إعلان

بلومبرج: واشنطن تدرس تخفيف الأعباء المالية على طهران مع الإبقاء على العقوبات

11:15 م الأحد 07 فبراير 2021

أمريكا و إيران

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد صفوت:

يشكل الاتفاق النووي الموقع بين إيران والقوى الغربية في 2015، أحد أهم الملفات على طاولة الإدارة الأمريكية الجديدة، خاصة وأن العالم ينتظر نهجا مغايرا من الرئيس الديمقراطي جو بايدن، عن الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي انسحب من الاتفاق في 2018، ووقع عقوبات عدة على طهران.

في المقابل، أعلنت طهران تخفيض التزاماتها في الاتفاق النووي، ردًا على العقوبات الأمريكية، ما جعل المجتمع الغربي يتشكك في نوايا إيران بشأن إنتاج سلاح نووي، ويبحث عن السبيل لإعادة كل الأطراف الفاعلة إلى اتفاق يلتزم به الجميع.

إعلان بايدن، أنه بصدد العودة للاتفاق النووي إذا التزمت إيران ببنود الاتفاق، لم يكن كافيا لاقناع طهران، التي اشترطت هي أيضًا رفع واشنطن كل العقوبات عن الجمهورية الإسلامية حتى تلتزم الأخيرة بالاتفاق.

وصرح بايدن، في مقابلة بثت الأحد، على شبكة "سي بي إس" الإخبارية، بأنه لن يرفع العقوبات المفروضة على إيران ما دامت لا تحترم التزاماتها في الملف النووي.

وردًا على سؤال عن إمكان رفع العقوبات لإقناع طهران بالعودة إلى طاولة المفاوضات بهدف إنقاذ الاتفاق النووي، أجاب بايدن "لا". وعندما سأل عما إذا كان على الإيرانيين أن "يوقفوا أولاً تخصيب اليورانيوم" هز برأسه "إيجابًا".

وتصر طهران على رفع العقوبات المفروضة عليها حتى تلتزم بالاتفاق، وتعتبرها خطوة نحو إحياء الاتفاق من جديد.

تخفيف الأعباء لأسباب إنسانية

وفي السياق ذاته، صرحت 4 مصادر مطلعة على مناقشات تجرى في البيت الأبيض، أن إدارة بايدن تدرس طرقًا لتخفيف الأعباء المالية على إيران دون رفع للعقوبات الرئيسية.

وذكرت المصادر لوكالة "بلومبرج" للأنباء، أن هناك مقترحات يناقشها المسؤولون الأمريكيون لتقديم دعم لطهران يسمح لها بالاقتراض من صندوق النقد الدولي، لمواجهة تداعيات جائحة كورونا، وتخفيف بعض العقوبات التي حالت دون وصول المساعدات الدولية المتعلقة بكورونا لطهران.

وأكدت المصادر لـ"بلومبرج" أن إدارة بايدن تدرس تلك المقترحات وتبريرها بأنها "لاعتبارات إنسانية".

وأشاروا إلى أن إصدار إعفاءات تسمح لإيران ببيع النفط في السوق الدولية ليس قيد الدراسة الجادة حاليًا.

ووصفت خبيرة بالعلاقات الدولية لبلومبرج، مقترحات الإدارة الأمريكية بأنها "إغاثة ملموسة لطهران"، مضيفة أنه في الأشهر الماضية عمل الأوروبيون والديمقراطيون على عدد من الإجراءات التي يمكن أن تتخذها واشنطن بشأن إيران لتخفيف الأعباء المالية.

وكان مجلس الأمن القومي الأمريكي، عقد اجتماعًا بشأن قضايا الشرق الأوسط الجمعة الماضية، يعتقد أنه يركز على إيران، لكن المتحدثة باسم البيت الأبيض جين بساكي قالت على تويتر إنه "لا توجد إعلانات سياسية معلقة من الاجتماع".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس، لبلومبرج، إن واشنطن تريد التشاور مع الحلفاء الأوروبيين الذين كانوا جزءًا من الصفقة قبل السماح بمساعدات بشأن كورونا أو أي مساعدة أخرى.

وشدد على أنه قبل الإعلان عن أي تغييرات في السياسة تجاه طهران، فإن واشنطن ستجري المشاورات مع الحلفاء والكونجرس.

وكان وزير الخارجية البريطانية دومينيك راب، أعلن عن بدء تلك المشاورات الجمعة الماضية. ولا تزال مرشحة بايدن لمنصب نائب وزير الخارجية والتي تعد مهندسة الاتفاق النووي ويندي شيرمان، لم تحصل على ثقة الكونجرس ولم تعقد جلسة استماع في هذا الشأن.

تحديات صنعها ترامب

ذكرت "بلومبرج" أن أكبر التحديات التي يواجهها بايدن، موجة العقوبات التي فرضها ترامب في الفترة الأخيرة له، التي استهدفت طهران بمزاعم "رعايتها للإرهاب" وشملت فرض عقوبات على البنك المركزي الإيراني.

وتوضح أن أي تخفيف للعقوبات حتى لأسباب إنسانية، ربما يفشل إذا استمر ربط تصنيف الإرهاب بالبنك المركزي الإيراني.

وكان كبير المحللين في قضايا الشرق الأوسط في خدمة أبحاث الكونجرس، كينيث كاتزمان، أكد الأسبوع الماضي، أنه ما لم يسمح للبنك المركزي الإيراني، بالعمل بحرية في النظام المصرفي الدولي، فلن تقبل إيران العودة إلى الامتثال للاتفاق النووي.

ولطالما انتقد بايدن، قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي، ورأى أنه قلل من الفترة التي احتاجتها طهران لصنع سلاح نووي.

وتقول إيران، إن واشنطن بحاجة إلى اتخاذ "الخطوة الأولى" وتتخذ حكومة الرئيس حسن روحاني سلسلة من الخطوات بهدف زيادة الضغط على الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق سريع.

مؤشرات على تخفيف الأعباء

ترى "بلومبرج" أن هناك مؤشرات على تخفيف الأعباء المالية ضد طهران، بينها إعلان كوريا الجنوبية قبل أيام أنها بصدد إنهاء المحادثات مع الولايات المتحدة، بشأن استخدام بعض الأموال الإيرانية المجمدة في سول بموجب العقوبات الأمريكية، لدفع المستحقات المتأخرة على إيران للأمم المتحدة.

وقال مسؤول لوكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية: "تمت تسوية المسألة تقريبًا، وانتهينا من المناقشات مع الولايات المتحدة بشأن سداد المستحقات، ونحتاج إلى إجراء المناقشات بشأن الجوانب الفنية المحضة"، مضيفًا: "كان هناك تقدم كبير في قضية تسديد المستحقات، وأعتقد أن هذا كان بمثابة الفرصة لكي تشعر إيران بإخلاصنا".

فيديو قد يعجبك: