إعلان

بعد الاحتجاجات وزي "آبي" العسكري.. موقع أمريكي: إثيوبيا في مفترق طرق

04:20 م الثلاثاء 07 يوليو 2020

آبي أحمد في الزي العسكري

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا أسامة:

قال موقع "أكسيوس" الأمريكي إن صورة رئيس الوزراء الإثيوبي الحائز على جائزة نوبل للسلام، آبي أحمد، مُرتديًا الزي العسكري ليُعلّق على أحداث العنف التي شهدتها البلاد، عكست اللحظة التي تقف فيها إثيوبيا الآن عند مُفترق طرق؛ إما الانتقال إلى الديمقراطية، أو الانزلاق إلى هوّة العنف، أو الدخول في مزيج هشّ بين الاثنين.

قُتِل ما لا يقل عن 166 شخصًا خلال احتجاجات عنيفة هزّت إثيوبيا، على خلفية مقتل المطرب الشعبي وكاتب الأغاني هاشالو هونديسا الاثنين الماضي في العاصمة أديس أبابا.

الأمر الذي ردّ عليه آبي أحمد بإرسال قوات لمكافحة الشغب وقطع خدمات الإنترنت والاتصالات. واعتُقِل قادة معارضة بارزين، إلى جانب 2300 آخرين.

وزعم آبي أحمد أن "قِوى خارجية" تحاول زعزعة استقرار إثيوبيا في وقت حرج - في إشارة إلى الأزمة الحالية مع مصر بشأن ملف سد النهضة.

ومع ذلك، وقعت معظم الوفيات بعد مقتل هونديسا في أحداث عنف قِبلي، نُفّذ بعض منها من قِبل أجنحة متطرفة من الفصائل السياسية المتشددة في البلاد.

وأفادت يوهانيس جيبيريجزيابهر، مُراسلة "دويتشه فيله" الألمانية من أديس أبابا بأنه "بالنظر إلى القتلى والجرحى، هناك مؤشرات واضحة على أنهم استهدفوا لأسباب عرقية".

تركزت أحداث العنف في ولاية أوروميا، حيث وقعت الانتفاضة الشعبية في الفترة من 2014 إلى 2017، التي دفعت بآبي أحمد، أول رئيس وزراء لأورومو؛ لتولّي السلطة في أبريل 2018.

ووفق موريثي موتيجا، مدير مشروع القرن الأفريقي في مجموعة الأزمات الدولية، فإن هونديسا (34 عامًا) "قدّم بشكل أساسي الموسيقى التصويرية للانتفاضة" الشعبية في إثيوبيا وقتذاك.

وقومية الأورومو أكبر مجموعة عرقية في إثيوبيا، ولكنهم واجهوا عقودًا من القمع والاستبعاد السلطوي.

وفي حين كان يُنظر إلى صعود آبي إلى سُدة الحكم في البداية على أنه انتصار، اعتبره بعض ساسة أورومو "حاجزًا" آخر أمام مطالبهم، بما في ذلك تحقيق قدر أكبر من الحكم الذاتي لأوروميا. ينتمي آبي إلى قومية إثيوبية كبيرة، لا يُحددها العِرق.

رأى موتيجا أن ما حدث في إثيوبيا مؤخرًا يُعد "انتقالًا مُعقدًا بشكل مخيف في وقت تنقسم فيه النُخب حول تعريف الدولة الإثيوبية". وقال: "البعض يريد إثيوبيا أكثر لا مركزية. والبعض الآخر، مثل رئيس الوزراء، يسعى لأن تكون دولة أكثر مركزية وتماسكًا".

ومن ثمّ فإنه ليس مُستغربًا، وفي خِضم هذه الانقسامات المريرة والأحداث التي شهدتها إثيوبيا مرارًا وتكرارًا على مدار الشهرين الماضيين، أن تزداد حِدة الاحتجاجات المُعبرة عن كثير من المظالم وتسفر عن خسائر كبيرة.

1

أشار "أكسيوس" إلى أن هذه المظالم تم قمعها بالقوة قبل وصول آبي إلى السلطة. وفور توليه الحكم، سمح بحرية أكبر للصحافة والمجتمع المدني، وأطلق سراح السجناء السياسيين وسمح بعودة المعارضين.

قال موتيجا إنها "خطوة مُرحّب بها أن يُفتح المجال السياسي، لكن من ناحية أخرى، جاء هذا الانفتاح مصحوبًا بتحديات كبيرة".

وفي ظل التوترات التي تضرب البلاد، أخفق آبي أحمد في تحقيق التوازن. فيما يواجه الآن اتهامات باستخدام السلطة على نحو استبدادي وقمعي، لا سيما فيما يتعلق باللجوء المتكرر إلى قطع الإنترنت.

ووفق مُنتقديه، فإن قراره إرجاء الانتخابات التي كانت مُقررة في أغسطس إلى العام المقبل، جاء نابعًا من رغبته في الحفاظ على السلطة، لا بدافع مواجهة أزمة وباء فيروس كورونا المُستجد.

كان آبي حاز على جائزة نوبل للسلام وحظي بإشادة عالمية لجهوده خلال العام الأول من رئاسته، في تحقيق السلام مع إريتريا المجاورة والديمقراطية في الداخل الإثيوبي.

الأحداث الحالية التي تمر بها إثيوبيا تمثل، من وجهة نظر "أكسيوس" الأمريكي، لحظة فاصلة لآبي أحمد ولإثيوبيا، ثاني أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان، على صعيد ثلاثة ملفات:

  • سد النهضة: أعلنت إثيوبيا أنها ستبدأ في ملء خزانه هذا الشهر للاستفادة من مياه الأمطار، حتى في غياب اتفاق مع مصر والسودان التي تعتمد على تدفق النيل. وأكد آبي أحمد في تصريحات صحفية، الثلاثاء، أن بلاده لن تلحق بمصر أي ضرر، وأن الخلاف حول فترة التشغيل وملء السد "سيُحلّ في البيت الأفريقي".
  • الاقتصاد الإثيوبي: بعد أن كان الأسرع نموًا في العالم على مدى العقد الماضي، تكبّد خسائر فادحة وشهد تراجعًا في ظل جائحة "كوفيد-19".

ويتوقع صندوق النقد الدولي انخفاض​​النمو من 9% إلى 1.9% هذا العام. وهذا أدنى معدل منذ عام 2003، عندما شهدت البلاد مجاعة شديدة.

  • الانتخابات العامة: أشار "أكسيوس" إلى أن فوز آبي "غير مضمون"؛ ففي حين أن رئيس الوزراء الحائز على نوبل للسلام قد يكون في أفضل وضع لبناء تحالف واسع في بلد يضم 114 مليونًا و80 مجموعة عرقية، لكن تحقيق السلام لا يزال بعيد المنال- على نحو مُقلق.

فيديو قد يعجبك: