إعلان

التراجع في الغرب والتوغل جنوب طرابلس.. كيف تطورت المعارك في ليبيا خلال أسبوعين؟

10:33 م الإثنين 01 يونيو 2020

المعارك في ليبيا

كتب - محمد عطايا:

يبدو أن شكل المعارك في ليبيا تغير كثيرًا، بعد إعلان الجيش الوطني الليبي، الانسحاب التكتيكي من قاعدة الوطية الاستراتيجية، غرب العاصمة طرابلس، واستيلاء الميليشيات التابعة لحكومة الوفاق برئاسة فائز السراج عليها.

وقال الجيش الوطني الليبي إن استيلاء الوفاق على قاعدة الوطية العسكرية الاستراتيجية، يعطي دفعة معنوية كبيرة للميليشيات التي تقاتل لصالح الوفاق، إلا أنه أكد على أن الانسحاب كان بشكل استراتيجي لإعادة تمركز القوات.

وسعت الميليشيات التابعة للوفاق لفرض حصار على مدينة ترهونة، باعتبارها أهم معقل متبق للجيش الليبي في غرب العاصمة طرابلس، إلا أنها فشلت في أكثر من مرة من دخول تخوم المدينة.

تغير مسار العمليات

الدعم التركي بالمرتزقة والمعدات العسكرية لميليشيات الوفاق تسبب في إطالة أمد المعارك على تخوم طرابلس، وذلك وفقًا لتصريحات المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري.

توالت هجمات الميليشيات التابعة للوفاق على معاقل الجيش الليبي، إلا أن القوات المسلحة العربية الليبية نجحت في صد هجمات عدة أبرزها التي كانت على محاور طرابلس "عين زارة، الرمله، كوبري المطار".

جاء رد الجيش الوطني الليبي بشن عدد كبير من الهجمات مدعومة بغطاء جوي، ما أدى إلى مقتل قيادات كبيرة في صفوف المرتزقة السوريين والميليشيات المقاتلة لصالح الوفاق.

ويبدو أن مسار المعارك تغير، بعد إعلان الجيش الليبي السيطرة على عدة مواقع في جنوب طرابلس.

وأعلن المتحدث باسم القوات الخاصة في الجيش الليبي، ميلود الزوري، منذ أيام، إحكام السيطرة على مدينة مزدة في منطقة الجبل الغربي جنوب العاصمة طرابلس.

وبدأت قوة ضخمة من قوات الجيش الوطني الليبي وقوات "الصاعقة" والقوة المساندة من أبناء مدينة الزنتان، بالانتشار في مزدة وعلى طول الطريق السريع المودي إلى مدينتي غريان والأصابعة.

لم تمر سوى 3 أيام، حتى أعلن الجيش الليبي استعادة السيطرة على مناطق واسعة في الهيرة جنوبي العاصمة طرابلس، وهي منطقة استراتيجية مهمة.

وكان المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري، قال في مقابلة مع قناة "سكاي نيوز"، منذ أيام، إن الجيش الليبي حقق تقدما كبيرا في أحد المحاور المهمة في جنوب طرابلس.

تطور المعارك

بدأت منذ السبت الماضي اشتباكات قوية بين الجيش الليبي والمرتزقة السوريين والمليشيات المدعومة تركيا حول طرابلس ولا تزال الاشتباكات مستمرة.

وأعلن مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني الليبي، العميد خالد المحجوب، القضاء على عدد كبير من المرتزقة السوريين وقيادات الإرهاب، مؤخراً، في عمليات طرابلس.

وأكد العميد المحجوب، في مقابلة مع قناة "سكاي نيوز عربية"، أنّ القوات المسلحة الليبية قضت على 26 من قيادات الإرهاب والميليشيات، فيما سقط 140 قتيلاً من مرتزقة أردوغان، خلال اليومين الماضيين.

هذا وأكدت حسابات تابعة للجيش الليبي، السيطرة على محور الكاريزما، يوم السبت الماضي، بعد اشتباكات عنيفة دارت مع ميليشيات الوفاق.

وقال الحساب إن "العشرات من عناصر الميليشيات المدعومين بالمرتزقة والضباط الأتراك قُتلوا، وتم أسر 17 منهم، كما استولى الجيش على 6 مركبات عسكرية وسيارة مدرعة، في كمين أعدته الوحدات العسكرية في المحور".

وأشار إلى"مقتل القائد الميداني في ميليشيات النواصي باسم الهامل خلال المواجهات العنيفة التي شهدها محور الكاريزما".

ومع تطور المعارك في جنوب طرابلس، أعلن الجيش الليبي تضييق الخناق على منطقة الغريان، والأصابعة.

وأعلن المسماري، في مؤتمر صحفي اليوم، استعادة السيطرة على منطقة "الأصابعة" جنوب طرابلس بعد ضربات جوية.

مع تطور المعارك في الآونة الأخيرة، أرسلت تركيا دفعة جديدة تضم 400 مقاتل من الفصائل السورية الموالية لها للمشاركة في معارك ليبيا، ليبلغ إجمالي المرتزقة الذين نقلتهم لمعارك طرابلس 11600 مقاتل، وذلك وفق إحصائية المرصد السوري لحقوق الإنسان المتابع للشأن السوري.

وقال المرصد "بلغ عدد المجندين الذين وصلوا إلى المعسكرات التركية لتلقي التدريب بلغ نحو 2500، فيما بلغ إجمالي القتلى في صفوف الفصائل الموالية لتركيا جراء العمليات العسكرية في ليبيا بلغ نحو 351".

وفي وقت سابق، أعلن الجيش الوطني الليبي، مقتل مراد أبو حمود العزيزي، قائد ميليشيا "السلطان مراد"، إثر اشتباكات جنوبي العاصمة طرابلس.

وقالت شعبة الإعلام الحربي التابعة للجيش الليبي إن "قائد فرقة السلطان مرتزق سوري يدعى مراد العزيزي قتل في محور طريق المطار جنوب العاصمة طرابلس".

وكان الجيش الوطني الليبي قد تمكن منذ أيام من اعتقال محمد البويضاني الذي يعتبر واحد من أخطر عناصر داعش والذي انتقل إلى الأراضي الليبية برعاية المخابرات التركية، كأمير لفيلق الشام حيث ألقي القبض عليه وهو يقاتل إلى جانب صفوف ميليشيات حكومة فائز السراج، بحسب تصريح للناطق الرسمي باسم الجيش الوطني الليبي، اللواء أحمد المسماري على صفحته الرسمية بفيسبوك.

واعتقل محمد البويضاني، القيادي في فيلق الشام الإسلامي، برفقة 26 آخرين من مجموعته غالبيتهم من أبناء محافظة حمص، وهم ممن كانوا سابقاً ضمن الكتيبة الخضراء التي كانت عاملة بحمص والقلمون الغربي وتضم العديد من الجهاديين. وقال الجيش الليبي إن عملية إلقاء القبض على القيادي الداعشي دليل آخر على العلاقة بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وتنظيم داعش التكفيري والتنظيمات المتطرفة عامة.

فيديو قد يعجبك: