إعلان

في ذكرى وفاته.. تكريم سري لأول طبيب صيني حذر من كورونا فأودع السجن (صور)

11:39 ص الأحد 07 فبراير 2021

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا أسامة:

في الذكرى السنوية الأولى لوفاة طبيب العيون الصيني لي وين ليانغ، الذي كان من أوائل المُحذرين من فيروس كورونا، تركت إحداهن باقة من زهور الأقحوان خلف مستشفى ووهان المركزي، تحمل رسالة جاء فيها: "متّى: 5:10".

وترمز الرسالة إلى آية في الإنجيل، تقول "طوبى للمضطهدين من أجل الحق، فإن لهم ملكوت السماوات"، فيما اعتُبِر تكريمًا سريًا للطبيب الصيني الراحل، حسبما ذكرت وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية في تقرير عبر موقعها الإلكتروني، الأحد.

وفاضت روح الطبيب الصيني لي (34 عامًا) قبل عام تمامًا، جراء إصابته بـ كوفيد 19 الذي اكتُشف لأول مرة في مدينته، خلال علاجه أحد المرضى.

وأحيت مجموعة صغيرة من الناس الذكرى السنوية لوفاة لي، حيث زار البعض المستشفى أمس السبت وترك آخرون باقات من الزهور.

كان لي يعمل طبيبًا للعيون في ووهان- منشأ الوباء- عندما لاحظ مرضى تظهر عليهم أعراضا مشابهة لتلك الخاصة بمرض المتلازمة التنفسية الحادة الشديدة "سارس" الذي انتشر بين عامي 2002 و2003.

وبعث الطبيب رسالة حول ذلك إلى زملائه في 30 ديسمبر، قبل أن يكون من بين 8 آخرين أبلغوا عن "الفيروس الغامض"، فاستدعتهم الشرطة للتحقيق بتهمة "نشر شائعات"، بحسب أسوشيتد برس.

1

وقال لي- حينها- إن السلطات أجبرته على توقيع مذكرة حكومية أدانته بنشر "تعليقات زائفة" وتصرفات غير قانونية أدت إلى "زعزعة النظام الاجتماعي بشدة"، واعتقل لأيام نهاية ديسمبر 2019.

لاحقًا، نشر لي على موقع "ويبو" الصيني- المُعادل لتويتر- قصته مع الفيروس الغامض ومعاناته من السعال في 10 يناير، قبل أن يصاب بالحمى وينقل إلى المستشفى، حيث جرى تشخيصه مُصابا بكورونا في 30 يناير.

وأقرت المحكمة العليا في الصين بعد ذلك بأن المُبلغين عن كورونا عوملوا "بطريقة غير لائقة". وقالت هيئة مكافحة الفساد في الصين إنها ستفتح تحقيقًا في عدد من القضايا من بينها قضية الطبيب وين ليانغ.

وأكدت وسائل الإعلام الصينية الرسمية وفاة لي مساء يوم 6 فبراير 2020، ومن ثم تراجعت بسرعة عن تقاريرها بهذا الشأن. وفي صباح 7 فبراير، أعلن مستشفى ووهان المركزي وفاته رسميًا.

وأعلن المستشفى في بيان أن "طبيب العيون لي وين ليانغ الذي يعمل في مستشفانا، والذي أصيب للأسف خلال مكافحته الالتهابات الرئوية الناتجة عن فيروس كورونا المستجد، توفي عند الساعة 2,58 صباحا في 7 فبراير عام 2020 على الرغم من كل الجهود التي بُذلت لإنقاذه".

وأضاف البيان "نشعر بالأسف والحزن العميقين لما حدث".

2

وتسببت وفاة لي بحزن كبير في الصين، التي بات جزء كبير من شعبها ينظر إليه كبطل حقيقي، ضحى بنفسه من أجل سلامة غيره.

كما أثارت غضبًا من طريقة تعامل الحكومة الصينية مع تفشي الفيروس، وسط اتهامات لها بالتقليل من خطورة كورونا والتعتيم على مدى انتشاره. وطالب رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الصين- حينها- بحرية التعبير في منشورات، لكنها حذِفت لاحقًا.

وأُصيب حتى الآن أكثر من 105 ملايين بكوفيد 19 وتوفي حوالي 2.3 مليون شخص في جميع أنحاء العالم.

وأجرت السلطات الصينية تحقيقًا في وفاة لي، خلص بالنهاية إلى وجوب توبيخ الشرطي الذي عاقب الطبيب. وذكرت وسائل إعلام رسمية في وقت لاحق أن أحد ضباط الشرطة تلقى آخر تحذير رسمي.

في ختام التحقيق نشرت السلطات سؤالاً وجوابًا، أشارت فيه إلى أن الطبيب لي كان عضوًا في الحزب الشيوعي، وليس كما يدعون "شخصًا كان ضد النظام". وقالت إن من وصفوه بذلك "قوات مُعادية".

3

ولا يزال أمر وفاة لي من الموضوعات الحساسة في الصين، وامتنعت أسرته عن إجراء مقابلات صحفية جراء ذلك.

وحتى الشخص الذي ترك الزهور والرسالة رفض إجراء مقابلات صحفية، وقال إن ذلك "غير مريح" بالنسبة له.

وتم السيطرة على الوباء إلى حد كبير داخل حدود الصين وتحوّل كابوس الوباء إلى قصة انتصار.

وأصدرت الصين للتو فيلمًا وثائقيًا بعنوان "أيام وليالي في ووهان"، يؤرخ معركة الحياة والموت في المدينة ضد كوفيد-19 على مدار 76 يومًا، احتفاءًا بالرواية الرسمية القائلة إن التدابير الصينية، بما في ذلك الإغلاق غير المسبوق الذي فُرِض على المدينة، منحت العالم وقتًا ثمينًا للاستعداد للوباء.

فيديو قد يعجبك: