إعلان

"اعتقلته إسرائيل 3 أيام".. قصة "راعي غنم" غضب من أجله لبنان

08:53 م الجمعة 15 يناير 2021

جيش الاحتلال الإسرائيلي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – إيمان محمود

على مدى ثلاثة أيام، كانت الأوساط اللبنانية تشتعل غضبًا فور اعتقال جيش الاحتلال الإسرائيلي أحد رعاة الأغنام اللبنانيين الذين يجولون بماشيتهم قُرب "الخط الأزرق" الحدودي في جنوب لبنان المُضطرب، وبعد تدخل أممي، أفرجت إسرائيل عن الراعي صباح اليوم.

اتهمت إسرائيل راعي الأغنام بـ"محاولة خرق الحدود والانتماء إلى جماعة تتعاون مع حزب الله"، كما كررت اتهاماتها لرعاة الأغنام اللبنانيين بأنهم مُجندين من حزب الله لـ"مراقبة قواتها على الحدود".

بعد عصر يوم الثلاثاء الماضي، أقدمت دورية إسرائيلية في محلة بسطرة في كفرشوبا، على اعتقال راعي أغنام يُدعى، حسن قاسم زهرة، و اقتادته إلى داخل أراضيها.

ولم يكن هذا المشهد جديدًا على لبنان، فاقتراب رعاة الأغنام من الخط الأزرق سعيًا وراء مواشيهم، يُعد بمثابة اقتراب من الهلاك، إذ تكون نتيجته عادةً اعتقال جنود الاحتلال للراعي واحتجاز أغنامه، خوفًا من أن يكونوا "جواسيس لحزب الله اللبناني".

وفي إحصاء صدر نهاية العام الماضي عن مصادر أمنية لبنانية، سجّلت خلال عام 2020، حوالي 15 محاولة إسرائيلية لخطف رعاة الأغنام بشرق الجنوب تمكن خلالها الجيش الإسرائيلي من اعتقال 3 رعاة، وأفرج عنهم لاحقا بعد تدخل قوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل)"، بحسب ما نقلته وكالة "شينخوا" عن المصادر اللبنانية.

كما سجلت المصادر "18 حادثة قامت فيها الدوريات الإسرائيلية بإطلاق النار من أسلحة رشاشة لإرهاب الرعاة".

وبحسب وكالة "فرانس برس" شهد "الخط الأزرق" خلال السنوات الماضية، وقائع عديدة لاحتجاز رعاة في منطقتي مزارع شبعا وتلال كفرشوبا التي تحتل إسرائيل أجزاء منهما، بتهمة "اجتياز الحدود" قبل إطلاق سراحهم لاحقًا.

ويشكل الخط الأزرق "خط وقف إطلاق النار" الذي جرى التوافق عليه بعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان في عام 2000، وتقع عليه 13 نقطة متنازع عليها بين الدولتين.

إسرائيل تعترف وتعلن مخاوفها من رعاة الأغنام

بعد ساعات قليلة من اعتقال الراعي، أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، عن الواقعة مُعترفًا أن القوات الإسرائيلية "ألقت -خلال كمين نصب في منطقة جبل روس- القبض على راعي لبناني اخترق الحدود من لبنان إلى داخل الأراضي الإسرائيلية بشكل مقصود حيث تم نقله إلى قوات الأمن للتحقيق".

وقال إن الجيش الإسرائيلي لن يسمح بأي محاولة لخرق "سيادة دولة إسرائيل"، موضحًا: "ينتمي الراعي اللبناني الذي تم اعتقاله إلى جماعة تم تحديدها على أنها متعاونة مع حزب الله"، واتهم حزب الله باستخدام رعاة الأغنام في مهام لجمع المعلومات ومراقبة الجيش الإسرائيلي.

وبعد يومين، نشر الحساب الرسمي لأفيخاي فيديو حاول من خلاله التأكيد على أن رعاة الأغنام يتجسسون على الجيش الإسرائيلي، وقال في تغريدة: "يدعي حزب الله أن إسرائيل خطفت راع لبناني، فيما الحقيقة هي أن الراعي ينتمي إلى إحدى الجماعات المتعاونة مع حزب إيران، ليخرق الحدود عمدًا. فهذه ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها حزب الله الرعاة لتنفيذ أهداف خبيثة في محاولة للتعدي على سيادة إسرائيل".

لبنان يلجأ إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة

يوم الأربعاء الماضي، قدمت وزارة الخارجية اللبنانية شكوى إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة، ضد إسرائيل "لقيامها بتنفيذ اعتداءات بصورة متكررة على السيادة اللبنانية وآخرها اختطاف أحد الرعاة واقتياده عنوة إلى داخل الأراضي الإسرائيلية".

وذكرت الخارجية اللبنانية -في بيان اليوم الخميس- أن مندوبة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة السفيرة أمل مدللي، قدمت أمس الشكوى إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، ورئيس الدورة الحالية لمجلس الأمن المندوب الدائم لتونس طارق الأدب، وطالبت الشكوى بإطلاق سراح الراعي اللبناني فورا، وبموقف حازم بإدانة هذه الاعتداءات الإسرائيلية.

وكانت هذه الشكوى هي الثانية خلال الأسبوع ذاته، إذ قدمت الخارجية اللبنانية شكوى إلى مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة، ضد إسرائيل على خلفية الخروقات الجوية المستمرة منذ بضعة أيام حيث تشهد أجواء لبنان تحليقا مكثفا للطيران الإسرائيلي الحربي والاستطلاعي على علو منخفض، وأكدت الشكوى وجوب إدانة إسرائيل على هذه الاعتداءات ووضع حد لها فورا حفاظا على الاستقرار والأمن والسلم في المنطقة.

الأمم المتحدة تحقق

بعد اتصالات مع الجانبين، أكد المتحدث باسم قوة الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان "يونيفيل"، يوم الأربعاء، اعتقال القوات الإسرائيلية للراعي، مشيراً إلى أن اليونيفيل أبلغت الجيش اللبناني بالأمر.

وقال في بيان نقلته وسائل الإعلام اللبنانية: "يجري القائد العام لليونيفيل اللواء ستيفانو ديل كول اتصالات بالطرفين لتأمين إطلاق الراعي"، مضيفاً: "ستفتح اليونيفيل تحقيقاً لكشف ملابسات الحادث، بما في ذلك المكان الدقيق الذي تم فيه اعتقال الرجل".

ومنذ اعتقال الراعي اللبناني، كان رئيس بعثة "اليونيفيل" وقائدها العام اللواء ستيفانو ديل كول على اتصال دوري مع الأطراف المعنية لتأمين إطلاق سراح الراعي، قبل أن تسلمه اليوم الجمعة، إلى السلطات اللبنانية عن طريق اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

الإفراج عن الراعي

أعلنت قيادة "اليونيفيل" اليوم الجمعة أن "الجيش الإسرائيلي أطلق اليوم سراح الراعي اللبناني وسلمه إلى اليونيفيل عند معبر رأس الناقورة (جنوب لبنان)"، مشيرة إلى أن اليونيفل سلمت الراعي إلى السلطات اللبنانية عن طريق اللجنة الدولية للصليب الأحمر".

وأكدت النبأ الحكومة اللبنانية، إذ أعلنت وزيرة الدفاع زينة عكر الإفراج عن المواطن اللبناني الذي "اختطفته إسرائيل من داخل الأراضي اللبنانية الحدودية"، متوجهة بالشكر إلى قيادة الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة "يونيفيل" والصليب الأحمر الدولي على الجهود والاتصالات التي قاموا بها في سبيل إتمام هذه المهمة.

وأكدت وزيرة الدفاع اللبنانية، أن "استمرار الخروقات من قبل إسرائيل بحق لبنان، برا وبحرا وجوا، تشكل انتهاكا لقرار مجلس الأمن رقم 1701 (الصادر في أعقاب العدوان الإسرائيلي عام 2006) وأن اختطاف المواطن اللبناني حسن قاسم زهرة يمثل اعتداء صارخا وانتهاكا لحقوق الإنسان وإصرار على الاستمرار بالأعمال العدوانية تجاه لبنان وسيادته".

وطالبت وزيرة الدفاع من المجتمع الدولي لاسيما الأمم المتحدة، بـ"حمل إسرائيل على الالتزام بتطبيق القرارات الدولية، ووقف الاعتداءات المتواصلة على المواطنين والأراضي والأجواء اللبنانية".

من جانبه، قال متحدث الجيش الإسرائيلي في تغريدة عبر حسابه الرسمي على "تويتر" "أعيد صباح اليوم إلى لبنان راعي الماشية اللبناني الذي تم اعتقاله يوم الثلاثاء الماضي بعد أن اجتاز عمدا الحدود مع إسرائيل في منطقة جبل الروس حيث تم تسليمه إلى الصليب الأحمر عبر معبر رأس الناقورة".

فيديو قد يعجبك: