إعلان

أمل زائف.. لماذا تخلى أردوغان عن مسلمي الإيجور؟

10:33 م الأربعاء 03 مارس 2021

مسلمي الإيغور

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث


كتب - محمد صفوت:
قبل ثماني سنوات؛ زار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إقليم شينجيانج الصيني الذي يسكنه مسلمو الإيجور، وهو الذي وصف القمع الصيني للإيجور بأنه "إبادة جماعية" في 2009، ما عزز سمعته كزعيم مسلم يساند ويدعم الأقلية المسلمة في الدول العظمى.

مسلمو الإيجور رأوا في زيارة أردوغان أملاً وبادرة تضامن، وهم شعب تركي عرقيًا ولغته وثقافته وثيقة الصلة بنظيرتها التركية، ما يوضح أن العرض التركي في 1952 لمسلمي الإيجور باللجوء في البلاد، كان أمرًا عاديًا.

ودائمًا ما يستغل أردوغان الأحداث العالمية لبناء سمعة كبطل جريء للمسلمين المضطهدين، فهو لا يفوت فرصة لإظهار ذلك حتى إن كان بخلاف الواقع ويسعى للمتاجرة بمآسي الأمة الإسلامية، وفقًا لمقال نشرته مجلة "فورين بوليسي".

أمل زائف

ويقول الكاتب كوزات أتالاي، وهو رجل أعمال أمريكي من الإيجور ورئيس جمعية الأيجور الأمريكية، في مقال بمجلة "فورين بوليسي"، إنه بعد الزيارة وبمرور الزمن، تستمر الصين في قمع الإيجور وتتوالى التقارير الدولية عن معسكرات الإيجور وعمليات الإبادة الجماعية والاغتصاب بحق الأقلية المسلمة في الصين، ولا يبدو أن أحدًا يفعل الكثير حيال ذلك.

ويتابع الكاتب، أنه الوقت الحاضر، سمع معظم العالم عن وضع ملايين الإيجور في معسكرات اعتقال في شينجيانج.

ويشير إلى أن والده اعتقل في أحد هذه المعسكرات وتعرض للتعذيب، وأفرج عنه بعد عامين برجلٍ مكسورةٍ. ويؤكد أن هذه المعتقلات ليست سوى سجون تعزز التطهير العرقي والإبادة الثقافية. في الوقت الذي تقول فيه بكين إن المعتقلين يجري تطهيرهم من التطرف وتعليمهم كيف يكونون مواطنين صالحين، وبأنهم أحرار في المغادرة متى شاؤوا.

ويرى أن ما بدا وكأنه فكرة جيدة في 2012 وقت زيارة أردوغان، أتضح أنه أمل زائف، موضحًا أن جهود أردوغان الاستبدادية للإبقاء على السلطة في تركيا من خلال تكميم أفواه الصحافة الحرة وحبس المعارضين جعلت منه حليفًا غير سهل للديمقراطيات الليبرالية.

ويؤكد أن الاقتصاد التركي المتعثر، دفع أردوغان إلى العمل مع بكين لمواجهة الأزمة، مما يترجم سياسة أنقرة الحالية تجاه الإيجور في تركيا البالغ عددهم نحو 35 ألف شخص، وبدلاً من تقديم ملاذ آمن لهم فرض القمع الصريح بحقهم.

وكشف الكاتب، عن أن السلطات التركية، تداهم منازل الإيجور وتعتقل المئات وتنسق عمليات الترحيل مع بكين، فضلاً عن الصعوبة في الحصول على تصاريح الإقامة حاليًا.

تركيا تتودد للصين باضطهاد الإيجور

استدل الكاتب في مقاله، بأحد الأمثلة من لاجئ الإيجور في تركيا، لسيدة تدعى زينيتجول تورسون، وهم أم لطفلين صغيرين، كانت محظوظة في السابق لحصولها على إقامة في تركيا، قبل أن تعتقل فجأة وتعتبرها السلطات في ظروف غامضة مهاجرة غير شرعية من طاجيكستان، وتم ترحيلها من تركيا إلى الصين.

ويرى الكاتب، أن السياسة التركية الجديدة تجاه مسلمي الإيجور، تحدث بينما تبتعد تركيا عن حلفائها في "ناتو" نحو روسيا والصين، ولفت إلى المعاهدة الأخيرة التي صادقت عليها بكين نهاية 2020، لتسليم المجرمين مع تركيا والتي حذرت منظمات حقوق الإنسان من أنها تعرض الإيجور والنشطاء الفارين من اضطهاد السلطات الصينية للخطر.

وذكر الكاتب دوجو بيرينجيك زعيم الحزب الوطني القومي اليساري، الذي له تأثيرًا كبيرًا على العلاقات التركية-الصينية بعدما تحالف مع أردوغان. وهو يعتنق الإيديولوجية الماوية ومؤيد متحمس لبكين، وسبق له أن قارن في مقال له بين الإيجور وحزب العمال الكردستاني، لم يكتفي بذلك بل ذهب إلى حد التنديد بالانتقاد الأمريكي لسياسة الصين في شينجيانج، ويشيد بتعامل بكين مع الإيجور.

الاقتصاد أهم من الإيجور

يوضح الكاتب، أسباب تودد أردوغان للصين على حساب خطاباته الرنانة بحق الإيجور سابقًا، ويقول إن أحد أهم الأسباب ضعف الاقتصاد التركي حاليًا والمأزق الذي تواجهه بسبب جائحة كورونا، ويشير إلى أن تركيا اقترضت من الصين 3.6 مليار دولار في 2018، فضلاً عن مليار دولار قدمت نقدًا لها من بكين في 2019.

ويتابع أن أردوغان لا يريد تعريض التدفق النقدي من الصين للخطر، بخطاب عن الإيجور ربما يغضب رعاته الصينيين.

فيديو قد يعجبك: