إعلان

"وكأننا في مقبرة".. مئات الآلاف من السوريين محاصرون في برد قارس

03:13 م الأحد 16 فبراير 2020

السوريين

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

القاهرة- مصراوي:

حوصر مئات الآلاف من السوريين أغلبهم من النساء والأطفال في شمال شرق البلاد بين الهجوم الذي تشنه القوات الحكومية على الجماعات المسلحة والإرهابية من جانب وبين البرد القارس والصقيع، بعد أن أجبرهم القتال الدائر في المنطقة منذ أسابيع على الفرار من بيوتهم.

تقول الأمم المتحدة إن هجوم القوات الحكومية على محافظة إدلب، اخر معاقل الجماعات المسلحة وفي القلب منها هيئة تحرير الشام أو جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة، أدى إلى واحدة من أكبر الكوارث الإنسانية في الحرب الأهلية السورية.

قتل مئات المدنيين في الهجوم الذي أدى أجبر أيضا أكثر من 800 ألف شخص على الفرار من منازلهم منذ ديسمبر، منهم 143 ألف في الأيام الثلاثة الأخيرة فقط.

نقلت لصحيفة الجارديان البريطانية عن منار الديري، وهي معلمة نزحت هو وأطفالها إلى خيمة في تلة تغطيها الثلوج بالقرب من الحدود السورية مع تركيا، قولها: "يبدو الأمر وكأننا نعيش في مقبرة."

صنعت الديري موقدا مؤقتا لكن القلق ينتابها من استعماله لتدفئة الخيمة، إذ أن الدخان الناجم الموقد يسبب صعوبات في التنفس خاصة لأطفالهم، وهناك بعض العائلات التي اختنقت وهي نائمة، بحسب الصحيفة.

قالت السيدة السورية: "البرد بلغ عظامنا، ولم نعد قادرين... لكن لازلت أرى أن وضعنا أفضل كثير من وضع هؤلاء الذين يعيشون تحت الأشجار بدون أي شيء يحميهم من التجمد."

وأغلقت تركيا، التي تأوي قرابة 3.6 ملايين لاجئ سوري، حدودها أمام الفارين.

وهذه ليست المرة الأولى التي تُجبر فيها الديري على الفرار من منازلها. نزحت من قبل من بلدتها في محافظة حماة ثم من مدينتين اخريين في محافظة إدلب، حيث تتقلص المساحات التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة.

قال موسى الزيدان، من منظمة "القبعات البيضاء" الطوعية، إن هناك الكثير من النازحين يصلون يوميا دون أن يكون هناك أماكن آمنة لاستيعابهم.

وزاد: "الوضع بالنسبة للناس في المخيمات كارثي. كان الأمر مفزعا بالأمس حينما مات ثلاثة أشخاص وهم يحاولون إشعال النيران في خيمتهم لتدفئة أطفالهم."

قالت الجارديان إن المخيمات في شمال إدلب أعلى خمس مرات من قدرتها على الاستيعاب، وهناك نقص في المواد الغذائية والمياه، بشكل يجعلها غير قادرة على التعامل مع القادمين الجدد.

نقلت الصحيفة عن منذر خليل، وهو طبيب من أدلب، قوله: "نرى أربع عائلات على الأقل تعيش في خيام مخصصة لعائلة واحدة فقط. المياه غير النظيفة تتسبب في معدل غير مسبوق من الأمراض المعدية التي تصيب النساء والأطفال على وجه الخصوص."

توترات روسية- تركية

بخلاف الأزمة الإنسانية، تزداد التوترات واللغة الخطابية الخشبة بين الروس الداعمين لحكومة الرئيس السوري بشار الأسد، والأتراك الداعمين للجماعات المسلحة.

واتفقت موسكو وأنقرة في عام 2018 على إقامة منطقة لخفض التصعيد في المنطقة الواقعة بشمال غرب سوريا.

واقتربت القوات التركية والقوات السوية من الدخول في مواجهة مباشرة واسعة النطاق بعد أن قتلت سوريا أكثر من 12 جنديا تركيا. وهدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعملية عسكرية تركية واسعة ضد الجيش السوري، وهو ما اعتبرته دمشق تهيدات "جوفاء" ولم تعرها أي اهتمام وواصلت تقدمها حتى سيطرة على طريق سريع استراتيجي.

وبحث أردوغان الوضع في اتصالات هاتفية منفصلة مع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب لكن لم ترد أي تقارير عن إحراز تقدم دبلوماسي بهذا الشأن، بحسب وكالة رويترز.

وتقول موسكو إن تركيا تستخف باتفاقاتها مع روسيا وإنها تسببت في تفاقم الوضع في إدلب. وقال الكرملين إن أنقرة لم تنجح في تحييد المتطرفين والإرهابيين في المنطقة.

وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو خلال مؤتمر ميونيخ للأمن إن تركيا ترغب في حل المسائل الخاصة بإدلب مع روسيا عبر الطرق الدبلوماسية لكن "إذا لم ينجح الأمر عبر القنوات الدبلوماسية فسنتخذ الخطوات الضرورية".

وغضبت أنقرة بسبب سيطرة القوات السورية على مواقع مراقبة عسكرية تركية أنشئت في إدلب بموجب اتفاق 2018. ويشير مسؤولون أتراك إلى أن ما يقارب أربع نقاط تركية تقع حاليا في مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة السورية.

ونقلت قناة (إن. تي. في) التلفزيونية عن أردوغان قوله للصحفيين المرافقين له في رحلة العودة من باكستان "من المستحيل أن نلتزم الصمت إزاء حصارهم. نقوم بما يلزم ضدهم".

تعتبر أدلب آخر ملجأ للجماعات المسلحة والمتطرفة التي تدعمها تركيا، وهي المحافظة الوحيدة التي لم تستعدها القوات الحكومة السورية منذ بداية الحرب الأهلية في البلاد في 2011.

فيديو قد يعجبك: