إعلان

هل خطط أنصار ترامب لاقتحام مبنى الكونجرس أم أنها عملية عفوية؟

06:51 م السبت 16 يناير 2021

اقتحام الكونجرس

واشنطن - (ا ف ب)

هل عملية اقتحام الكونجرس تم التحضير لها أم أنها تمت بشكل عفوي دون سابق تخطيط؟ إنه السؤال الذي يحاول محققون ومعهم خبراء أمنيون الإجابة عنه، فبعض مقاطع الفيديو والصور والاتصالات التي تم تحليلها تثير الكثير من القلق بحسب هؤلاء.

تطرح جملة من الأسئلة حول اقتحام مبنى الكونجرس الأمريكي الأسبوع الأخير. ويحاول المحققون اليوم وكذا الخبراء المعنيون بالأسئلة الأمنية إيجاد أجوبة لها. ويتساءل البعض منهم إن كانت عملية الاقتحام قد تمت بشكل عفوي أم تم التحضير لها مسبقًا.

وتزداد الشكوك حول الطابع العفوي للاعتداء وإمكانية حصول تواطؤ داخل المبنى في ظل بروز أفعال مشبوهة على غرار طوابير المعتدين المنظّمة أو مشهد سيدة، تعطي توجيهات عبر مكبر الصوت، إضافة إلى زيارات مشبوهة إلى المكان سجلت عشية الحدث.

وأشار خبراء إلى أن أعمال العنف التي قام بها مناصرو الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب كانت عمومًا غير منظمة وفوضوية وتتصف بعفويتها. لكن مقاطع الفيديو والصور والاتصالات التي تم تحليلها مذاك توحي بمستوى مقلق من الاستعداد.

ويظهر في أحد المقاطع المصورة رجال يرتدون زيًا عسكريًا يصعدون أدراج الكابيتول في خط مستقيم، عابرين حشد المتظاهرين باتجاه أبواب المبنى. وفي الداخل، صور العديد من الأشخاص حاملين أشرطة بلاستيكية يمكن استخدامها كأصفاد، ما فُسر بأنه توجه مسبق لأخذ رهائن.

هل حصل تنسيق بين المقتحمين؟

ولاحظ الكثير من المسؤولين الذين كانوا داخل المبنى أن المتظاهرين، الذين قاموا بتخريب مكتب رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، كانوا يعرفون المبنى من الداخل رغم تعقيدات تصميمه.

وقال النائب الديمقراطي جيمس كليبورن في مداخلة عبر شبكة "سي بي إس"، "كانوا يعرفون أين يتجهون"، مضيفًا "نعم، شخص ما داخل المبنى كان متواطئا".

وأوقف نحو 15 شخصًا ورجحت وزارة العدل إمكانية توجيه تهم إلى أكثر من 200 شخص. ولفت المدعي العام في واشنطن مايكل شروين، المشرف على التحقيق، إلى "مؤشرات تنسيق" بين المعتدين، خصوصًا بين من كانوا داخل المبنى وآخرين خارجه.

وأوضح شروين أن "الأولوية" تكمن في معرفة ما إذا كان ثمة "هيكل قيادة" وفرق منظمة. وقال "سيستغرق الأمر أسابيع، إن لم نقل أشهرا، للوقوف على الدوافع الحقيقية لبعض المجموعات"، مضيفًا في الوقت نفسه أن "لا دليل حتى الآن على وجود فرق مكلّفة القتل أو الخطف، أو حتى الاغتيال".

وكانت النائبة الديمقراطية ميكي شيريل أشارت إلى أن أنصارا لترامب قاموا بـ"زيارات استطلاعية مشبوهة" في الكابيتول في اليوم السابق للهجوم. وكتبت في خطاب وجهته إلى شرطة الكابيتول أن الزوار "لا يمكنهم دخول المبنى إلا من خلال عضو في الكونجرس أو أحد الموظفين".

هل عملية الاقتحام تم التخطيط لها؟

ويجذب مقطع فيديو اهتمامًا خاصًا، يظهر فيه متظاهرون يجتمعون في إحدى الغرف ليقرروا خطوتهم اللاحقة بعد النجاح في الوصول إلى الداخل.

وعبر نافذة كسِر زجاجها، تبث سيّدة ترتدي قبعة وردية تعليمات عبر مكبر الصوت لأشخاص صاروا في الداخل. وقالت "يا شباب، لقد ذهبت إلى الغرفة الأخرى"، مضيفة "في الغرفة الأخرى، على الجانب الآخر من ذاك الباب هناك، حيث أنتم بالضبط، ثمة نافذة. إذا كان شخص ما - إذا كانت مكسورة فعندها بالإمكان الوصول إلى غرفة بالأسفل". وأضافت "يوجد أيضًا بابان في الغرفة الأخرى. واحد في الخلف والآخر على اليمين عند الدخول"، لافتة إلى "وجوب التنسيق إذا كنتم تريدون الاستيلاء على المبنى".

إلا أن ماتيو فيلدمان، من مركز الأبحاث البريطاني حول اليمين المتطرف، يشير إلى أن هذا لا يكفي للحديث عن عملية مخطط لها أو تواطؤ. وقال إن المتظاهرين "لا يبدون منظمين لكن من الواضح أنه كان بين الحشود بعض العناصر المنظمين"، لافتًا إلى وجود عناصر من جماعات يمينية متطرفة معروفة بعنفها على غرار "ثري برسنترز" و"أوث كيبرز" و"براود بويز".

وحسب تفسيراته، فإن وجودهم واكتشاف قنابل يدوية الصنع في مكان قريب، إضافة إلى تهديدات ودعوات إلى القبض على مسؤولين في الكونجرس، كلّها مؤشرات "إرهاب". وقال "كان هناك حشد من مثيري الشغب وفي وسط ذلك كان ثمة إرهابيون محليون" كانوا "يخططون بشكل واضح لشيء ما".

وكانت الديمقراطية نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب، أعلنت الجمعة أنه "إذا اتضح في الواقع أن أفرادا من الكونجرس كانوا متواطئين إذا ساعدوا في هذه الجريمة أو حرضوا عليها، فقد تتخذ إجراءات تتجاوز الكونجرس على صعيد التهم".

هذا المحتوى من

AFP

فيديو قد يعجبك: