إعلان

"الشر الطائر"..من أين تأتي الطائرات المسيرة سلاح الحوثيين ضد السعودية؟

04:42 م الأربعاء 09 سبتمبر 2020

كتبت- رنا أسامة:

تصاعدت معركة الطائرات المُسيّرة في الآونة الأخيرة بين الحوثيين- الذرع الإيراني في اليمن- وبين السعودية. فبين الفينة والأخرى، يُطلق الحوثيون صواريخ وطائرات بدون طيّار "درونز" مُفخخة باتجاه المملكة، مُستهدفين مواقع مدنية وحسّاسة، وتعترضها قوات التحالف الدولي لدعم الشرعية في اليمن وتدمرها في الأغلب، فيما يُصيب بعضها هدفه موقِعًا قتلى وجرحى.

وعلى مدى الأيام القليلة الماضية، كثّف الحوثيون هجماتهم حتى باتت تُنفّذ على أساس يومي تقريبًا، بمُعدّل غير مسبوق منذ أواخر مايو الفائت، بعد انقضاء هُدنة أُعلنت مع تفشي جائحة فيروس كورونا.

وفي يونيو، وصلت صواريخ إلى الرياض، وردّ التحالف الذي تقوده السعودية بشن ضربات جوية ضد تلك المليشيات لتحييد قدراتها النوعية.

1

3 هجمات في 4 أيام

نفّذ الحوثيون 3 هجمات مُسيّرة ضد السعودية في 4 أيام. ففي وقت متأخر من مساء الأحد، أعلن التحالف اعتراض وتدمير "مُسيّرة" ملغومة صوب المنطقة الجنوبية بالمملكة، دون تحديد موقع الهجوم. فيما قال الحوثيون إنهم استهدفوا "مواقع عسكرية وأهدافًا حساسة"، بينها مطار أبها، وتم إصابتها بدقة. لكن التحالف لم يُعلن ذلك.

وجاء في بيان التحالف أن قواته "رصدت مساء الأحد محاولة للمليشيا الحوثية الإرهابية بالقيام بعمل عدائي وإرهابي جنوب البحر الأحمر، باستخدام زورق مفخخ ومسيّر عن بعد، أطلقته المليشيا الحوثية الإرهابية من محافظة الحديدة"، مُضيفًا أنه "تم تدمير الزورق المفخخ الذي يُهدد الأمن الإقليمي والدولي وطرق الملاحة البحرية والتجارة العالمية".

وأوضح البيان، الذي نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس)، أن الحوثيين يتخذون من محافظة الحديدة مكانًا لإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات الدرونز والزوارق المفخخة والمسيّرة عن بُعد وكذلك نشر الألغام البحرية عشوائيًا، في انتهاك واضح وصريح للقانون الدولي الإنساني.

2

واستهدف الحوثيون مطار "أبها"، الواقع قرب الحدود السعودية مع اليمن، مرارًا بالطائرات المُسيّرة والصواريخ على مدى العامين الماضيين.

وبعد 48 ساعة، عاود الحوثيون استهداف مطار "أبها" الدولي بعدد من الطائرات المُسيّرة المُفخّخة التي دّمرها واعترضها التحالف بجنوب المملكة. وغرّد المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، عبر تويتر: أن "الهجوم وقع فجر (الثلاثاء) ونفذته طائرات مسيرة من طراز صماد 3".

يقع المطار بمنطقة عسير جنوب غرب السعودية، على بُعد 200 كيلومتر إلى الشمال من الحدود مع اليمن، بمساحة تبلغ حوالي 3.547 متر مُربع. ويُعد ثاني مطار محوري في المملكة بعد مطار حائل. ووفق الموقع الرسمي للمطار، وصل عدد المسافرين بالمطار إلى 4.5 مليون مسافر عام 2018.

3

ولم تكد تمر 24 ساعة على استهداف "أبها"، حتى أعلن التحالف اعتراض وتدمير "مُسيّرة" مُفخّخة جديدة أطلقها الحوثيون "بطريقة ممنهجة ومُتعمدة لاستهداف الأعيان المدنية والمدنيين بالمنطقة الجنوبية"، بحسب بيان صادر عن التحالف، الأربعاء.

وفي حين أن الصواريخ أداة قديمة في الحروب والمواجهات العسكرية، تبقى الطائرات المُسيّرة الأكثر خطرا؛ لتكلفتها الزهيدة، وتوافر إمكانيات تصنيعها، وهو ما يُهدد الآمنين أرضًا وجوًا بالقدر نفسه، ويُلقي من أنواع انعدام التوازن الاستراتيجي العسكري في ميادين القتال حول العالم.

حتى يونيو الفائت، اعترض التحالف وأسقط 357 مُسيّرة مُفخخة و312 صاروخًا باليستيًا أطلقها الحوثي باتجاه السعودية. وبحسب التحالف، فإن 87 بالمائة من الصواريخ الباليستية انطلقت صوب المملكة من داخل صعدة أو شمال عمران، بما يُشير إلى أنها مُهرّبة من صعدة- مقر الأيديولوجيا المتطرفة والمنطقة الخصبة للنظام الإيراني في إطلاق الصواريخ، بحسب صحيفة "الوطن" السعودية.

4

الحوثيون و"الشر الطائر" الإيراني

بدأت إيران مبكرًا رحلتها مع الطائرات المُسيّرة- التي توصف بـ"الشر الطائر"- خلال نماذج أولية تحصلت عليها من بعض شركائها في آسيا الشرقية، لا سيمّا كوريا الشمالية التي تتصل معها بروابط عسكرية قوية وثيقة.

وتستغل إيران السوق السوداء للتحايل على العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، من أجل الحصول على "الدرونز"، لتزوّد بها في نهاية المطاف أذرعها الإرهابية، بما في ذلك الحوثيين في اليمن، بحسب صحيفة "الشرق الأوسط".

وطوّرت إيران في أوائل الثمانينات، وفي ظل الحرب مع العراق، نماذج بسيطة غير مركبة من طائرات مسيرة عرفت باسم "مهاجر". وخلال العقود الثلاثة التالية، أنتجت طهران أنواعًا مختلفة، وبشكل خاص الطراز الذي أطلقوا عليه "أبابيل"، وهي التي زودت بها وكلاءها من الميليشيات، كما هو الحال مع الحوثيين في اليمن.

5

وباستخدام "الشر الطائر"، تركت إيران بصماتها الإرهابية المُسيّرة على اليمن بشكل لافت، بتنفيذ غارات على البنية التحتية النفطية السعودية خلال العامين الماضيين؛ بدأت بالهجوم على خط أنابيب النفط الخام بين الشرق والغرب ذي الأهمية القصوى، ثم استهداف مرفق حيوي في عمق الربع الخالي بشبه الجزيرة العربية، قبل أن تشن هجومها الأشرس والأخطر على مصافي "أرامكو".

وفي 14 سبتمبر 2019، تعرضت منشأتي "بقيق وهجرة خُرَيص" في شركة أرامكو لضربات صاروخية، أوقفت نصف إنتاجها المُقدر بنحو 5.7 ملايين برميل يوميًا. وخلُصت الأمم المتحدة لاحقًا إلى أن صواريخ "كروز" المُستخدمة في الهجوم "أصلها إيراني".

6

وقالت في تقرير أصدرته في يونيو الفائت إن "خصائص تصميم بعض تلك الصواريخ مشابه لتلك التي أنتجها كيان تجاري في إيران، أو تحمل علامات فارسية، وأن بعضها تم تسليمه إلى إيران بين فبراير 2016 وأبريل 2018". كما أكّدت التحقيقات السعودية مسؤولية إيران في تفجيرات بقيق والهجمات الإرهابية جنوب المملكة.

فيما رفضت إيران تقرير الأمم المتحدة وقالت إنه مبني على "استنتاجات مُضللة". ووصفته بأنه "مجرد سفسطة".

وفي تقرير صادر عن لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة عام 2018، تحدّث عن الطائرة بدون طيّار "قاصف 1" التي يستخدمها الحوثيون في هجماتهم ضد السعودية. وقال التقرير إنه بالرغم من إعلان الحوثيين أن "المُسيّرة" من صنعهم، إلا أن مكوناتها في الواقع تأتي من مصدر خارجي ويتم شحنها إلى اليمن.

وأضاف التقرير أن الصاروخ "مطابق تقريبًا في التصميم والأبعاد والقدرة لطراز أبابيل-تي الذي تصنعه شركة صناعة الطائرات الإيرانية، بحسب موقع "ديفينس نيوز" الأمريكي.

فيديو قد يعجبك: