إعلان

"معركة الدرون" تشتعل بين حزب الله وإسرائيل

04:46 م الثلاثاء 02 فبراير 2021

حرب الدرون بين إسرائيل وحزب الله

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا أسامة:

على مدار الساعات القليلة الماضية، تبادل الجيش الإسرائيلي و"حزب الله" اللبناني إعلان إسقاط كلٍ منهما طائرات مُسيّرة (بدون طيار) تابعة للأخرى.

أعلن حزب الله أمس الاثنين إسقاط "مُسيّرة" إسرائيلية دخلت الأجواء اللبنانية، وتحديدًا خارج بلدة بليدا جنوب لبنان، وأنها "باتت في عُهدة المقاومة"، بحسب بيان نقله موقع "النشرة" اللبناني.

وبعد ذلك، بثّ الإعلام الحربي المركزي، صورًا ومقاطع فيديو تظهر الطائرة المزودة كاميرا التي قال إنها من طراز "ماتريس – 100" و"مُعدّلة إسرائيليًا".



فيما قال الجيش الإسرائيلي إن إحدى طائراته المُسيّرة سقطت في الأراضي اللبنانية "أثناء قيامها بعملية قرب الخط الأزرق، خط ترسيم الحدود"، من دون تحديد كيفية حدوث ذلك مؤكدًا أنه "لا خشية من تسرب للمعلومات[RO1] ".

1

ويمكن للطائرات المُسيّرة أن تقلع وتهبط في بلدة أو غابة أو على ظهر مركب في البحر.

وهذه ليست المرة الأولى التي يعلن فيها "حزب الله" إسقاط مُسيّرات إسرائيلية؛ إذ اعتاد الطرفان الإعلان بين الحين والآخر إسقاط طائرات "درون".

ففي 22 يناير، أسقط مُسيّرة إسرائيلية دخلت المجال الجوي اللبناني، بعد ساعات من قصف صاروخي على سوريا، اتُهِمت بالوقوف ورائه.

وفي 23 أغسطس، أعلن إسقاط مُسيّرة قرب بلدة عيتا الشعب في جنوب لبنان. كما أعلن إسقاط طائرة مماثلة في 9 سبتمبر 2019، وذلك بعد أسبوع من تبادل محدود لإطلاق نار بينه وبين القوات الإسرائيلية آنذاك.

كان "حزب الله" توعد باستهداف المُسيّرات الإسرائيلية التي تخرق الأجواء اللبنانية، بعد اتهامه إسرائيل بتنفيذ هجوم بطائرتين من هذا النوع في 25 أغسطس 2019، في الضاحية الجنوبية، معقله في بيروت.

يأتي ذلك في وقت يسجل تحليق متواصل للطيران الإسرائيلي في الفترة الأخيرة على علو منخفض في مختلف المناطق اللبنانية.

الأمر الذي طُرِحه رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري في لقائه أمس الاثنين مع قائد قوة "اليونيفيل" العاملة في جنوب لبنان الجنرال ستيفانو ديل كول. وأكد بري ضرورة استئناف اجتماعات ترسيم الحدود وتحديدها برًا وبحرًا.

ولدى حزب الله أسطول من الدرون، يستخدمها بشكل واسع في سوريا لتعزيز قدراته القتالية هناك.

واستخدم حزب الله أول طائرة مُسيّرة عام 2004، حين أرسل طائرة من صنع إيراني قال إنها من نوع " ميرسا" في مهمة استطلاعية لم تتجاوز 18 دقيقة فوق إسرائيل، أنجزتها وعادت إلى قاعدتها من دون أن تكتشف، بحسب تقرير صادر عن اتحاد العلماء الأمريكيين (FAS).

4

وتُعد إسرائيل من أكبر مُصدّري "الدرون" في العالم، فيما يُشكل حجم هذه الصادرات 10 بالمائة من الصادرات الأمنية الإسرائيلية، وفق تقرير سابق نشره معهد البحوث الأمريكي "بروست آند ساليفان" في عام 2013.

حسب تقرير لاتحاد الصناعات الإسرائيلي، فإن قيمة الصادرات الإسرائيلية للدرون على اختلافها بلغ خلال السنوات العشرة الأخيرة 4.6 مليار دولار. وكان معظم هذه الطائرات ذا استخدام عسكري، وقسم صغير منها لأغراض أمنية مثل وزارات الأمن الداخلي، ولأغراض الحراسة داخل المدن.

ويستخدم الجيش الإسرائيلي يوميًا طائرات الدرون، لإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع على التظاهرات الفلسطينية، أو لمراقبة مواقع حزب الله في لبنان، أو لضرب مقار تابعة للجهاد الإسلامي أو غيره في قطاع غزة.

2

ووفق وكالة "فرانس برس"، يشغل المناصب العليا في الشركات الإسرائيلية المصنعة للطائرات المسيرة، مسؤولون عسكريون واستخباراتيون سابقون أصبح الكثير منهم مؤسسين أو مهندسين في الشركات المحلية الناشئة.

وتُصنّع إسرائيل نوعين من الدرون الكبيرة؛ الأول من طراز "إيتان" ويبلغ طول جناحيه 26 مترًا. أما الثاني فمن طراز "هرمس 450" القادر على حمل ذخيرة ويستخدمه الجيش الإسرائيلي في عمليات الاغتيال. ويقدَّر عددها في إسرائيل 25 ألفًا. أما الدرون الخفيفة المُستخدمة لأغراض مدنية، فتشتريها إسرائيل من الصين وغيرها من دول العالم.

كانت إسرائيل استخدمت الطائرة المُسيّرة في البداية عام 1969 للتجسس على جارتها مصر. وكانت الطائرة حينها متصلة بكاميرا وتم التحكم فيها عن بعد.

لاحقًا، أصبح استخدام هذه الطائرات أكثر شيوعًا، واستعانت فيها إسرائيل خلال الحرب في لبنان عام 1978، لكنها لم تكن متطورة تقنيًا.

3

بعد نصف قرن، أصبحت الدولة الصغيرة قوة عالمية في صناعة الطائرات المسيرة، وتنافس في هذا المجال الصين والولايات المتحدة الأمريكية، وفق فرانس برس.

ويبلغ حجم الصادرات الأمنية الإسرائيلية نحو 6.1 مليار دولار سنويًا، بينما كان معدل تصدير الطائرات من دون طيار 578 مليون دولار سنويًا. (في عام 2008 تم تصدير طائرات من دون طيار بمبلغ 150 مليون دولار وفي العام الذي تلاه 650 مليون دولار، بينما وصل في عام 2010 إلى 979 مليون دولار، وعام 2018 إلى 988 مليون دولار)، وفق تقرير سابق نشرته الخارجية الإسرائيلية على موقعه الإلكتروني.

وتُصدّر إسرائيل نصف إنتاجها من الدرون إلى أوروبا، لا سيّما بريطانيا وإسبانيا وبولندا وفرنسا وألمانيا وهولندا وجورجيا، وثلث هذه الصادرات يذهب إلى دول آسيوية من بينها سنغافورة والهند وأذربيجان.

وتم تصدير 11 بالمائة من هذه الطائرات إلى دول في أمريكا اللاتينية، وبينها البرازيل وتشيلي وكولومبيا والإكوادور والمكسيك، كما صدرت 1.5 بالمائة منها وبمبلغ 69 مليون دولار إلى دول أفريقية بينها إثيوبيا ونيجيريا وأوغندا. وتصدرها أيضًا إلى الولايات المتحدة بنسبة 3.9 بالمائة من مجمل صادرات الطائرات المُسيّرة.

فيديو قد يعجبك: