إعلان

"كورونا" يُعيد صناعة الكعك وحلوى العيد إلى منازل السوايسة

11:53 م السبت 23 مايو 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

السويس - حسام الدين أحمد:

قبل حلول ليلة عيد الفطر المبارك تجهز السيدات علب الكعك والبسكويت ومخبوزات العيد، في محاولة منهن لإضفاء البهجة على الليلة التي فقدت معاني الاحتفال بسبب الأجواء الاحترازية لفيروس "كورونا المستجد..كوفيد-19".

وانخفض الإقبال على شراء الكعك ومخبوزات العيد من المحال التجارية، هذا العام في السويس خوفًا من انتقال العدوى بفيروس "كورونا"؛ ولارتفاع الأسعار، الأمر الذي دفع ربات البيوت والأمهات إلى إعداد المخبوزات في المنزل بمساعدة بناتهن وزوجات الأبناء.

وفي جولة على محلات الحلوى والتي تعرض تلك المنتجات بالسويس، تباينت الأسعار فكيلو الكعك السادة بالسمن العادي، يبدأ من 65 جنيهًا، في المحال التي تصنف بأنها شعبية، بينما المعد بالسمن البلدي المحشو بالملبن يبدأ سعره من 110 جنيهات، في المحلات الفاخرة.

أما البسكويت في المحلات الشعبي والمخابز الإفرنجي فيبدأ سعره من 60 جنيهًا، والبيتي فور المحشو مكسرات وصل سعره 95 جنيهًا، وارتفع ذلك السعر بمقدار 50% في المحال الفاخرة وسلاسل محال الحلويات.

أمام تلك الأسعار التي اعتبرتها ربات البيوت مرتفعة وتؤثر سلبا على الميزانية في ظل تأثر دخل الأسرة بالإجراءات الاحترازية للفيروس، لجأت الأمهات إلى أفران المنازل وإعداد المخبوزات بأنفسهن.

نورا محمد، مدرسة 51 عامًا، مقيمة بمدينة بورتوفيق قالت: إن زوجها كان يشتري لها ولابنتيها كعك ومخبوزات العيد، في الأعوام الماضية؛ ليريحها من عناء إعداده في المنزل، ومشقة الجلوس أمام الفرن في حرارة الصيف: "لكن بعد أسعار المرتفعة وخوفنا من "كورونا" صممت أرجع أخبز تاني" تتحدث نورا عن سبب عودتها لفرن المنزل.

وتضيف نورا أن إعداد الكعك بالسمن البلدي لم يكلفها كثيرًا: "جوزي بيشتري لبن جمسي وطول السنة بجمع قشطة اللبن وبعدين أحولها سمن" تقول المدرسة الخمسينية أنها تعلمت تصنيع السمن من زميلتها معلمة التدبير المنزلي ولم تعد في حاجه إلى شراء السمن في العيد؛ لأنها تجمعه وتحفظه في ثلاجتها للاستخدام.

"استخدمت فرن البوتاجاز وكان كفيل إنه يسوي الكعك والبسكوت"، تحكي الأم عن وسيلتها في إعداد مخبوزات العيد لأبنائها، وتضيف أنها أعدت أنواعًا من الكعك منها بالمكسرات وبالملبن والعجوة كل حسب رغبته في الطعم والنوع.

في منزل آخر بحي الأربعين، تجمعت فتيات العائلة بمنزل الحاجة سعاد غريب، قبل اليوم الأخير في رمضان، كانت الجدة سعاد قاطعت المخبوزات لم تشترها أو تصنعها منذ عامين عقب وفاة زوجها العام الماضي، وعم أولادها قبله بعام، فقاطعت مخبوزات العيد، وتقتضي العادات هنا أن تمتنع النسوة عن صناعة مخبوزات العيد قبل مرور عام على الوفاة.

"سيد ابني كان هيشتري بعد سنتين من قطيعة الكعك بعد وفاة أبوه"، تحكي الجدة التي تجاوزت 68 عامًا، عن أول عيد يمر عليها تسمح فيه العادات لهم بشراء أو صنع كعك العيد.

وتضيف الجدة، أن ابنها سيد كان سيشتري لها ولإخوته البنات، لكن في زمن انتشر فيه المرض وأصبح غير مأمون شراء ما يأكلون ويفسده مروره على الماء لغسله، دعت بناتها إلى قضاء آخر أيام رمضان معها لإعداد الكعك والبسكويت.

ومن العادات التي تتبعها الأسر في عيد الفطر أيضًا، إعداد "القرصة الصفراء" وهي عجينة تضم الدقيق والحلبة المطحونة وحبة البركة والسمسم، وتفرد العجينة في صاج قطعة واحدة ثم تقطع بعد تسويتها في الفرن.

وتقول الحاجة سعاد إن القرصة الصفراء أصلها دمياطي وعرفها السوايسة قبل عشرات السنين، من الصيادين الدمايطة الذي كانوا يعملون في خليج السويس، وكانوا يجلبونها معهم ويتناولونها في البحر وذلك لصلاحيتها التي تستمر شهرًا خارج الثلاجة.

فيديو قد يعجبك: