إعلان

فيروس كورونا: كيف أصبح بيل جيتس محط نظريات المؤامرة؟

12:40 م الأحد 07 يونيو 2020

بيل جيتس

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

واشنطن- (بي بي سي):

في عام 2015، اعتلى بيل جيتس خشبة المسرح في فانكوفر ليلقي محاضرة، أصدر فيها تحذيرا شديدا.

يومها قال جيتس للحضور "لو تسبب شيء في مقتل عشرة ملايين شخص في العقود القليلة القادمة، فمن المرجح أن يكون ذلك فيروسا شديد العدوى وليس حربا".

وحظيت كلماته التحذيرية تلك ببعض التغطية الإعلامية آنذاك، ومن بينها بي بي سي، ولكنها مرت دون أن يلقي الكثيرون لها بالًا.

ولكن الآن حظي فيديو المحاضرة بأكثر من 64 مليون مشاهدة، وأبدى الكثيرون اهتماما كبيرا بأسباب ما قاله جيتس أكثر من فحوى الكلام ذاته.

ويتهم البعض جيتس بزعامة طبقة من الصفوة العالمية. ويرى آخرون أنه يتزعم محاولات لتجريد العالم من سكانه.

ويتهمه آخرون بمحاولات جعل التلقيح ضد الأمراض إلزاميا، كما يتهمه البعض بمحاولات زرع شرائح إلكترونية في أجساد البشر.

وجه الصحة العامة

وقال روي سميث، من "فيرست درافت نيوز"، المختصة بالصحافة الحديثة وتدقيق الحقائق: "هناك الكثير من المؤامرات المحيطة ببيل جيتس. إنه بمثابة دمية السحر الأسود التي يثقبها الناس بنظرياتهم للمؤامرة. ولا غرابة في ذلك، فقد كان دوما وجه الصحة العامة".

ووفقا لدراسة أجرتها صحيفة نيويورك تايمز بالتعاون مع مختبرات زيغنال، فإن النظريات التي تتهم جيتس بأنه على صلة بفيروس كورونا ذُكرت 1.2 مليون مرة على التلفزيون وشبكات التواصل الاجتماعي.

ونشر جزء كبير من هذا المحتوى على فيسبوك حيث يتم مشاركتها ملايين المرات.

وخلصت فيرست درافت نيوز أيضا إلى أن الموقع الصيني للفيديو "تيك توك" أصبح مركزا لهذه المؤامرات.

وبحث فريق لتقصي الحقائق في بي بي سي عددا من أغرب تلك المؤامرات.

ومن بين تلك النظريات للمؤامرة أن مؤسسة بيل جيتس وزوجته مليندا الخيرية اختبرت لقاحات على أطفال في أفريقيا والهند، مما أدى إلى آلاف الوفيات وإلى إصابات لا علاج لها. بل أشارت إحدى نظريات المؤامرة إلى أنه يواجه المحاكمة في الهند.

وتشير نظرية مؤامرة أخرى إلى أن جيتس وزع على نطاق واسع في كينيا لقاحا للتيتانوس يحتوي عقارا يسبب الإجهاض.

ويروج فيديو على صفحة "ذا نيو أمريكان ماغازين" على فيسوبك فكرة أن جيتس يسعى إلى تجريد العالم من سكانه عن طريق اللقاحات والإجهاض، كما يربط بين جيتس والحزب الشيوعي الصيني. وشوهد الفيديو 200 ألف مرة وتمت مشاركته 6500 مرة.

كما شوهد فيديو يتهم بيل جيتس بالسعي لزرع شرائح إلكترونية داخل أجساد البشر أكثر من مليوني مرة على يوتيوب.

ثري ومشهور

ولكن كيف أصبح جيتس، مؤسس مايكروسوفت، الذي أغدق الملايين في مجال الصحة العامة من مؤسسته الخيرية، محط نظريات المؤامرة لفيروس كورونا؟يعتقد بروفيسور جوزيف أوشينسكي، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ميامي وصاحب كتاب عن نظريات المؤامرة، أن السبب ببساطة هو أن جيتس ثري ومشهور.

وقال أوشينسكي لبي بي سي "نظريات المؤامرة تعني اتهام اصحاب النفوذ بالقيام بأمور مروعة. النظريات متشابهة بصورة عامة، مع تغيير الأسماء".

واضاف "قبل جيتس كان هناك جورج سوراس وعائلة روثتشايلد وعائلة روكفيلير".

وعلى الرغم من أن بعض نظريات المؤامرة سريعا ما تموت وتفقد الزخم، إلا أن النظريات التي تدوم تضم "أشرارا كبارا وتتناول قضايا يهتم بها الناس".

وقال أوشنسكي "كان ذلك ذخيرة نظريات المؤامرة لأزمان طويلة طويلة".

ويرى أوشنسكي أنه على الرغم من أن هذه النظريات "لا تحتوي على حتى ذرة من الصحة"، إلا أن الناس ما زالوا يصدقونها.

ويعتقد أكثر من ربع الأمريكيين و44 في المئة من الجمهوريين أن بيل جيتس يريد استخدام لقاح كوفيد19 لزراعة شرائح الكترونية تحت جلد الناس، وذلك وفقا لدراسة أجرتها ياهو بالتعاون يوغوف.

ويعتقد سميث أنه دوما يوجد "جزء من الحقيقة" يتم استخدامه في نظريات المؤامرة بعيدا عن سياقه.

فعلى سبيل المثال، فإن مؤسسة جيتس الخيرية مولت دراسة، أجراها معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا العام الماضي، لتخزين تاريخ اللقاحات لكل شخص على نوع من الصبغة. ولا يمكن رؤية هذه الصبغة بالعين المجردة، ويمكن وضعها في نفس الوقت الذي يتم فيه تلقيح الشخص.

ويصعب التأكد من جذور نظريات المؤامرة، ولكن يُعتقد أن الإنترنت تساعد على انتشارها.

وقال سميث "قبل الإنترنت، كانت نظريات المؤامرة على نطاق ضيق وتوجد في فقاعتها الخاصة أو مجتمعها المحدود، ولكن الإنترنت تسمح لها بالانتشار عبر الفئات السياسية والمجتمعية المختلفة".

وقال إن نظريات المؤامرة تنتشر بشكل موسع في زمن تفشي الوباء لأن الناس في حالة نفسية تسمح بذلك.

وقال سميث "هذه الأزمة غير مسبوقة في حجمها ومداها. يوجد قدر كبير من عدم اليقين، والناس يكرهون عدم اليقين".

وللتغلب على ذلك يلجأ الناس إلى ما يعرف بمحاولات الفهم الجمعي.

وقال سميث "نتشبث بأي معلومات في محاولة لبث أي قدر من اليقين والنظام والمنطق داخل أنفسنا، وهذا الوقت الذي تبدأ فيه الشائعات. نظريات المؤامرة، ومن بينها النظريات المتعلقة ببيل جيتس، تملأ الفراغ المعرفي".

"يجب أن نضحك"

وخصصت مؤسسة بيل وميليندا جيتس الخيرية 300 مليون دولار للتصدي لكوفيد-19، ولم تلق المؤسسة بالا للمزاعم الخاطئة بشأنها.

وفي تصريح قالت المؤسسة لبي بي سي "نحن قلقون بشأن نظريات المؤامرة التي تنتشر على الإنترنت والضرر الذي قد تسببه للصحة العامة".

وأضاف التصريح "في وقت كهذا، يواجه العالم فيه أزمة صحية واقتصادية غير مسبوقة، من المؤسف أن ينشر أشخاص معلومات مضللة في الوقت الذي يجب أن نتعاون فيه جميعا لإنقاذ حياة الجميع. وخير ما نقوم به للتصدي لكوفيد-19 هو نشر الحقائق".

وفي مقابلة مع بي بي سي أعرب جيتس عن دهشته أنه أصبح محط نظريات المؤامرة.

وقال جيتس "من المسبب للقلق وجود هذا القدر من الجنون في العالم. عندما يتم تطوير لقاح، نريد أن يستخدمه 80 في المئة من العالم، وإذا سمع الناس أن ذلك مؤامرة، فإنهم سيعزفون عن اللقاح وسيستمر المرض في قتل الناس".

وأضاف جيتس "أنا مندهش أن بعض هذه الشائعات يتركز على شخصي. نحن فقط نتبرع بالمال، ونفكر في حماية الأطفال من الأمراض، لكن الأمر لا يتعلق بالشرائح الإلكترونية أو أي من ذلك. تكاد هذه الأمور أن تُضحكنا أحيانا".

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: