إعلان

لقاح فيروس كورونا: تقصي حقائق بشأن "مخطط الوباء الفرنسي" وأنسجة الأجنة المجهضة ومزاعم أخرى

03:12 م الأربعاء 25 نوفمبر 2020

تقصي حقائق بشأن مخطط الوباء الفرنسي

عواصم عالمية- (بي بي سي):

مازالت المعلومات المضللة بشأن اللقاح المضاد لكوفيد 19 ونظريات المؤامرة المحيطة بوباء فيروس كورونا تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي.

خلال السطور التالية نعرض المعلومات التي قمنا بتدقيقها هذا الأسبوع.

جاستن ترودو و"إعادة الضبط الشامل"

نبدأ بنظرية المؤامرة التي لا أساس لها والمعروفة باسم " إعادة الضبط الشامل"، والتي تزعم أن مجموعة من زعماء العالم دبرت تفشي الوباء من أجل السيطرة على الاقتصاد العالمي.

وتعود جذور النظرية إلى خطة فعلية بعنوان " إعادة الضبط الشامل" وضعها المنتدى الاقتصادي العالمي، وهو مؤتمر سنوي لرموز السياسة والاقتصاد. وتبحث الخطة في الكيفية التي يمكن أن تتعافى بها الدول من الخسائر الاقتصادية التي سببها وباء فيروس كورونا.

وقد فُسرت خطة التعافي التي وضعها المنتدى الاقتصادي العالمي على أنها "شريرة"، وذلك بدايةً من جانب مجموعات من أتباع نظريات المؤامرة على وسائل التواصل الاجتماعي، ثم من قِبَل ملعقين محافظين بارزين، مما أدى إلى عشرات الآلاف من التفاعلات على موقعي فيسبوك وتويتر.

وبدأت في الانتشار عالمياً على موقع تويتر، حين انتشر على نطاق واسع مقطع مصور لرئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو خلال مشاركته في اجتماع للأمم المتحدة يقول فيه إن الوباء وفر فرصة لـ"إعادة الضبط".

وقد أثار ذلك مزاعم جديدة في كندا وخارجها بأن مجموعة من قادة العالم يستخدمون الوباء لإدخال عدد من السياسات الاشتراكية والبيئية المدمرة.

وحين سُئل عن نظريات المؤامرة في نهاية الأسبوع، أجاب ترودو قائلاً " أعتقد أننا في وقت يسوده القلق، حيث يبحث الناس عن أسباب للأشياء التي تحدث لهم. نرى الكثير من الناس يقعون فريسة للمعلومات المضللة.

ويزعم مقطع مصور يعود لشهر أغسطس الماضي ويقترب عدد المشاهدات التي سجلها على موقع يوتيوب من 3 ملايين أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو وحده من يمكنه إحباط هذا المخطط السري، الذي يستخدم كوفيد 19 لإخضاع الاقتصاد الأمريكي حتى تبدأ عملية "إعادة الضبط" ويأخذ الناس في "التسول" من أجل اللقاحات.

غير أن الإيحاء بأن السياسيين خططوا لتفشي الفيروس أو أنهم يستخدمونه لتدمير الرأسمالية لا دليل يدعمه على الإطلاق.

كما أنه لا يوجد ما يدعم فكرة أن المنتدى الاقتصادي العالمي لديه السلطة لأن يُملي على الدول الأخرى ما تفعله، أو أنه ينسق جمعية سرية لقادة العالم.

"مخطط الوباء الفرنسي"

انتشر كذلك على نطاق واسع على يوتيوب ووسائل التواصل الاجتماعي الآخرى فيلم وثائقي فرنسي يشير إلى مخطط عالمي سري.

ويروج الفيلم لنصائح طبية لا أساس لها ومعلومات مضللة ونظريات مؤامرة بشأن فيروس كورونا.

ويَعد الفيلم -ومدته ساعتان ونصف ويحمل عنوان Hold Up ( اصمد)- بكشف "الحقيقة" بشأن كوفيد 19.

لكنه بدلاً من ذلك يروج لعدد كبير من المزاعم التي تم كشف كذبها في السابق- ومنها مزاعم أن ارتداء الكمامات خطر وأن صفوة العالم خططت للوباء بصورة ما.

وصار الفيلم يُعرف باسم "مخطط الوباء" الفرنسي، في إشارة إلى فيديو مماثل باللغة الانجليزية يدور حول نظرية المؤامرة، وقد كُشف كذب الادعاءات التي يتضمنها في وقت سابق من هذا العام.

وعلى غرار سابقه، حقق فيلم Hold Up رواجاً على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ تجاوز عدد مشاهداته المليون خلال الأيام القليلة الماضية.

ويقول موقع يوتيوب إن الفيلم لا ينتهك سياساته بخصوص المعلومات المضللة، على الرغم من أنه يشير إلى أنه قيد انتشاره تماشياً مع قواعده الخاصة بالتعامل مع المحتوى الذي يمكن أن يضلل المستخدمين بطرق ضارة.

وقد تم تداول روابط الفيلم مئات المرات على مواقع فيسبوك وإنستغرام وريديت.

في الهند، عثرنا على نماذج لرسالة منتشرة على موقع واتس آب باللغة الهندية، تتضمن ادعاءات كاذبة تخص إرشادات منظمة الصحة العالمية.

وتزعم الرسالة أن منظمة الصحة العالمية قامت بتحديث لموقعها الإلكتروني قالت فيه إن فيروس كورونا لا يمثل تهديداً أكثر من الإنفلونزا الموسمية ولا يتطلب إجراءات إغلاق وارتداء كمامات.

ومن جانبها أوضحت منظمة الصحة العالمية أن الرسالة لا تمثل وجهة نظرها وأن إرشاداتها بخصوص ارتداء الكمامات وإجراءات التباعد الاجتماعي لم تتغير.

وتكشف أرقام رسمية نشرت في أكتوبر الماضي عن أن عدد الوفيات الناجمة عن كوفيد 19 في إنجلترا وويلز يزيد بثلاثة أضعاف عن وفيات الإنفلونزا والالتهاب الرئوي.

وقد تم تداول الرسالة على تطبيق واتس آب مصحوبة بنسخة مصغرة من مقطع مصور نشر باللغة الانجليزية على يوتيوب الشهر الماضي. ويتضمن المقطع المصور ادعاءات زائفة بشأن علاجات لفيروس كورونا، وقد تم حذف المقطع من منصة يوتيوب لانتهاكه سياسات الموقع.

مزاعم أنسجة الأجنة

وتم تداول مقطع مصور على صفحة مناهضة للقاحات على موقع فيسبوك آلاف المرات، كما تم تداول مقتطفات منه على تطبيقي واتس آب وانستغرام.

وخلال الفيديو، تقوم امرأة بالتعليق صوتيا على صور لما يبدو أنها عبوات لقاح كوفيد 19 لشركة أسترازينيكا، والتي مازالت تجري تجاربها عليه.

"نتائج مشجعة" لاختبار لقاح أكسفورد على كبار السن

وتحث المرأة الناس على تداول الفيديو إذا كانوا لا يريدون أن "يُحقنوا بأجزاء من أنسجة الأجنة المجهضة أو أن يتغير حمضهم النووي".

ويعد هذان الادعاءان زائفين. فاللقاح لا يتضمن أي أنسجة للأجنة ولن يغير الحمض النووي للإنسان.

وتزعم المرأة أن اللقاح يحتوى على نسيج من رئة جنين ذكر أُجهض في عمر 14 أسبوعا.

وهذا ادعاء كاذب.

ويقول دكتور مايكل الخبير في جامعة ساوثهامتون:" لا يتم استخدام خلايا جنينية في أي عملية لإنتاج لقاح".

ويشير المقطع المصور إلى دراسة يزعم أنها تقدم دليلاً على محتويات اللقاح. غير أن تفسير راوية الفيديو لهذه الدراسة خاطئ، إذ أن الدراسة المشار إليها تناولت الكيفية التي تفاعل بها اللقاح مع الخلايا البشرية داخل المختبر.

وربما يكون هذا الالتباس مصدره أن عملية تطوير اللقاح تنطوي على مرحلة يتم خلالها استخدام خلايا نمت داخل المختبر، وهي من نسل الخلايا الجنينية.

وكان قد تم تطوير هذه التقنية في ستينيات القرن الماضي، كما أنه لا يتم إجهاض أجنة بغرض البحث العلمي.

ويوضح الدكتور ديفيد ماثيوس الأستاذ بجامعة بريستول أن إنتاج العديد من اللقاحات يجري بهذه الطريقة، مضيفاً أنه تتم بعد ذلك إزالة أي آثار للخلايا بشكل كامل من اللقاح "وفقاً لمعايير عالية بشكل استثنائي".

ويقول مطورو لقاح جامعة أوكسفورد إنهم أجروا تجاربهم على خلايا مستنسخة، وإن هذه الخلايا ليست نفسها خلايا الأجنة المجهضة".

وتقوم هذه الخلايا بما يشبه عمل المصنع لإنتاج نسخة ضعيفة جداً من الفيروس تم تعديلها بحيث تعمل كلقاح.

وعلى الرغم من أن تخليق هذه النسخة من الفيروس يجري عبر استخدام تلك الخلايا، إلا أنه تتم لاحقا إزالة المادة الخلوية هذه، حين يخضع الفيروس للتنقية، وبالتالي لن تكون من مكونات اللقاح.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك: