إعلان

هل يلقنه بوتين درسا قاسيا؟.. كاتب إنجليزي: إردوغان يحصد ما زرعه في سوريا

02:48 م الثلاثاء 03 مارس 2020

فلاديمير بوتين

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي:

تحدث الكاتب والمُحلل السياسي الإنجليزي سيمون تيسدال، في مقال بصحيفة الجارديان البريطانية، عن فشل سياسة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في التعامل مع سوريا، وكيف ألحقت استراتيجيته المعنية بالأزمة الكثير من الأضرار ببلده، بالتزامن مع إحراز قوات الجيش السوري المزيد من التقدم في إدلب، آخر معاقل المعارضة السورية.

بات إردوغان الآن معزولاً من جميع الجهات، حسب تسيدال، نظرًا إلى خلافه الحاد مع اللاعبين الرئيسيين الآخرين في الأزمة السورية. أرسل الرئيس التركي 7000 جندي إضافي ومدرعات إلى إدلب الشهر الماضي، لتعزيز وجوده العسكري، ودخلت تركيا في حرب مفتوحة مع نظام بشار الأسد، وهاجمت القوات الجوية المطارات ومواقع الرادار، وأعلنت أن كل عناصر النظام أهداف مشروعة.

لفت تيسدال إلى التقاء أحمد داوود أوغلو، وزير خارجية تركيا السابق، بالرئيس السوري بشار الأسد في خضم الثورة في منتصف 2011، وطالبه بالتفكير في طلبات المتظاهرين، ورفض الأسد، وفي هذه المرحلة قرر إردوغان دعم المتمردين بما فيهم الجماعات الإسلامية المُتشددة.

إلا أن ما يحدث في شمال غرب سوريا الآن لا يعد حربًا بالوكالة حسب تيسدال، ولكنها مواجهة مباشرة بين جارتين قويتين، وتهدد بسحب تركيا إلى نزاع مُسلح مع روسيا، باعتبارها حليفة الأسد الرئيسية.

تحدثت تقارير إعلامية عن مقتل الجنود الأتراك في الأراضي السورية إثر غارات روسية مُتعمدة، إلا أن إردوغان رفض توجيه أصابع الاتهام إلى موسكو، فيما نفى الكرملين مسؤوليته بشكل قاطع.

تساءل الكاتب الإنجليزي عما إذا كان فلاديمير بوتين يعتزم تلقين إردوغان درسًا قاسيًا؟ مُشيرًا إلى أنه قد يكون نجح في مهمته، خاصة وأنه مُصر على إنهاء الحرب في سوريا، لاسيما وأن القوات الروسية مُنخرطة في هذه الأزمة منذ حوالي خمس سنوات، وتكبدت موسكو خسائر مالية وبشرية كبيرة.

يريد بوتين، حسب تيسدال، النصر لحليفه بشار الأسد من خلال إحكام قبضته على إدلب، كما أنه يسعى إلى الاحتفال بانتصار استراتيجي مهم على حساب الغرب والولايات المتحدة.

تجلى ضعف استراتيجية إردوغان في التعامل مع الأزمة السورية، بعد عجز المتطرفين الذين يدعمهم عن مواجهة التقدم السوري الروسي الأخير في إدلب، ورفض الولايات المتحدة وحلف الناتو مساعدته بطريقة مُجدية، لاسيما بعدما طالبتهم أنقرة بدعم عقب مقتل جنودها في الأراضي السورية، فلم يحصل إلا على مساعدة محدودة في المراقبة وتبادل المعلومات الاستخباراتية.

قال تيسدال إن إردوغان يحصد ما زرعه، موضحًا أن الرئيس التركي سخر مرارًا وتكرارًا من حلف الناتو وأمريكا وقادة أوروبا، وتحدث عنهم بعبارات انتقامية، واشترى منظومة دفاع جوي روسية رغم اعتراضات أمريكا القوية، وعرض حرب الغرب ضد تنظيم داعش للخطر من خلال شنّ حرب على أكراد سوريا، وعمل على استخدام أزمة اللاجئين لإجبار الاتحاد الأوروبي للانصياع إلى رغباته، علاوة على ذلك فإن الضغوط في الداخل تزداد بسبب معارضة سياسته في سوريا.

مع اشتداد أزمة إدلب في الأشهر الأخيرة، زعم إردوغان، حسب تيسدال، أن هدفه الوحيد هو التمسك بالهدنة الجزئية التي تم التوصل إليها في عام 2018، ومنع تدفق المزيد من اللاجئين نحو بلاده.

اعتبر الكاتب الإنجليزي هذه الأهداف معقولة ومنطقية، غير أن نهجه العدواني وتصريحاته المشحونة بالغضب هزمته، خاصة مع زيادة احتمالات حدوث كارثة إنسانية نظرًا لوجود حوالي مليون شخص من النازحين الجوعى الخائفين من سكان إدلب المُعرضين للخطر مع تقدم قوات النظام.

وقال تيسدال إن اخفاق تركيا في سوريا لا يمكن أن يكون سببًا للبهجة في أوروبا والولايات المتحدة، محذرا أن ترك الأمر إلى إردوغان سيزيد الأمر سوءًا، لذا على الديمقراطيات الغربية استغلال فرصتهم الأخيرة لفعل الشيء الصحيح في سوريا، وهو تصنيع وتطبيق تسوية عادلة ودائمة، وإعادة بوتين ومفجريه إلى ديارهم.

فيديو قد يعجبك: