إعلان

أزمة تيجراي في إثيوبيا مستمرة بعيدًا عن الأنظار

06:14 م الثلاثاء 19 يناير 2021

أزمة تيجراي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

أديس أبابا - (ا ف ب)

أعلن رئيس وزراء إثيوبيا أبيي أحمد، في نهاية نوفمبر الانتصار في تيجراي، ومنذ ذلك الحين تتحدث أديس أبابا عن عودة الوضع إلى طبيعته، لكن المعلومات النادرة التي تتسرب من المنطقة الواقعة في جنوب البلاد تشير إلى أن النزاع ما زال متواصلا.

في 4 نوفمبر أطلق أبيي الحائز جائزة نوبل للسلام عام 2019، هجومًا عسكريًا ضد سلطات تيجراي المنشقة، المنبثقة عن جبهة تحرير شعب تيجراي وأعلن النصر في 28 نوفمبر عند الاستيلاء على العاصمة الإقليمية ميكيلي.

لكن الحكومة أعلنت في الأونة الأخيرة مقتل قادة إقليميين سابقين في معارك وأشارت الأمم المتحدة إلى "انعدام الأمن" يعرقل نقل المساعدة الإنسانية.

في الأسابيع الماضية أظهرت صور أقمار اصطناعية وتصريحات مسؤولين عسكريين ومدنيين في تيجراي وإفادات نادرة من سكان، إن النزاع مستمر بعيدًا عن الأنظار.

منذ نوفمبر، فرض تعتيم على الاتصالات وقيود على التنقلات تجعل من الصعب الوصول إلى مصادر.

وصفت السلطات في أديس أبابا القتال الذي أعقب السيطرة على ميكيلي بأنه عمليات صغيرة لمطاردة قادة سابقين في المنطقة وخصوصا زعيمها السابق ديبريتسيون جبريمايكل.

لكن في تقرير تقييم للاحتياجات الإنسانية يعود إلى 6 يناير وصفت الأمم المتحدة تيجراي بأنها "هشة" مع استمرار "معارك في بعض المناطق".

وتشعر الأمم المتحدة بقلق خاص إزاء احتمال حصول تجاوزات في مخيمين يؤويان أكثر من 30 ألف لاجئ إريتري ولا يزال يتعذر الوصول إليهما.

فر هؤلاء اللاجئون في السنوات الأخيرة من إريتريا على الحدود مع تيجراي هربا من النظام الاستبدادي للرئيس إساياس أفورقي.

دمار حديث

يعبر عاملون في المجال الإنساني ودبلوماسيون عن قلقهم إزاء تقارير تشير الى مقتل لاجئين أو عمليات خطف وإعادة قسرية الى اريتريا قد تكون ارتكبتها القوات الاريترية التي قدمت لمساعدة أديس أبابا في معركتها ضد جبهة تحرير شعب تيجراي.

قتل خمسة من عمال الإغاثة في أحد هذين المخيمين.

وقال المفوض السامي للأمم المتحدة للاجئين فيليبو غراندي الخميس إن "معلومات تشير الى توغلات عسكرية جديدة في الأيام العشرة الماضية تتوافق مع صور من أقمار اصطناعية يمكن الوصول إليها تظهر حرائق جديدة وعلامات دمار حصل في الآونة الاخيرة في المخيمين". وأضاف "هذه مؤشرات ملموسة على انتهاكات كبرى للقوانين الدولية".

نفت إثيوبيا بشدة ضلوع جنود إريتريين في عمليتها العسكرية، ما يتعارض مع شهادات سكان تيجراي.

في منتصف ديسمبر اعتبرت واشنطن المعلومات حول وجود قوات إريترية في تيجراي بأنها "موثوقة" و"خطيرة" داعية الى انسحابها الفوري.

وفي نهاية ديسمبر أكد مسؤول إثيوبي رفيع المستوى دخول الجيش الإريتري إلى تيجراي قائلا في الوقت نفسه إن ذلك لم يتم بطلب من إثيوبيا وأن هذه القوات غير مرحب بها.

لكن بالنسبة أويت وولدميكل المتخصص في القضايا الأمنية في القرن الأفريقي بجامعة كوينز الكندية، يبدو التفسير مثيرا للشكوك.

وقال إن "ضلوع اريتريا في الحرب في تيجراي لا يعتبر انتهاكا من جانب إثيوبيا، كما أن المجتمع الدولي لم يحرك ساكنا لأنه تم بناء على دعوة من الحكومة الإثيوبية".

- الموت من الجوع-

نظام أسمرة هو العدو اللدود لجبهة تحرير شعب تيجراي منذ الحرب الدامية بين إريتريا وإثيوبيا بين عامي 1998 و 2000 عندما سيطر الحزب القوي من تيجراي على كل مقاليد السلطة في أديس أبابا.

حين وصل إلى السلطة في 2018، رأى أبيي أن جبهة تحرير شعب تيجراي تشكل عقبة امام برنامجه الاصلاحي وعمد إلى تهميش هذه النخبة السابقة من تيجراي.

في الوقت نفسه، كان يجري تقاربا تاريخيا مع إريتريا ورئيسها إساياس أفورقي ما خوله بشكل خاص الحصول على جائزة نوبل للسلام لعام 2019.

ويشكل الوضع الإنساني لحوالى ستة ملايين نسمة حاليا الأولوية.

حتى الآن "عدد الأشخاص الذين تمت مساعدتهم قليل جدًا مقارنة مع عدد الأشخاص الذين هم بحاجة لمساعدة حيوية بحسب تقديراتنا، أي حوالى 2,3 مليون شخص" كما قال سافيانو ابرو الناطق باسم مكتب تنسيق المساعدة الإنسانية لدى الامم المتحدة.

وقدر مركز تنسيق الاوضاع الطارئة في تيجراي التابع للحكومة الإثيوبية بحوالى 4,5 مليونا عدد سكان المنطقة الذين يتطلبون مساعدة غذائية وب 2,2 مليونا عدد النازحين.

وقال مسؤول في الكنيسة الكاثوليكية في مدينة اديغرات في رسالة عبر البريد الالكتروني يعود تاريخها الى 5 يناير واطلعت عليها وكالة فرانس برس "لقد أصبح سماع ان اشخاص توفوا نتيجة المعارك ونقص الأغذية والانسولين او أدوية أساسية أخرى واقعًا يوميًا".

وفي أوج الازمة الانسانية، تصدر اديس ابابا بيانات حين يقتل أو يعتقل قادة من جبهة تحرير شعب تيجراي. وهي استراتيجية يمكن أن تعقد عملية المصالحة كما يقول وليام ديفيسون المتخصص بشؤون إثيوبيا في مجموعة الأزمات الدولية.

وقال "التحدي الرئيسي للحكومة الفدرالية هو هزم قادة تيجراي بدون عزل سكان الإقليم".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك: