"خرجت عن السيطرة".. هل تصبح بريطانيا بؤرة لتفشي سلالة جديدة من كورونا؟

09:17 م الأحد 20 ديسمبر 2020

الاغلاق التام في لندن

كتب- محمد صفوت:

كعادة الفيروسات لها تغييرات عشوائية في شفرتها الجينية بين الحين والآخر ويطلق عليها العلماء "الطفرات" ولا يختلف كورونا عن باقيالفيروسات، إذ تحور الفيروس التاجي المسبب لمرض (كوفيد-19) أكثر عدة مرات منذ ظهوره لأول مرة في ديسمبر 2019.

إعلان

اكتشف العلماء طفرات جديدة ظهرت في فيروس كورونا، وانتشرت في لندن وجنوب شرقي إنجلترا، وظهرت في السلالة الجديدة 23 تغييرًامختلفًا على فيروس. ويقول باتريك فالانس كبير المستشارين العلميين للحكومة البريطانية، إن هذا غير عاديًا أن تحدث كل تلك المتغيرات.

اتخذت الحكومة البريطانية عدة إجراءات لمواجهة تفشي السلالة الجديدة، التي أصابت نحو 1200 شخصًا، وأعلن رئيس الوزراء البريطانيبوريس جونسون، عن فرض قيود جديدة في لندن وجنوب شرق إنجلترا، وفرضت سلطات اسكتلندا وويلز تدابير أكثر صرامة.

وارتفع مستوى الإنذار في إنجلترا إلى "عال جدًا" وهو أشد مستويات القيود، وبات ما يقرب من 38 مليون شخصًا في إنجلترا معزولونبشكل تام، ويمثلون 68% من السكان، ويحظر عليهم الاختلاط أو الخروج من المنازل حتى 30 ديسمبر الجاري.

"خرجت عن السيطرة"

وقال وزير الصحة البريطاني مات هوك إن "السلالة الجديدة خرجت عن السيطرة، وعليه شددنا القيود في لندن وجنوب شرقي إنجلترا، لردعالفيروس"، مدافعا عن قرارات تشديد القيود.

وانتقد هانكوك قرار العديد من البريطانيين في لندن، مغادرة المدينة في ظل إعلان القيود الجديدة، ما أدى إلى اكتظاظ محطات سككالحديد، واصفًا ذلك بـ"السلوك غير المسؤول إطلاقًا".

ووفقًا لبي بي سي فإنه لا يوجد ما يثبت أن السلالة الجديدة لكورونا أشد فتكًا أو أنها ستستجيب بشكل مغاير للقاحات التي تم تطويرهاوتوزيعها في بعض الدول مؤخرًا، لكنها أثبتت أنها أشد عدوى بنسبة 70%.

وتعتبر السلالة الجديدة مسؤولة عن نحو 43% من الإصابات الجديدة في جنوب شرقي بريطانيا، وترتفع إلى 59% في الشرق إنجلتراو62% في لندن.

بؤرة جديدة

ويبدو أن بريطانيا أصبحت البؤرة الجديدة لتفشي وباء كورونا في أوروبا، في الموجة الجديدة من الجائحة التي تضرب العالم منذ أواخرالعام الحالي.

وبعد يوم واحد من إعلان تشديد القيود على بعض مناطق بريطانيا، اتخذت دولاً أوروبيةً إجراءات للحد من التنقل من وإلى بريطانيا، خوفًامن سرعة تفشي الفيروس المميت.

وعلقت كلاً من إيطاليا وبلجيكا وهولندا والنمسا، الرحلات الجوية من بريطانيا للمساعدة في منع السلالة الجديدة من الوصول إلى أراضيهم،واتخذت إسرائيل نفس الإجراء، بينما تدرس دول أوروبية أخرى بينهم فرنسا ألمانيا اتخاذ إجراءات مماثلة تجاه بريطانيا.

واتبعت الكويت الدول الأوروبية، وحظرت الرحلات الجوية من وإلى بريطانيا، وصنفتها منطقة "عالية الخطورة" وفقًا لبيان الإدارة العامةللطيران المدني في الكويت، الأحد.

تحرك أوروبي

سعيًا لوقف انتشار السلالة الجديدة وللحد من تأثيرها على الشعوب الأوروبية، بحث كلاً من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارةالألمانية أنجيلا ميركل، وأورزولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية، وشارل ميشيل رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي، هاتفيًا اليوم، السلالةالجديدة لكورونا التي ظهر في بريطانيا.

وذكرت مصادر في قصر الإليزيه، أن المباحثات تركزت على تبني نهج مشترك في ظل ظهور هذا النوع الجديد من الفيروس.

من جانبها أكدت منظمة الصحة العالمية رصد تفشي السلالة الجديدة من كورونا في كلٍ من الدنمارك وهولندا وأستراليا، إلى جانب بريطانياالتي اكتُشِف فيها السلالة الجديدة. فيما رصد المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض، الأحد، حالات من السلالة الجديدة لفيروس كورونا(كوفيد-19) في بلجيكا وهولندا والدنمارك، وفقًا لما ذكره عبر موقعه الإلكتروني.

ونصح المركز، السلطات الصحة العامة والمختبرات في أوروبا بتحليل وتتبع عينات الفيروس لاكتشاف الانتشار المحتمل للسلالة الجديدة.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية تواصلها بشكل وثيق مع السلطات البريطانية، لإطلاع وإبلاغ الدول بالمعلومات الجديدة فور توافرها عنخصائص هذه السلالة وأي عواقب قد تسفر عن ظهورها.

ذكرت وزارة الصحة الأمريكية، الأحد، أنه لا حاجة حاليًا لرفع درجة الإنذار بشأن السلالة الجديدة التي ظهرت في بريطانيا، فيما قال مركزالأزمات لمكافحة فيروس كورونا في روسيا، إنه لا توجد قرارات بعد بشأن تعليق الطيران بين روسيا وبريطانيا.

ما هي سلالات كورونا المختلفة؟

وفقًا لشبكة "سكاي" البريطانية، فهناك ما لا يقل عن 7 سلالات رئيسية من فيروس كورونا، بدأت بالسلالة "إل" بحسب تسمية العلماء لها،وهي السلالة الأصلية التي اكتشفت في إقليم ووهان الصينين، في ديسمبر 2019، قبل أن تتحور إلى سلالتي "في" و"جي"، اللتان عثرعليهما في في أوروبا وأمريكا الشمالية، وتحورت سلالتا الفيروس إلى سلالات "جي آر" و"جي إتش" و"جي في".

وتعد السلالة "جي" على الأكثر انتشارًا حول العالم، خاصة في أوروبا، بينما بدأت السلالة الأصلية "إل" والنوع "في" في الاختفاءتدريجيًا، وفقًا لتحليل أجرته وكالة "رويترز" للأنباء.

هل وصلت السلالة الجديدة إلى مصر؟

أكد الدكتور أحمد شوقي، عضو اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا بوزارة الصحة، أن السلالة الجديدة لكورونا التي وصفت بأنها "أسرععدوى" و"خرجت عن السيطرة" لم تصل إلى مصر.

وقال شوقي، في تصريحات لـ"مصراوي" الأحد، إن التحورات التي حدثت لفيروس كورونا المستجد، كانت من الموجة الأولى التي اجتاحتالعالم في ديسمبر الماضي، مبينًا أن التحورات التي حدثت كانت في البروتين الخارجي الخاص بغشاء الفيروس وتجعله أكثر انتشارًا، وليسأكثر حدة.

إعلان