إعلان

كيف تستغل الصين الاختفاء الغامض لزعيم كوريا الشمالية لمصلحتها؟

08:36 م الأربعاء 29 أبريل 2020

زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد صفوت

أثارت حالة التعتيم الإعلامي الشديدة، على صحة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، وإرسال الصين، فريقًا طبيًا الأسبوع الماضي، لتقديم استشارة طبية لجارتها بشأن صحة زعيمها، وعدم وجود وريث واضح لكيم في الحكم، العديد من التساؤلات.

وتقول مجلة "فورين بوليسي" في تقرير تحليلي لها، ألقى الضوء على السيناريوهات المحتملة في كوريا الشمالية، إن الصين المقربة إلى سول، يمكنها استغلال اختفاء كيم، بعدة طرق لن تصب في مصلحة الولايات المتحدة واليابان.

وتضيف أن قلة المعلومات حول مكان الزعيم الكوري الشمالي، وحالته الصحية، تجبر العالم على التفكير فيما قد يصبح خلافًا في الحكم، وعلى الرغم من أن نظام العائلة في كوريا يبدو غير قابل للاختراق، لكن أي سيناريو على الخلاف في الحكم يحدث يثير القلق والمخاوف من وقوع الصواريخ الباليستية والبرنامج النووي في يد من يتصرف أسرع، ما يعني تعرض آسيا بأكملها لأزمة نووية غير مسبوقة.

من بين السيناريوهات المحتملة، أن تحاول الصين فرض سيطرتها على كوريا الشمالية، حال احتدام الصراع على الحكم، فهي فرصة في نظر بكين، وخطوة جريئة لإعاد تشكيل ميزان القوى الإقليمي.

وحال تدخل الصين، في الصراع الكوري الشمالي الداخلي المحتمل على الحكم، ونجاحها فيه، فإنها ستغير الخريطة الجيوسياسية لشرق آسيا، ما يهدد بعزل اليابان ويحد من قوة واشنطن في المنطقة.

اختفى كيم، عن الأنظار منذ 11 أبريل الجاري، ولم يحضر ذكرى ميلاد جده المؤسس للدولة، وذكرى تأسيس الجيش، في ظل تقارير تفيد بإجراء عملية في القلب.

وتقول "فورين بوليسي" إنه مع إصرار بيونج يانج، على خلوها من وباء كورونا، فلا يمكن استبعاد أن يكون كيم ضحية الوباء.

وتضيف المجلة، أن نظام عائلة كيم، يواجه أكبر خطر عليه منذ ثلاثة عقود، دون وريث واضح للحكم، فبعد وصول كيم جونج أون، للسلطة في أواخر 2011، بعد وفاة والده الذي عينه وريثًا له قبل عام واحد من وفاته، أعدم كيم الابن، عمه الوريث المحتمل لخلافته حال موته المفاجئ والمقرب لبكين، ثم قتل له شقيقًا في ماليزيا، ما يعني أن الأمر ربما يستغرق أسابيع حتى تعلن كوريا عن خليفة لكيم حال وفاته.

وتتابع، أن شقيقته البالغة 32 عامًا، تُعد خليفة محتملة له، خاصة بعد تصعيدها خلال الفترة الماضية وحضورها فعاليات رسمية، متسائلة، هل يقبل كبار الضباط في الجيش أن تحكم بيونج يانج امرأة؟

ربما يثير هذا صراعًا داخليًا، أو محاولة لجعلها عروسة مارونيت، بحسب فورين بوليسي.

كل هذا يصب في صالح بكين، التي تسعى لاستغلا الفرص لتعزيز نفوذها.

شهدت العلاقة بين الزعيمين الكوري الشمالي والصيني، تشاحنات ورفض الأول لقاء الثاني عدة مرات، حتى حسم الأمر في مارس 2018، قبل قمة كيم وترامب التاريخية، وربما برنامجها النووي ما جعلها غير قابلة للضغوظ الخارجية بقوة كغيرها من الدول، وفقا للمجلة.

ترى "فورين بوليسي" أن الفرصة متاحة لبكين لربط بيونج يانج بها ربطًا وثيقًا أو تعزيز عزلتها في مواجهة واشنطن وطوكيو، وستسعى الصين بشتى الطرق لاستعادة نفوذها على كوريا الشمالية الذي خسرت بإعدام كيم لعمه.

وتضيف، إنه بصعود اليسار السياسي في كوريا الجنوبية، فإن كل الإشارات ملاءمة لتوسيع القوة الصينية في المنطقة.

وترى المجلة الأمريكية، أن القوة الاقتصادية للصين، طريقًا لفرض سياستها ونفوذها في المنطقة، ويمكنها استغلال جائحة كورونا للتدخل في الشؤون الكورية الشمالية بزعم حفظ السلام وعدم حدوث أزمة إنسانية في الدولة التي تواجه عقوبات أمريكية مشددة.

فمن المحتمل أن تعقد الصين صفقات مع القادة العسكريين في كوريا الشمالية، وتشكل من خلالهم دولة موالية مطواعة لسيطرتها، حتى أنها يمكنها دعم شقيقة كيم للحكم إذا رأت في ذلك مصلحة لها.

وتقول "فورين بوليسي" إن الآثار الجيوسياسية لسيطرة بكين على كوريا الشمالية ستكون فادحة، إذ بالنظر إلى احتمال وجود وحدات بحرية وجوية صينية في كوريا الشمالية فإن القوات الصينية والأمريكية ستكون في مواجهة بعضها عبر المنطقة منزوعة السلاح.

وهو ما يسمح لها بعد ذلك بإغراء كوريا الجنوبية، خاصة مع الأحقاد الكامنة لواشنطن، والتلويح لها بإمكانية فرض سيطرتها على جزر ليانكورت، التي تطالب بها اليابان، وتدعمها في خفض العلاقات مع الولايات المتحدة أو حتى قطعها، وحال حدوث هذا فيمكن للبحرية الصينية الوصول إلى مضيق كوريا الاستراتيجي، الذي يربط بحور اليابان والأصفر والصين الشرق، ما يضمن للصين سيطرة كاملة على المياه الداخلية لآسيا.

وقتها لا يمكن لواشنطن إلا القبول بخيارين إما التصعيد والمخاطرة أمام بكين أو القبول بتقليص وجدها العسكري في المنطقة.

وتختم "فورين بوليسي" قائلة: "الخلاصة أن على الدبلوماسيين الأمريكيين أن يوضحوا لنظرائهم الصينيين أن تصميم الولايات المتحدة على ضمان المنطقة هادئة وحرة ومفتوحة يظل دون تغيير، حتى لو كان كيم سيحكم لمدة نصف قرن آخر".

فيديو قد يعجبك: