إعلان

هل يُمكن أن تعلن أوروبا استقلالها عن الصين؟

04:16 م الأربعاء 09 سبتمبر 2020

الرئيس الصيني شي جينبينج

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بكين- (د ب أ):

لقد أمضى الدبلوماسيون الصينيون عاما مريعا بالفعل في أوروبا، ولكنهم جعلوا الامور أكثر سوءا هذا الأسبوع. فبهذا المعدل، قد يعمل الرئيس الصيني شي جينبينج، على إبعاد الأوروبيين عن بلاده بصورة أسرع وأكبر مما يقوم بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وتقول وكالة "بلومبرج" للانباء إن الهدف الشامل للرئيس الصيني في المنطقة، هو منع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة من التآمر ضد الصين. كما يأمل في إحراز تقدم كبير أثناء القمة المقرر عقدها مع زعماء الاتحاد الاوروبي في 14 سبتمبر الجاري، والتي ستتم عبر تقنية الفيديو كونفرانس بدلا من عقدها في مدينة لايبتسيج الالمانية كما كان مقررا بسبب جائحة كورونا.

إلا أن المخاطر ستكون كبيرة، لذا قام الرئيس الصيني في الأسبوع الماضي بإرسال وزير خارجيته، وانج يي، إلى 5 دول أوروبية من أجل إجراء أحاديث تحضيرية لطيفة. ولكن الأحاديث هناك لم تتسم بالقدر الكاف من اللطف.

وتوجه وانج على أمل في سماع النغمات الأكثر ليونة التي اعتاد عليها من جانب الأوروبيين الذين ما زالوا متلهفين أكثر من الأمريكيين، لاستمرار الاعمال التجارية مع الصين. ولكنه بدلا من ذلك، تفاجأ بأنه يواجه قدرا كبيرا من المقاومة، في ظل المجاملات الرسمية التي حظي بها.

إلا أن ذلك التنافر لم يمثل شيئا بالمقارنة مع ما حدث لدى توقفه في برلين.

فقد انتقد وانج في حديثه مع صحفيين ألمان، رئيس مجلس الشيوخ التشيكي، ميلوس فيسترسيل، الذي ذهب يوم الخميس الماضي في زيارة إلى تايوان التي تتمتع بحكومة مستقلة ، والتي تعتبرها الصين جزء من أراضيها، على رأس وفد يضم 90 فردا، من سياسيين ورجال أعمال وصحفيين وممثلي مؤسسات علمية وثقافية.

وهدد وانج قائلا إن فيسترسيل "سوف يدفع ثمنا باهظا" بسبب زيارته، وأضاف أن "خيانة" التشيك قد جعلت من رئيس مجلس الشيوخ "عدوا لـ 1.4 مليار صيني ".

و أثارت تلك التصريحات ردا سريعا من وزير الخارجية الالماني، هايكو ماس، والذي كان يقف بجانب وانج أثناء المؤتمر الصحفي المشترك بينهما، حيث ذكر ماس ضيفه الصيني قائلا "إننا كأوروبيين نعمل في ظل تعاون وثيق"، مطالبا بالاحترام، ومؤكد أن "التهديدات ليست لائقة هنا".

وأضاف أن الاتحاد الأوروبي لن يتحول إلى "لعبة" فيما يتعلق بالخصومة بين الصين والولايات المتحدة. وسرعان ما أيدته في ذلك فرنسا وسلوفاكيا ودول أوروبية أخرى.

وببساطة، أصبحت قائمة المظالم الموجهة ضد الصين، طويلة جدا. حيث تبدأ بالاجراءات الصارمة التي فرضتها على هونج كونج، وقمع أقلية الويغور في شينجيانج. ومن جانبها، تصر الصين على أن تلك الموضوعات، هي مسائل داخلية ولا تخص العالم، شأنها في ذلك شأن تايوان. ثم تأتي تهديدات الصين في بحر الصين الجنوبي، إلى جانب نهجها الجشع فيما يخص الاعمال التجارية، بحسب "بلومبرج".

ومن أجل تحسين المصالح التجارية، كانت القمة المقررة في 14 من أيلول/سبتمبر تهدف في الأصل إلى إضفاء طابع رسمي على علاقة أفضل من أجل استثمار متبادل بين الاتحاد الأوروبي والصين.

ولكن بعد أعوام من المفاوضات، سئم الأوروبيون من تعنت الصين بشأن الكثير من الطرق التي تقوم من خلالها الشركات الصينية المملوكة للدولة أو التي توجهها الدولة، بالشراء في السوق الاوروبية الموحدة، لتشويه المنافسة أو للانفراد بالتكنولوجيا. وقد بدأ الاتحاد الأوروبي في تقييد الاستثمار الصيني في أوروبا، بدلا من تسهيله.

ومع ذلك، مازال هناك قيود على حجم معارضة أوروبا للصين. ومن جانبه، يرى نواه باركين، وهو مراقب للشؤون الصينية الأمريكية يستقر في برلين ويعمل حاليا في صندوق مارشال الألماني، إنه بينما تستهدف الولايات المتحدة "فصل" اقتصادها عن الاقتصاد الصيني، فإن الاتحاد الأوروبي يرغب فقط في "تنويع" الاقتصاد.

ويفسر ذلك سبب استمرار بعض الدول الأوروبية، ولا سيما ألمانيا، في موقفها المحايد بشأن حظر شركة "هواوي" الصينية العملاقة، من توريد المواد الخاصة بشبكات الجيل الخامس المقبلة. كما يفسر سبب محاولة فرنسا جاهدة - بدعم من ألمانيا ودول أخرى - الحفاظ على منطقة المحيطين الهندي والهادئ بأكملها، وهي بشكل أساسي كل المنطقة حول الصين، حرة وتتسم بالرخاء.

ويدرك الأوروبيون أكثر من الولايات المتحدة، أنه لا يكفي التحقق من الصينيين كلما أمكن ذلك، لأنهم يجب أيضا أن يسعوا إلى التعاون الصيني حيثما كان ذلك ضروريا، من أجل حل مشاكل عالمية، بدءا من تغير المناخ، وصولا إلى الجائحة التالية.

وفي المقام الاول، يأمل الأوروبيون ألا تصل الخصومة بين الصين والولايات المتحدة، إلى حرب ساخنة، يكون فيها الاتحاد الأوروبي مضطر إلى الانحياز إلى أحد الطرفين.

فيديو قد يعجبك: