إعلان

ليس نهاية الحياة.. هل يشكل صاروخ الصين الجامح خطرا داهما على الأرض؟

01:14 م الأربعاء 05 مايو 2021

الصاروخ الصيني

كتبت– إيمان محمود:

يحبس العالم أنفاسه مترقبا الصاروخ "لونج مارش 5 بي" الذي أطلقته الصين الخميس الماضي، وخرج عن السيطرة خلال دورانه عائدا إلى الأرض، وسط مخاوف من سقوطه على منطقة مأهولة. لكن هل يستحق هذا الأمر حالة الفزع التي استقبل بها العالم الخبر خصوصا على مواقع التواصل الاجتماعي؟

بحسب صحيفة "إندبندنت" البريطانية، فإن صاروخ "لونج مارش 5 بي"، الذي يبلغ طوله 30 مترا ووزنه 21 طنا، كان يحمل الكبسولة المركزية لبناء محطة الفضاء الجديدة التي تقوم الصين بتشييدها.

ومن المحتمل أن يسقط الصاروخ الصيني الضخم، على الأرض أثناء عودته خلال الأيام المقبلة، وذلك بعد تركه بالمدار الأرضي دون سيطرة أو تحديد للبقعة التي من المفترض أن يسقط فيها.

ويقول الخبراء إن معظم الصواريخ لا تصل إلى السرعة التي من شأنها أن تأخذها إلى المدار الأرضي، وعادة ما تدخل الغلاف الجوي وتهبط في منطقة عودة معروفة.

أما هذا الصاروخ الصيني، فإنه يدور حول الأرض كل 90 دقيقة ويمر شمال نيويورك ومدريد وبكين، وإلى أقصى الجنوب عند تشيلي وويلينجتون بنيوزيلندا.

ويزن الجسم الصاروخي 21 طنا، وطوله 100 قدم، بينما يبلغ عرضه 16 قدما.

أين سيسقط الصاروخ؟

هناك مخاوف من سقوط الصاروخ على منطقة مأهولة، وتعني سرعة الصاروخ أن العلماء ما زالوا لا يعرفون متى سيسقط، لكن من المرجح أن يسقط قبل 10 مايو الجاري.

وقال جوناثان ماكدويل، عالم الفيزياء الفلكية في مركز الفيزياء الفلكية بجامعة هارفارد، لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، إن الوضع "ليس نهاية الحياة".

وأوضح: "لا أعتقد أن الناس يجب أن يتخذوا الاحتياطات؛ خطر حدوث بعض الضرر أو أن يصيب شخصًا ما ضئيل جدًا- لا يمكن إهماله، يمكن أن يحدث- لكنه خطر ضئيل للغاية.. هناك أشياء أكبر بكثير نقلق بشأنها".

وأشار ماكدويل إلى أن تحديد المكان الذي يمكن أن يتجه فيه الحطام يكاد يكون مستحيلًا في هذه المرحلة بسبب السرعة التي يتحرك بها الصاروخ - حتى مع التغييرات الطفيفة في الظروف التي تغير المسار بشكل جذري.

وأكد: "نتوقع إعادة دخول الصاروخ في وقت ما بين الثامن والعاشر من مايو. وفي فترة اليومين هذه، يدور حول الأرض 30 مرة، لذا يجب ألا تصدق أي شخص يقول لك إنه يعرف مكان سقوط الصاروخ.. لا تصدقهم قبل بضع ساعات على الأقل من إعادة الدخول لأننا لن نعرف مسبقًا".

لكنه راهن في الوقت ذاته على سقوط الصاروخ في المحيط الهادئ، قائلاً "المحيط هو الرهان الأكثر أمانًا على مكان سقوط الحطام، لمجرد أنه يشغل معظم سطح الأرض. إذا كنت تريد أن تراهن على المكان الذي سيهبط فيه شيء ما على الأرض، فأنت تراهن على المحيط الهادئ، لأن المحيط الهادئ هو الجزء الأكبر من الأرض. الأمر بهذه البساطة".

ويقول خبراء إن هناك أجزاء من الصاروخ سوف تحترق أثناء عودته، في حين أن بعض المواد المكون منها الصاروخ مقاومة للحرارة، مثل خزانات الفولاذ المقاوم للصدأ أو التيتانيوم.

وأضافوا أن أي حطام لم يحترق عند عودة الصاروخ من المحتمل أن يشكل خطرا على الأشخاص والممتلكات.

البنتاجون يتابع مساره

من جانبها، قالت وزارة الدفاع الأمريكية "بنتاجون"، إنها تتعقب مسار الصاروخ الصيني، متوقعة أن يدخل الغلاف الجوي للأرض في 8 مايو الجاري.

وشدد متحدث البنتاجون، مايك هوارد، الذي أعلن أن قيادة الفضاء الأمريكية تتعقب الصاروخ، أنه "لا يمكن تحديد نقطة الدخول الدقيقة للصاروخ إلى الغلاف الجوي للأرض إلا في غضون ساعات قبل عودته"، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية.

صورة 3

أول محطة فضائية

وانطلقت الوحدة التي يطلق عليها اسم "تيانخه" أي "تناغم السماوات"، على متن الصاروخ "لونج مارش 5 بي"– أكبر الصواريخ الصينية- يوم الخميس الماضي، من مركز ونتشانج للإطلاق الفضائي في جزيرة هاينان الجنوبية.

وهذه الوحدة واحدة من ثلاثة مكونات رئيسية لأنها ستصبح أول محطة فضائية تطورها الصين لتنافس المحطة الفضائية الدولية، وهي المحطة الوحيدة العاملة حاليا في مدار حول الأرض.

وتدعم الولايات المتحدة وروسيا وأوروبا واليابان وكندا المحطة الدولية. وكانت الولايات المتحدة قد منعت الصين من المشاركة فيها، بحسب وكالة "رويترز".

ويعد إطلاق الوحدة تيانخه أول مهمة من 11 مهمة مطلوبة لاستكمال بناء المحطة الفضائية التي ستدور حول الأرض في مدار على ارتفاع يتراوح بين 340 و450 كيلومترا.

وتشمل المهام المتبقية إطلاق وحدتين رئيسيتين أخريين وأربع سفن فضائية مأهولة وأربع سفن فضائية لنقل شحنات.

فيديو قد يعجبك: