إعلان

إثيوبيا تغازل السودان: من يستفيد من رفضكم لملء سد النهضة؟

03:59 م الإثنين 12 أبريل 2021

سد النهضة

وكالات:

في محاولة غزل لاستمالة الخرطوم، زعمت وزارة الخارجية الإثيوبية أنها بددت مخاوف السودان بشأن عملية التعبئة وسلامة سد النهضة التي تقيمه على أراضيها، فيما تخشى مصر والسودان أن يؤثر على حصتهما من المياه.

وقالت الخارجية الإثيوبية إن المسؤولين السودانيين كانوا لسنوات يشيدون بأهمية سد النهضة لردع الفيضانات، وتنظيم تدفق المياه للري، وإزالة جزء كبير من الطمي والترسيب وتوفير طاقة رخيصة.

وأضافت الخارجية الإثيوبية متسائلة: "عالجت إثيوبيا جميع مخاوف السودان بشأن سد النهضة لأنها فنية، وتم تقديم تبادل البيانات، وسلامة السد هي مشكلة تهتم بها إثيوبيا جيدا من أجل سلامتها في المقام الأول..من يستفيد من رفض السودان لملء سد النهضة؟".

وتابعت :"لا توجد خبرة يمكن مقارنتها بإثيوبيا التي دعت الدول الواقعة على ضفاف النهر للتفاوض بشأن سد لتوليد الطاقة الكهرومائية على نهر تنبع من أراضيها".

من جانبه، أكد وزير الري السوداني، ياسر عباس، أنه "يستبعد أي عمل عسكري في حال استمرار التعنت الإثيوبي" بشأن سد النهضة.

وفي رده على سؤال حول ما إذا كان يتوقع أي عمل عسكري في حال استمرار "التعنت الإثيوبي"، بمقابلة مع صحيفة "الشرق الأوسط"، قال ياسر عباس: "أنا أستبعد ذلك..ليست هناك حرب على أحواض المياه في كل العالم، ربما توترات، ربما نزاعات، لكنها لا تصل لمستوى الحرب"، كما قطع بضعف احتمال الحرب بسبب النزاع على السد، مشيرا إلى أن "موقف السودان من الموضوع سليم وقانوني، مثلما هو سليم وقانوني باسترداد الأراضي السودانية التي كانت تسيطر عليها إثيوبيا".

كما اعتبر عباس أن العرض الإثيوبي بتبادل البيانات والمعلومات مع السودان ومصر، "مريب، وأنه مواصلة لتكتيكات شراء الوقت، وفرض سياسة الأمر الواقع"، لافتا إلى أن "السودان رفض العرض الإثيوبي لكونه انتقائيا، ولا يحدد البيانات والمعلومات التي سيتم تبادلها، ويركز فقط على البيانات الخاصة بتجربة فتح البوابات لسد النهضة، ويهمل التفاصيل المهمة المتعلقة بملء وتشغيل السد وتواريخه، والوثائق التي تثبت سلامة السد ليتمكن السودان من التعامل مع سد الروصيرص".

وأوضح وزير الري السودان سبب رفض الخرطوم العرض الإثيوبي بتبادل البيانات بشأن الملء الثان يقائلا: "البيانات التي تجاهلها الطلب الإثيوبي تتجاهل التأثير البيئي في النيل الأزرق وتشغيل سد الروصيرص. طلبوا منّا تسمية أحد مهندسينا ليشارك في تجربة فتح البوابات السفلية، وهذا لن يخدم السودان فيما يتعلق بالتشغيل الآمن لسد الروصيرص".

وتريد مصر والسودان التوصل إلى اتفاق ثلاثي بشأن تشغيل السد قبل ملئه. لكن إثيوبيا تقول إن هذه العملية جزء لا يتجزأ من بنائه ولا يمكن تأجيلها.

ووجّه الرئيس عبد الفتاح السيسي من القاهرة، الأربعاء، رسالة لإثيوبيا، وقال: "نقول للأشقاء في إثيوبيا أفضل ألا نصل إلى مرحلة المساس بنقطة مياه من مصر لأن الخيارات كلها مفتوحة".

وحذّر السيسي من عواقب مواجهات الدول، مؤكدا أن "التعاون والاتفاق أفضل كثيرا من أي شيء آخر".

من جانبه، أكد وزير الخارجية سامح شكري، في مؤتمر مع نظيره الروسي، أن "نهر النيل أمر وجودي لدولتي المصب (مصر والسودان)"، مشددا على أن مصر "لن تقبل بالإجراءات الأحادية"، في إشارة إلى الملء الثاني لخزان السد الذي تريد إثيوبيا أن تقوم به في يوليو المقبل، دون الالتزام بالتوصل لاتفاق أولا.

وتابع شكري: "نتمسك بضرورة التوصل لاتفاق ملزم بشأن سد النهضة.. والمسار الإفريقي للتفاوض متعثر".

واستطرد بالقول: "روسيا تتفهم أهمية قضية سد النهضة لمصر.. وأهمية الوصول إلى اتفاق ينهي الأزمة"، مشيرا إلى أن مصر "تعول على علاقات روسيا بإثيوبيا، للمساعدة على التوصل لاتفاق بشأن سد النهضة".

اقرأ أيضا:

محدش بعيد عننا.. الخط الأحمر يمتد لسد النهضة: كيف تصاعد خطاب السيسي خلال الأزمة؟

فيديو قد يعجبك: