إعلان

قتلى و"إله هندوسي" على مئذنة مسجد أحرقه متطرفون.. ماذا يحدث في الهند؟ (فيديو)

09:29 م الأربعاء 26 فبراير 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد صفوت

كال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المديح على رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، خلال كلمته أول أمس خلال زيارته إلى البلاد ووصف الوضع هناك بالأكثر تسامحا في ظل وجود ديانات مختلفة، متجاهلاً بذلك أعمال عنف مارستها السلطات الهندية وأقليات من الطائفة الهندوسية ضد المسلمين، بسبب قانون الجنسية الجديد المثير للجدل، الذي أقرته الهند الشهر الماضي.

وبحسب التقارير المحلية الأخيرة فإن أكثر من 20 شخصًا قتلوا، في نيودلهي خلال زيارة ترامب للهند التي استغرقت يومين، في مظاهرات مناهضة لقانون يهدد بسحب الجنسية من ملايين المسلمين في الهند، ممن لم يمتلكون وثائق اثبات المواطنة.

سلط موقع "ذي إنترسبت" الأمريكي على هذا التجاهل من ترامب، مشيرًا إلى إنه رغم الاحتجاجات وسقوط القتلى والمصابين المسلمين في الهند، إلا أن ترامب رحب بمودي ووصفه بـ"نصير الحرية الدينية" كما وصفه بأنه "زعيم استثنائي" متجاهلاً صور للمسلمين الذين يتعرضون للهجوم في العاصمة، بموافقة وتعاون واضح من الشرطة الهندية.

وأشار الموقع الأمريكي، إلى مقطع فيديو، انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، لمتطرفين هندوس يتسلقون مئذنة أحد المساجد لإزالة مكبر الصوت وتعليق العلم الذي يصور الإله الهندوسي هانومان.

ويقول مراسل وكالة رويترز في الهند، ديفيجوت جوشال، إن الشرطة في نيودلهي، تبدو وكأنها تشجع المتطرفين الهندوس والفوضى، حيث اكتفوا بمشاهدة أعمال العنف التي يرتكبها الهنودس بحق المسلمين، وإشعال النيران في السيارات بالشوارع.

ورفض الرئيس الأمريكي، إدانة قانون الجنسية الجديد، الذي أقرته حكومة مودي، وتسبب في إشعال الاحتجاجات المناهضة له، والذي يهدد ما يقرب من 200 مليون مسلم في الهند، بالمعاملة كمواطنين درجة ثانية وربما سحب الجنسية من بعضهم.

ورد ترامب، على سؤال أحد الصحفيين خلال مؤتمر صحفي له بالهند، قائلاً: "لا أريد مناقشة الأمر، فهو أمر يتعلق بالهند وحدها، آمل أن يتخذوا القرار الصحيح للشعب".

ويتابع "ذا إنترسبت" أن ترامب، قدم مكافأة لمودي المعادي للإسلام والمسلمين، مثيرًا إعجاب حشد من القوميين الهندوس، الذين تجمعوا في أكبر ملعب كريكت في العالم، بقوله إن الولايات المتحدة والهند، انضمتا إلى الحرب على الإرهاب الإسلامي المتطرف.

ويرى "ذا إنترسبت" إن ترامب ومودي، وصلا إلى السلطة عن طريق خطابتهما العنصرية وتحريضهم المستمر على كراهية المسلمين، مشيرًا إلى منع رئيس الوزراء الهندي الحالي، من السفر إلى الولايات المتحدة، منذ عقد من الزمان، قبل أن يصبح في منصبه الحالي، إثر فشله في وقف مذابح خلفت مئات القتلى من المسلمين في 2002، حينما كان رئيسًا لولاية جوجارات الهندية.

ويقول آشوتوش فارشني، الباحث في النزاع العرقي والطائفي في الهند، عبر "تويتر": "إن أعمال العنف التي اندلعت في دلهي، خلال الأسبوع المنصرم، بدأت وكأنها مشهدًا من مشاهد مذابح جوجارات في 2002" مضيفًا إن الشرطة الهندية لا تقوم بدورها ولا تتصرف بشكل محايد، وتنظر إلى المتطرفين وهم يشعلون الفتنة في البلاد، دون أن ترحك ساكنًا.

ولفت الموقع الإمريكي، إلى شهادات صحفيين هنود، يغطون الأحداث الحالية، الذين أكدوا أنهم رأوا متطرفين يشعلون النيران في بيوت المسلمين شرق مدينة دلهي، أمس الثلاثاء، مردديت هتافات هندوسية كما وجهوا التحية في هتافاتهم إلى رئيس الوزراء مودي.

وأكدوا أن الشرطة الهندية، رفضت التدخل، بل وظهروا في بعض اللقطات وهم يختلطون مع المهاجِمين.

وتزامنًا مع تصاعد أعمال العنف في الهند، حرص مودي، على اصطحاب ترامب في جولة إلى منزل الزعيم الهندي غاندي، وتحيته بـ21 طلقة في القصر الرئاسي الهندي.

ويقول المعارض الهندي تاباس داي، إن الرسالة التي تركها الرئيس الأمريكي، في دفتر الزوار بمنزل غاندي، لم تذكر أسم مؤسس الهند المناهض للرأسمالية والمحب للسلام، واقتصرت على تقديم الشكر إلى مودي.

السلطات الهندية، أنكرت في بداية الأمر مقطع الفيديو المنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لمتطرفين هندوس ينهبون أحد المساجد في نيودلهي، لكنها اعترفت بعد ذلك بالحدث، فيما يرى الموقع الأمريكي، أن الإنكار الهندي للوقاعة، مستوحى من إنكار ترامب المتكرر للواقع.

ويرى "ذا إنترسبت" أن السلطات الهندية، اضطرت إلى الاعتراف بالحادث، بعد نشر عدة فيديوهات أخرى لتسلق الهنودس لمئذنة المسجد، وتعليق علم خاص بأحد آلهتهم، من عدة زوايا.

وكشف مقطع فيديو أخر، رجل الدفاع المدني في الهند، وهم يحاولون إخماد الحريق الذي شب في المسجد، وإنزال العلم الهندوسي من على مئذنته، بعد فرار المهاجمين.

ارتفع عدد ضحايا أعمال العنف التي اندلعت في مدينة دلهي الهندية إلى 20 قتيلاً، حسبما ذكرته شبكة "ان دي تي في".

وقد اندلعت الاشتباكات منذ الأحد الماضي بسبب قانون الجنسية الجديد، وشهدت إضرام النيران في السيارات والمحال وتدمير الممتلكات.

وأسفرت الاشتباكات عن إصابة أكثر من 150 شخصا.

ومن المقرر أن تنعقد اللجنة الأمنية الوزارية، المسؤولة عن اتخاذ القرارات في المسائل المتعلقة بأمن البلاد، اليوم لمناقشة أعمال العنف.

فيديو قد يعجبك: