إعلان

ماكرون يدعو لتحرك عاجل لمساعدة اللبنانيين ويحذر من أن مستقبل لبنان على المحك

08:05 م الأحد 09 أغسطس 2020

إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي


بيروت - (بي بي سي)

دعا الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إلى اتخاذ تحرك عاجل لدعم لبنان، وذلك أثناء افتتاحه قمة دولية لحشد المساعدات بعد خمسة أيام من الانفجار المدمر الذي ضرب بيروت.

وشدد ماكرون على ضرورة توصيل المساعدات إلى الشعب اللبناني على نحو فعّال.

ومن المرتقب أن يشارك الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في القمة التي تُعقد عبر الانترنت.

ويقدر مسؤولون حجم الخسائر التي تسبب فيها الانفجار، الذي حدث بمخزن يحتوي على ألفي طن من نترات الأمونيوم، بما يصل إلى 15 مليار دولار.

وأدى الانفجار إلى مقتل 158 شخصا وإصابة 6 آلاف آخرين، وتشريد 300 ألف شخص. واتضح أن نترات الأمونيوم ظلت في مستودع طيلة 6 سنوات على الرغم من تحذيرات متكررة من الخطورة التي تشكلها.

وأججت الكارثة حالة من الغضب تجاه ما يرى كثيرون أنه فساد وعدم كفاءة في صفوف الحكومة، وذلك وسط أزمة اقتصادية ووباء فيروس كورونا.

وفي يوم السبت، خرج آلاف المحتجين إلى الشوارع، وأطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع على جموع كانت ترشقها بالحجارة، فيما اقتحم متظاهرون مبان حكومية.

وقال رئيس الوزراء، حسان دياب، في خطاب تلفزيوني إنه سيطلب إجراء انتخابات مبكرة كمخرج للبلاد من الأزمة. وسيناقش مجلس الوزراء المقترح في اجتماعه الاثنين.

وأعلنت وزيرة الإعلام اللبنانية منال عبد الصمد استقالتها يوم الأحد، مشيرة إلى الإخفاق في تلبية مطالب اللبنانيين.

وقالت الوزيرة المستقيلة إن "التغيير بقي بعيد المنال، وبما أن الواقع لم يطابق الطموح وبعد هول كارثة بيروت، أتقدّم باستقالتي من الحكومة".

ما الذي يحدث في القمة؟

قال ماكرون، متحدثا من مقر الإقامة الرئاسي الصيفي بجنوب فرنسا، إن "الهدف اليوم هو التحرك على نحو عاجل وفعّال لتنسيق مساعداتنا على الأرض بحيث تذهب إلى الشعب اللبناني بأفضل فعالية ممكنة".

كما قال للزعماء المشاركين في القمة إن من الضروري تقديم دعم دولي لتحقيق محايد ومستقل وذي مصداقية في كيفية حدوث الكارثة. وقد استبعد الرئيس اللبناني، ميشال عون، في وقت سابق إجراء تحقيق دولي.

وفي إشارة إلى مظاهرات يوم السبت، قال الرئيس الفرنسي إن الأمر بيد الحكومة اللبنانية "للاستجابة للمطالب التي يعبر عنها اللبنانيون في الوقت الراهن، على نحو مشروع، في شوارع بيروت".

لكنه شدد في الوقت نفسه على ضرورة ألا يسود العنف أو الفوضى، قائلا إن "مستقبل لبنان على المحك".

ويشارك في القمة ممثلون عن دول بالاتحاد الأوروبي وكذلك الصين وروسيا ومصر والأردن وبريطانيا. كما وجهت دعوات إلى العديد من الدول الأخرى. وهناك أيضا ممثلون عن الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي والصليب الأحمر وجامعة الدول العربية.

وقالت الأمم المتحدة إن هناك حاجة لجمع ما يزيد على 100 مليون دولار لكل من المساعدات الإنسانية الطارئة، مثل الغذاء والمياه، والمساعدات طويلة الأمد لإعادة إعمار البنية التحتية، بما في ذلك المستشفيات والمدارس.

وفي سلسلة من التغريدات بموقع تويتر، قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إنه ناقش "الكارثة" التي حدثت في بيروت مع ماكرون، وأنه يعتزم المشاركة في القمة.

وتعهدت عدة دول بالفعل بتقديم مساعدات بملايين الدولارات، وأرسلت سفنا وفرقا وتجهيزات طبية.

ومازال العديد من المساكن بدون ماء ولا كهرباء، وهناك مخاوف متزايدة من ندرة الأغذية، بالإضافة إلى ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا، وهو ما يشكل عائقا أكبر على كاهل المستشفيات.

وقالت ماريكسي ميركادو، المتحدثة باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، في مؤتمر صحفي الجمعة في جنيف إن "الاحتياجات ضخمة وآنية".

ويمر لبنان بالفعل بأسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990، حيث تُقطع الكهرباء يوميا، وتشح كمية المياه الصالحة للشرب، كما يتدنى مستوى الرعاية الصحية. وهوى الآلاف في براثن الفقر.

وانهارت قيمة العملة وأعلن لبنان عدم قدرته على سداد ديونه في مارس/ آذار.

ما الذي حدث في المظاهرات؟

ينعقد مؤتمر المساعدات وسط تصاعد الغضب من إخفاق الحكومة في منع حدوث الانفجار.

فقد تجمع ما بين 5 آلاف و10 آلاف شخص في احتجاجات السبت تعبيرا عن غضبهم من الحكومة، وكذلك ترحما على أرواح الضحايا الذين قضوا في الانفجار.

ونصب المحتجون في ساحة الشهداء مشانق رمزية للتعبير عن موقفهم من المسؤولين السياسيين في البلاد.

وحدثت مناوشات في بداية المظاهرات عندما أطلقت الشرطة الرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع على جموع كانت ترشقها بالحجارة والعصي.

وأكدت الشرطة لوكالة رويترز للأنباء أن ذخيرة حية أُطلقت في بيروت، لكن الجهة المسؤولة لم تضح بعد.

ولقي شرطي حتفه بعدما سقط في هوة مصعد بأحد الفنادق. وتشير تقارير إلى أن متظاهرين كانوا يلاحقونه.

وقال الصليب الأحمر المحلي إنه عالج 117 مصابا في موقع الاحتجاجات، بينما نُقل 55 آخرون إلى المستشفيات.

واقتحم عشرات المحتجين مباني الوزارات ومقر جمعية المصارف الوطنية.

وبدأ الاقتحام بعدما دخلت مجموعة من المحتجين مبنى وزارة الخارجية وأحرقت صورة للرئيس ميشال عون، ودعت إلى احتلال جميع مباني الوزارات.

وأفادت تقارير بأن الأجهزة الأمنية استعادت السيطرة على المباني الحكومية لاحقا، وأخرجت المحتجين منها.

فيديو قد يعجبك: