماسة إلى الإمدادات الغذائية، نظرًا لوجودهم في مناطق معزولة، غير أن الحكومة الإثيوبية ترفض هذا التقييم للموقف في الإقليم.

ويؤكد منسق الأمم المتحدة للمساعدات الإنسانية مارك لوكوك، وجود مجاعة بالفعل في الإقليم الإثيوبي.

وتقدر الأمم المتحدة وجماعات الإغاثة أن نحو 350 ألفًا في مرحلة كارثية من المجاعة، وأن 1.77 مليون آخرين في المرحلة الطوارئ وبحاجة فورية للمساعدات.

وتقول هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إن وراء تلك الأرقام تكمن مأساة إنسانية وحشية، وأن هناك وفيات مرتفعة جراء الجوع في الإقليم، مشيرة إلى أن سكان القرى النائية بالأقليم يبلغون يوميًا عن وفيات جراء نقص الغذاء، بينهم النساء اللواتي تم اختطافهن من قبل الجنود واحتجازهن كرقيق جنسي، ما يعرض أطفالهن لخطر الموت جوعًا لعدم وجود رعاية لهم.

وأشارت "بي بي سي" إلى أن نحو 300 ألف طفل مهدد بالموت جراء المجاعة وفقًا للأرقام المتاحة، حيث أن فرق المسح لم تتمكن من الوصول إلى جميع المناطق في الإقليم.

استندت الأرقام إلى بحث جديد نشرته جامعة جينت البلجيكية، ويوضح أن من بين 6 ملايين نسمة من سكان تيجراي، يعيش نحو الثلث في مناطق سيطرة الحكومة الإثيوبية، والثلث الآخر في مناطق تسيطر عليها قوات إريترية التي ترفض التعاون مع وكالات الإغاثة، وباقي السكان يعيشون في المناطق التي تسيطر عليها أو استعادتها قوات الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، والتي تحاصرها القوات الحكومية وترفض وصول المساعدات الإنسانية لهم، بحجة أنهم إرهابيون.

العاملون في المجال الإنساني ومنظمات الإغاثة أعربوا عن قلقهم من عدم قدرة المزارعين على العمل في الأراضي تزامنًا مع موسم سقوط الأمطار، وسط تهديدات حكومة آبي أحمد لهم.

واحتلت قوات من منطقة أمهرة المجاورة الأجزاء الأكثر خصوبة في تيجراي، مما أدى إلى حرمان السكان من مزارعهم وإغلاق أكبر فرص العمل الموسمية.

ويشير تقرير جامعة جنيت، إلى أن المزارعون تخلوا عن مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية مع استمرار التهديدات لهم، وذكر أن مزارعون في القرى النائية يحرثون الأرض في الظلام قبل الفجر، مع وجود كشافة لتحذيرهم من الجنود.

وقبل اندلاع الحرب في الإقليم منذ 7 أشهر؛ صُنف الإقليم على أنه منطقة حدودية "آمنة غذائيًّا" حيث لا يوجد جفاف كما اختفت أسراب الجراد التي تهاجم المحاصيل، ما يعني أن المجاعة في المنطقة من صنع الإنسان.

واتهمت جماعات إنسانية، القوات الإريترية التي انضمت إلى النزاع إلى جانب الجيش الإثيوبي، بحرق المحاصيل وتدمير المرافق الصحية ومنع المزارعين من حرث أراضيهم.

تقول الأمم المتحدة في تقاريرها الرسمية إن المساعدات الإنسانية تكفي 2.8 مليون شخص. فيما يشكك العاملون في المجال الإنساني في تلك التقارير ويقول بعضهم إن عددًا من سكان الإقليم تلقى حصصًا غذائية واحدة، تصل إلى 30 كيلوجرامًا من الدقيق تكفي لإطعام أسرة لمدة 10 أيام، وأن الأشخاص الأكثر حظًا لديهم حصتان.

ويؤكد سكان بعض القرى في الإقليم أن القوات الإريترية تسرق المساعدات الإنسانية والغذائية فور وصولها. وأبلغت الأمم المتحدة عن 129 انتهاكًا من قبل القوات الإثيوبية والإريترية التي أعاقت وصول المساعدات الشهر الماضي.

وهناك تقديرات مستقلة تقول إن 13٪ فقط من سكان الإقليم يحصلون على المساعدة، بسبب انعدام الأمن والعوائق التي تفرضها حكومة آبي أحمد على الوكالات الإنسانية، واتهامهم بأنهم يساعدون المتمردون في الإقليم.

كذلك يشهد الأمن الغذائي تدهورًا سريعًا في منطقتي أمهرة وعفر المجاورتين، حيث أدت تداعيات الحرب وأزمة الاقتصاد المتفاقمة على مستوى البلاد إلى تعطيل سبل العيش وتعميق الفقر.

فيديو قد يعجبك: